Sunday 27th april,2003 11168العدد الأحد 25 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحقيقة من الداخل الحقيقة من الداخل
اللاعب بين مطرقة النادي وسندان التأمين
فهد الصالح

قبل عقد من الزمان وحين كانت ملاعبنا تئن تحت وطأة البدايات العنيفة.. من هناك.. حيث كانت الكرة هي روح اللاعب وحياته التي يرفض بها ان يموت.. ان ينتهي.. ان يغرق في بحر الظلام الحالك!!
* كان هناك نجم لمع مبكراً في الفرقاطة الزرقاء.
* سحنته السمراء وقدمه «الشملاء» تجعل منه صديقاً للشباك التي تحتضن ما لذ وطاب من كراته السامة.
* كأنني أتذكر «سمير سلطان» لاعب الجيل الهلالي الثاني في التسعينيات الهجرية وكأني «بطرف جوربه العلوي يلاصق هامة حذائه الممشوق طواعية» وهو ينطلق في كل اتجاه.. في كل بارقة أمل زرقاء.. حتي تشرف بارتداء قميص الوطن الغالي وعندما قالت الإصابة كلمتها انقرض صاحب افضل هدف عرفه استاد الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز.. ثم طمست نافذة الإبداع والموهبة والاتقان والاخلاص مجتمعة.
* وبعد سمير أتت نجوم لم تمض في الملاعب طويلاً وانتهت قبل ان تبدأ!! ذلك لأن الإصابة هي «قدرٌ» لا يفرق بين نجم موهوب أو حاقدٍ متعالٍ في الكراهية والتشويه!!.
* حتى مضى بعضهم إلى تفادي الإصابة وأصبح فناً لا يتقنه إلا «الدهاة» الذين يستمرون دون ان تكون للبدايات المتهورة نقطة تحول في النهاية المأساوية باستثناء ما يكتبه «العلي القدير».
ومضت الأندية لما هي عليه الآن وأصبحت معضلة الإصابة تواجه باجتهادات شخصية المرور منها يسبقه دخول اللاعب بوابة الأضواء والشهرة والحاجة.. قبل مراعاة إمكانيات النادي التي يسيرها سخاء أعضاء الشرف أحياناً..
حتى مضت بعض الأندية في خطب ود القطاع الخاص لجلب موارد مالية يكون دافعاً لها لشراء عقد المحترف الفلاني.. أو تجديد النجم الفلاني.. متناسين ما قد يكلف النادي من طائلة الإصابة وغير معتبرين من نجوم أفلت قبل موعدها.
بل لم يكلفوا أنفسهم عناء التفكير في ذلك الاشكال المقترن بالتأمين!!
وأتوقف هنا أمام التأمين.. «تأمين اللاعب» تحديدا!؟
* فالنادي يرفض زيادة أعبائه لا سيما حين يكون التأمين بشروط معينة قد يكون أحدها هو تخصيص دكتور «عالمي» لإجراء بعض العمليات على لاعبيه متى ما اقتضت الحاجة لذلك، ناهيك ان بعض الأندية تئن تحت وطأة النجم الأوحد في الفريق وبالتالي تتضاءل الفرصة المتاحة أمام الاستعانة بالتأمين ليقع اللاعب بين أمرين أحلاهما مر.. إما ان يترك النادي ويرضخ لواقع الإصابة المزمنة وأوهام فقدان الحاسية على الكرة.. أو ان يترك لاجتهاداته الشخصية أمل آخر في العودة ولو هاويا في ظل «مقصلة» الاحتراف المر.. غارقاً في أوهام فقدان الحاسية على الكرة!!
* ولكن لو يتم تطبيق التأمين بعد دراسة مستفيضة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب بحيث يكون أمراً لازماً لجميع الأندية السعودية وبشروط معينة تضمن التشخيص الجيد دون الرضوخ تحت وطأة المبالغ التي تهلك كاهل الأندية كلا حسب درجته.. بحيث تكون عقود التأمين التي تتضمن التشخيص والكشف المسبق تختلف من درجة إلى أخرى وبحد أعلى وأدنى من اللاعبين سنوياً.. بحيث يكون مثلاً تأمين لاعب الدرجة الثانية مختلفاً عن لاعب الدرجة الأولى ولاعب الدرجة الممتازة مختلفاً عن تأمين لاعب الدرجة الأولى وهكذا بحيث يكون الاختلاف في شروط العقد وعدد اللاعبين المراد التأمين عليهم سنوياً.. لا سيما حين يشعل مثل ذلك روح المنافسة في الحصول على مميزات أكثر وعناية أرقى للفريق المتأهل.
ولو قسنا كيف أثمر التأمين حين تم تطبيقه في مواقع أخرى أكثر أهمية في حياتنا وما سنجنيه لو طبق في ملاعبنا لعرفنا ان تأمين الرخصة أقرب وأجمل مثال إلى تأمين اللاعب في أنديتنا ولأن الموهبة لا تستنسخ.. ولا تتكرر فقد وجب علينا ان نشنف آذاننا للسمع.. ونمد أيدينا لانتشال مستقبل رياضتنا التي تنتظر التحديات.
مقطوعة.. في عمق الموج الأزرق
* الطريق إلى الشارد الأزرق.. مكتظ بالمنتظرين.. الانتظار وسيلتهم الوحيدة للوصول بسلام.. والوصول هو بداية الطريق إلى الموج الأزرق!!
* معضلة معادلة الهلال انها تخرج منه.. وتنتهي إليه!!
* جميعهم يسيرون بعكس اتجاه التيار لأنهم يدركون جيداً ان قصتهم مع الموج الأزرق قصة قصيرة جداً لكنها امتدت إلى عمر.. حياة.. دهر من الزمن.
* في دائرة الهلال يختلط المعقول.. واللا معقول..
* في دائرة الهلال تبرز أنياب النعام..؟!! وتختبئ رؤوس الذئاب؟!!
* تجاربهم تلغي كل التجارب المقتولة في مهدها!! ولأنه الموج الأزرق فهو يوهمهم بالعبث معه.. والعبث معه يكلفهم الكثير.. ولكنه يدرك تماما ان الغلبة أخيراً لزعيمهم.
* إنهم قاسون كالحجر.. قلوبهم سراديب تعج بالظلام.. وأرواحهم ركام من خرائب!!
* روحه تهمس له بأن المجد الأزرق ينهر زخات.. زخات.
* كأني به!!
* والرؤى الأخيرة التي يود ان يسمعها ويراها قبل ان يغادر الصحيان.. صورة وصوت الموج الأزرق الهادئ!!
* عندما يفتح نافذة الصباح الباكر تشع في عينيه سحنة الفجر الأزرق فينفض ما بقي له من كسل ويشم رائحة الزراق الثائر!!
* الصورة الوحيدة التي يعلقها في جدار غرفته ويتمنى وجودها على مكتبه هي صورة الموج الأزرق الذي يذكره بزرقة السماء.. وبحبه الأبدي الهلال!!
* وكأني به عندما تفتح النافذة في اليوم التالي انها ستغلق فوراً لأنه رأى أحداً.. ما.. من المندسين والمكابرين.. أولئك المتملقين الذين لا يستحقون رؤية نور موجه الأزرق!!
بالإشارة
* «راجمة الصواريخ» عبدالله الجمعان جعل قدميه تتناوبان على أشلاء جسد الشريفي المكشوف.
* «بدرا» و«الخثران» و«جنرال الدفاع الشريدة» أحد أبطال الهلال الذين كانوا على قدر المسؤولية.
* «خليل جلال» حكم من العيار الثقيل لأنه لم يتأثر أو حتى يفكر في تصريحات الرمق الأخير التي سبقت وأعقبت اللقاء المنتظر.
* ما حققه أشبال الأهلي هي حقيقة جديدة لما هي عليه العقلية الإدارية الناضجة.
* هل ستتغير نظرة ذلك الرئيس في أبطال الفيلم الهندي؟!.. وما هو الدور الذي سيسند لمدربه؟
* راهنوا على نهايته.. ولكنه الجبل الذي لا تهزه الريح وهذا هو شعار العمالقة أمثال حارس القرن محمد الدعيع.
أنادي
* يقول جان كوفان «للأصوات وجوه.. بعضها ينظر إليك من بعيد.. ويجذبك إلى عالم الخيال»
* ولا أدري هل مازال صوتي يصلك خافتاً..!!
* ليكن كذلك ولندع حياتنا تبدأ من جديد رغم كل شيء!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved