هل كانت أحداث 11 سبتمبر هي المسؤولة «الأولى» عما اندلع بعدها من أحداث..؟!
أما الإجابة فهي النفي القاطع حيث انه من الممكن القول ان احداث 11 سبتمبر ليست هي المسؤولة الأولى او السبب الجوهري الحقيقي لما تمخض بعدها من أحداث حتى الآن. ولهذه الفرضية في الحقيقة ما يبررها من الأدلة التي لا يمكن فهمها بمعزل عن فهم حقائق وحيثيات وسياقات ما يعرف بمصطلح «المحافظون الجدد»، فهذا المصطلح هو في واقعه تسمية او تعمية - لا فرق - لحزب الأفراد اليهود الفاعلين وقتنا هذا في ميادين رسم السياسة الخارجية والعسكرية لأمريكا، ولا شك في ان اليهود يجيدون اللعبة النفسية حين اطلاق المفاهيم العائمة الفضفاضة التي سرعان ما يختبئون خلفها لكي لا يفتضح أمرهم وتتضح حقيقتهم، وذلك طبعا لصرف الأنظار عن «المرسل» وتركيزها بدلا من ذلك على الرسالة ذاتها. اذن فهذا المصطلح ليس إلا مسمى لمجموعة من المفكرين والأكاديميين والساسة اليهود الأمريكيين من ذوي التوجيهات الصهيونية المتطرقة، ويتوزع أعضاء هذا الحزب - الملموس بتأثيره غير المحسوس بذاته - على غالب القطاعات الفكرية والإعلامية والأكاديمية والبحثية في أمريكا، فمنهم على سبيل المثال أساتذة جامعات أمثال الدكتور ارون فريد بيرغ استاذ الشؤون الدولية بجامعة برنستون والدكتور ايليوت كوهين استاذ الدراسات الاستراتيجية بمعهد جون هوبكنز التابع لجامعة جون هوبكنز، ومنهم ايضا كتّاب ورؤساء تحرير مثل مايكل ليدين وبيل كريستول ومن ضمنهم كذلك موظوفون رسميون مثل بول وولفيويتز الاستاذ الجامعي سابقا ونائب وزير الدفاع الأمريكي حاليا بالاضافة الى عضو مجلس سياسيات الدفاع التابع لوزارة الدفاع الامريكية ريتشارد بيرل الذي بالمناسبة قد استقال من منصبه مؤخراً، وقد صرح بكل تبجح منذ عدة أيام فقط بأنه يجب على امريكا ألا تعتذر للعرب عما فعلته في العراق. كما ان من ضمنهم ايضا دوجلاس فيث وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسية ومساعد وزير الخارجية جون بولتون علاوة على رئيس دائرة موظفي نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الدكتور لويس ليبي، وجميع هؤلاء من اليهود ويرتبط بحزبهم هذا - من قريب او بعيد - العديد من الساسة الأمريكيين وغيرهم من متطرفي الديانتين المسيحية واليهودية.
أعود عند هذه النقطة الى السؤال المطروح في البداية لأقول ان احداث 11 سبتمبر ليست هي السبب الرئيس الفاعل في اندلاع سياسة الغزو الأمريكية، فالغزو كان تحصيل حاصل بمعنى انه كان سيحدث لامحالة بغض النظر عن هذه الأحداث التي يمكن اعتبارها بأنها قد عجلت في اندلاع نيران هذه السياسة.. وانها قد قدمت الهدية المنتظرة على أحر من الجمر من قبل المحافظين الجدد حيث لعبت دور الذريعة المتوخاة وصنعت طبق الذهب الذي تم عليه تقديم الحجة الدامغة لجورج بوش الابن على ضرورة حماية مصالح امريكا والمسارعة الى استئصال ما يعرف بالارهاب الإسلامي أو بالأصح حماية مصالح إسرائيل.
وتتعين مصداقية هذه الافتراضات «الشخصية» بحقيقة ان أعضاء الحزب المذكور قد بدأوا التنظير في شؤون الارهاب والقضاء على الدول المسؤولة عنه منذ ما يقارب سبع سنين تقريبا وذلك بدليل ان البيان التأسيسي لهذا الحزب غير الرسمي قد صدر تحت عنوان مشروع القرن الامريكي الجديد «PNAC» في عام 1997 الميلادية حيث دعا فيه امريكا الى الأخذ بسياسة القوة العسكرية لمكافحة الارهاب ونشر القيم الامريكية بل احتلال بعض الدول المارقة وكلها طبعا دول عربية وإسلامية.
..اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم ونجعلك في نحورهم..
|