الحمد لله الذي جعلنا أمة تبذل وتعطي ولا تحتاج للآخرين.
الحمد لله الذي جعلنا أصحاب قلوب رحيمة، لا تحمل الغل ولا الضغينة، نقف مع أشقائنا في أوقات الرخاء والشدة، فالمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً سباقة دائماً الى عمل الخير والوقوف مع الاشقاء، في فلسطين، وأفغانستان، والبوسنة وكوسوفا، وفي الشيشان، والآن في العراق.
الذي تابع وقائع حملة التبرعات التي انطلقت أمس الأول من تلفزيون المملكة، وفي جميع محطاته بسائر مدن المملكة، لا بد أن يكون قد شعر بمدى التضامن والتعاطف السعودي الصادق مع إخواننا العراقيين. وقبل ذلك الالتزام الإيماني الحقيقي للشعب السعودي كافة المتمثل في استجابتهم لواجبهم الشرعي في الوقوف مع أبناء الأمة الإسلامية أينما وجدوا، وأنهم في تدافعهم الى اماكن التبرعات والاستجابة السريعة للنداءات التي انطلقت لإغاثة الشعب العراقي، إنما هم يستجيبون لمطلب اسلامي، وهي ترجمة عملية للحديث الشريف «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
ولقد كان أبناء المملكة العربية السعودية بالفعل كما كان باقي أبناء الأمة الإسلامية يتألمون وقضوا أياماً عديدة يجترُّون الألم والغضب، والليالي في السهر والسهد تعاطفاً وتراحماً مع إخوتهم في العراق، وعندما وجه النداء كانت الاستجابة السريعة.. وأيضاً الفعالة، ففي ليلة واحدة وصلت التبرعات الى أكثر من خمسين مليون ريال اضافة الى آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية والعينية وعشرات الكيلو غرامات من الذهب والحُلي والمجوهرات وكل هذا سيحول الى أبناء العراق المحتاجين في هذه الفترة الحرجة التي لا يسيطرون فيها على ثرواتهم.
فرغم أن العراق بلد غني، إلا ان التسلط من قِبل النظام السابق والتوجه الى شن الحروب وعسكرة المجتمع أفقر العراق، ليأتي الغزو العسكري ثم الاحتلال ليقضي على البقية الباقية من ثروات العراق التي تحتاج الى وقت لتعود الى سابق عافيتها وليتحول العراق من بلد محتاج الى المنح، الى بلدباذل للعطاء كما كان شأنه قبل عقود من الزمن.
فبارك الله في شعب لا ينسى أشقاءه ولا يتخلى عنهم في أوقات المحن ولا ينسى فضل الله عليه بأن أكرمه بنعمة الأمن والاستقرار والقيادة الحكيمة التي أدارت ثروته وحافظت عليها لتفيض خيراتها عليه وعلى أشقائه.
|