*** ليس أرحم بالعبد من خالقه، فلا ترجو رحمة سواه...
وليس من عزيز سوى ربِّك، فلا تلتمس لك عزاً إلاَّ منه...
وليس من قوي غير الذي خلقك، فلا تأمل قوَّة لضعفك من غيره.
وأنت المخلوق، وهو تعالى الخالق فكيف تنشد من هو مثلك مخلوق وتدع باب من خلقك وخلقه؟...
فاللَّهم بك قوِّ ضعفنا، وبرحمتك اكنف رجاءنا، وبلطفك كن لابتلائنا.
فنحن عند بابك طارقين، وأنت تعلم حالنا، وترى أمرنا، وبيدك وحدك جواب سؤالنا، فكن بنا رؤوفاً، وبضعفنا رحيماً، وبقصورنا مسدِّداً ولضلالنا هادياً... فنحن عبيدك وإماؤك نافذ فينا أمرك، فاجعله اللَّهم فيما يرضيك عنَّا. آمين.
هذا لكم، أمَّا ما هو لي فأقول:
*** كتب عبدالإله صالح النِّجيدي: «عندما حصلت على درجة علمية جيِّدة بها تمكَّنت من الحصول على وظيفة لائقة، ذهبت سيِّدتي لأكمل فرحتي بالحياة أتطلَّع لزوجة تشاركني الحياة في «هدوء وسلام» كما هي عباراتكِ في هذه الزاوية التي أعتبرها طبقي اليومي، وبالفعل تزوَّجت ورزقت بأطفال بنين وبنات، تعثَّرت في عملي مراراً، وأقال اللَّه تعالى عثراتي، وكنت دوماً حريصاً على أن أكون في أسرتي الزَّوج والأب المثالي فرفعت عنها أيَّ إرهاق في متابعة ما يعترضني من المشكلات...وبعد مرور زمن وعشرة جميلة، طالبت زوجتي بالعمل ولمَّا لم تجد قلبت حياتنا لجحيم لا يطاق، أثَّر ذلك في الجوِّ النَّفسي للأبناء، ولا أنكر أنَّه خدش علاقتي النَّفسية بها. وإن كنت أضع اسمي صريحاً فلأنَّ المشكلة لا تكمن في زوجتي ولا في طلبها أو انقلاب أمرها...، وإنَّما تكمن في ضيق فرص العمل للمرأة من جهة، وفي الصَّاحبات من جهة أخرى، فعدم وجود وظائف للمؤهلات من النِّساء وصعوبة البحث عن العمل يمكنها أن تؤثِّر في ترابط الأسرة واستمرار أجوائها الهادئة.
ووجود الصَّاحبات ممَّن يؤلِّبن مشاعر بعضهن عند الحديث عن مغريات العمل والرَّاتب، والتَّشكيك في ثقة المرأة في زوجها باستمراره وفياً لها طيلة الحياة يمكن أن يؤثِّر في استمرار سعادة الأسر. أكتب لك هذا وزوجتي ذهبت لدار أهلها لأنَّها لم تجد عملاً، ولأنَّ صاحباتها يؤكَّدن لها أنَّ الرجل لا يستمر في الحياة مع امرأة لا عمل لها ولا شخصية بناء على ذلك.. اكتبي سيِّدتي عن هذه المأساة الاجتماعية من فضلك».
*** ويا عبدالإله... لا أعتقد أنَّ هناك ما يضاف إلى ما كتبت أنت، غير أنَّ الواقع يؤكِّد أنَّ عمل المرأة على الرَّغم من أنَّه جزء من حقوقها الاجتماعية فيما لا يضر، إلاَّ أنَّه ليس الأهم في حالة وجود زوج يقدِّر العشرة، ويحرص على استمرارية حياة أسرته في هدوء وسلام كما قلت، فتربية الأبناء والحرص على أن تكون الأسرة مثالية في العلاقات وفي مسيرة الحياة يكفي كي تكون فيها المرأة سيِّدة مصانة مكرَّمة تؤدي الدَّور الأساس لها ويخرج عنها جيل يحتاج في هذا الزَّمن لأم ترعاه وتوجِّهه وتتابعه ولا تتخلِّى لحظة عنه. أمَّا وفاء الرَّجل فهو أمر نسبي لا يتحقق بوجود المرأة في البيت أو في العمل. إنَّ الصَّاحبات ممنَّ يدخلن الشَّك في نفوس صاحباتهن إنَّما يرتكبن خطأ ربَّما عليهن التَّراجع عنه. وعلى السَّيِّدة المعنية بهذا الموضوع أن تعي ما ارتكبته من خطأ في مقابل العمل ثمَّ التَّفريط في حياة جميلة هنيئة. ثقتي في أنَّها سوف تتراجع ولسوف يفتح اللَّه تعالى لها أبواب خير قد لا تدري عنها شيئاً... شكراً عبدالإله هذه الثِّقة وتمنياتي بحياة موفَّقة تعود فيها الأمور إلى ما كانت عليه.
عنوان المراسلة: الرياض: 11683 ص.ب: 93855
|