* بغداد بقلم صونيا باكاريتش ا.ف.ب:
من المؤكد ان العاصمة العراقية لم تشهد أي احتفالات بالذكرى السادسة والستين لميلاد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي لم يتأكد بعد ما اذا كان حياً يرزق مختبئاً في مكان ما، ام انه قُتل في عمليات القصف الاميركية الضخمة.
ومنذ دخول قوات المارينز بغداد في التاسع من الشهر الجاري حتى اليوم خرج بعض قادة النظام السابق من مخابئهم ليسلموا انفسهم الى القوات الاميركية، بينما القي القبض على بعضهم الآخر، الا انه لم يظهر بعد أي أثر للشخص الذي حكم العراق طيلة 24 عاماً بقبضة من حديد.
اصر صدام حسين على تحدي القوة العظمى الوحيدة في العالم، واعلن قبل ايام من اندلاع الحرب انه مستعد للموت في العراق على ان يقبل أي شكل من انواع النفي لتجنيب بلاده الحرب المدمرة.وفي ذكرى ميلاده ال 66 تحولت العاصمة الى مقبرة ضخمة لتماثيله المحطمة والمهشمة والمقلوبة، وصوره الممزقة او المحروقة او المرمية على الارض لتعمد الدوس عليها.وقبل عام فقط كانت الشوارع الرئيسية في بغداد وتكريت تقفل امام حركة المرور ويتم نقل العراقيين بالباصات الى اماكن الاحتفالات ذكرى ميلاد «الرئيس المهيب» طيلة ايام عدة.وكان على السكان في مواقع الاحتفالات ان ينصتوا طوال ساعات من دون تعليق الى خطب طويلة يلقيها اركان البعث للكلام عن مآثر صدام حسين تحت المراقبة اللصيقة لاجهزة الاستخبارات.
وكانت الاحتفالات بميلاد الرئيس العراقي مناسبة ايضاً لعقد حفلات قران جماعية في فندق الرشيد مثلاً في بغداد على نفقة «الحزب القائد».ويتذكر وائل عدنان الموظف السابق في وزارة الاعلام العراقية كيف بدأ العراقيون منذ عام 1980 بالاحتفال بميلاد الرئيس.
وروى كيف كان مئات التلامذة والطلاب من افضل المدارس العراقية يلقون الاغاني ويتدربون على رقصات خاصة لتقديمها خلال الاحتفال بعيد ميلاد صدام حسين.
وكانوا ينقلون الى قصور الرئاسة الكثيرة حيث كان يستقبلهم الرئيس العراقي محاطاً بكبار قادة الحزب وبعض الدبلوماسيين الاجانب، فيؤدون رقصاتهم وينشدون اغانيهم داعين بطول العمر للرئيس العراقي.
اما اليوم فقد تحول مثلاً مقر اتحاد الكتّاب العراقيين الذي كانت تصاغ فيه الخطب الطنانة التي تمجد الرئيس القائد الى مركز للحزب الشيوعي العراقي.
واذا كانت الاغلبية الساحقة من العراقيين تقول علناً بأنها تنفست الصعداء مع انهيار النظام البعثي فان البعض لا يزال يخشى «عودته» مثل تلك الشائعة التي تروج حول «عودة صدام حسين في ذكرى ميلاده للانتقام من كل الذين تجرأوا على تحديه».
ولم يتردد احد العراقيين في القول امام مقر الاستخبارات العراقية ان صدام حسين «جن وسيعود يوماً ما للانتقام».الا ان الشاب العراقي فالح قال «ان صدام لن يعود أبداً وسأقيم عشاء مشويات في حديقة منزلي في ذكرى ميلاده للاحتفال برحيله، وسأطلق كل ما لدي من رصاص في الهواء فرحاً».وعلى مدخل احد قصور صدام وقف عنصر من المارينز كان يقوم باعمال الحراسة، وقال رداً على سؤال حول انطباعه في ذكرى ميلاد الرئيس العراقي «كم شمعة ستطفئون له».
|