بعد عودة أخي أبي بشار لتسنم رئاسة تحرير هذه الصحيفة من جديد عام 1420هـ -إن لم تخذلني ذاكرتي- أكرمني بالرغبة الملحة منه أن «ألتزم» معه بكتابة مقال يومي، أو أسبوعي - على الأقل في رأيه - وبعد التردد الطويل مني حول الالتزام الوقتي.. توكلت على الله.. وقررت الموافقة على التزام الكتابة أسبوعياً.
ويعلم الله أني قررت الالتزام الأسبوعي.. وفي نيتي أنني سأعتذر عن الاستمرار بعد شهرين أو ثلاثة..! فأنا لا أخضع كتاباتي الشعرية، أو النثرية.. للمهنة «الاحترافية».. أبداً.. على الرغم من (57 سنة) أمضيتها متفاعلاً تحت مظلة الرؤية الفكرية، والحركة الثقافية والإعلامية.. عن طريق وسائل الإعلام «مثلثة» الاضلاع..
***
بدأت هذه الأسبوعيات بمقال «وماذا تبتغي الشعراء مني» الذي نشر في 15/8/1420هـ وها أنا حتى اليوم مستمر في كتابة مقالي الأسبوعي في هذه الزاوية التي لم أضع لها «اسماً» خلال الأسابيع الأولى من وجودها.. ثم وضعت لها «مسمى» يقع في كلمة واحدة.. أذكره أكثر الأحيان فأضعه في زاوية المقال.. وأنساه أحياناً.. فينساه مخرج الصحيفة أو المسؤول عن الزوايا.. أو يتناساه.. مما جعل هذا الاسم المفرد..قليل الحظ في معايشة هذه الزاوية.. بل جعله كالمال السائب.. وعرضة «لاستعارته» من قبل أحد الكتاب الذي علقه على جبهة زاويته.. بارك الله له فيه. و: «هنيئاً مريئاً غير داء مخامر لعزة من «عنواننا» ما استحلت..!
ولم أعترض على الصحيفة ولا على الكاتب.. نظراً إلى أنني قد صوبت نظري نحو باب الخروج لشم الراحة، في نسيم الاستراحة..!
وما كنت متوقعاً أبداً أن أستمر «ممولاً» لهذه الزاوية حتى اليوم..
إلا أن كرم الأخلاق ونبل الطباع للأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس التحرير جعلني استمرئ فأستمر.. للعام الخامس.. في ملء هذه الزاوية.. بما أظنه يمثل اسهاماً كاسهام الجدول الصغير يصب في النهر الكبير الذي من تدفقه تخضر أغصان الحياة.. وعسى أن أكون من سقاتها..
***
وما دام للكاتب والمفكر والمثقف قدرة - ولو كانت محدودة - في أي عطاء أو اضافة ايجابية.. فعليه أن يعطيها.. وفق ما تتطلبه «طاحونة» الحياة دائمة الحركة والاشتغال.. حيث لا انطفاء ولا خمود لنارها.. إلا حينما ينفخ اسرافيل - عليه السلام- نفخته الأولى في «الصور» فيصعق كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون.
***
لقد اقترح علي عدد من القراء، عبر ما مضى من سنوات هذه الزاوية وحتى يومنا هذا.. أن أجعل لهذا الحيز المخصص لي من الصحيفة.. عنواناً أو اسماً ثابتاً.. وكنت أصرف النظر عن هذا.. باعتبار رغبتي التي لا أدري متى أنفذها.. بالتوقف.. والالتفات إلى غربلة ما قد تجمع لدي من كتابات حملتها عشرات السنين.. في جميع ما جرى وما يجري من موحيات الحياة وأحداثها.. الماضية..والحاضرة.. والمستقبلة، ولكن وجدتني - أخيراً - أقبل الدعوة، أو الاقتراح القرائي، بطرح اسم لهذه الزاوية حتى ولو كنت أفكر في الاعتذار عن قضية الاستمرار.. مع استعدادي للمشاركة.. وفق «مزاجي» الخاص بالكتابة.
***
وجدتني مقتنعاً بوضع اسم لهذه الزاوية هو: «الأزمنة» بحكم أنه يشمل التناولات الكتابية في الماضي.. والحاضر.. والمستقبل.
هذا الاسم.. وان جاء متأخراً.. مع أنه لاكبير أهمية لاسم الزاوية.. إنما المهم ما تحتويه مساحتها المتاحة للكاتب هذا الاسم يجيء كعنوان المنزل أو العمل للاهتداء به فقط.. لكنه في ذاته لا يسمن ولا يغني من جوع.
|