Sunday 27th april,2003 11168العدد الأحد 25 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

واشنطن لم تحدد مفهوم الاستقرار! واشنطن لم تحدد مفهوم الاستقرار!

«لومانتي»
تناولت تداعيات الوضع الأمني داخل العراق وفي افتتاحيتها بعنوان: «السخريةالسياسية» كتبت تقول: «إدارة صقور البيت الأبيض قرروا الحرب، وأعلنوها، وقاموا بها، أمام أعين ملايين من سكان الأرض.. قالوا لنا إن النظام العراقي يشكل خطرا رئيسيا على أمن العالم، وأن بحوزة صدام حسين أسلحة الدمار الشامل، قالوا إن إسقاط ذلك النظام الفاشي يعني سعادة المنطقة ورخاء سكانها، قالوا إن جبهة السلام التي رفضت الحرب ما هي إلا انعكاس لسياسيين فاشلين لا يمكنهم قيادة العالم لشيء.. وكانت الحرب.. سقط الطاغية العراقي، ولم يعثر الصقورعلى الأسلحة المحظورة.. حتى أولئك الذين وضعت صورهم في أوراق اللعب «البوكر» صاروا يستسلمون الواحد تلو الآخر للجيش الأمريكي، لأنهم في النهاية لا يملكون شيئا يخافون عليه... لكن صقور البيت الأبيض الذين لا يشعرون بالرضا لشيء، يعتبرون أن ما جنوه من العراق ليس مهما، لأن تحويل العراق إلى « ثكنة عسكرية أمريكية» لا يبدو كافيا أمام ذلك الخطر الدائم الذي تشعر به الولايات الأمريكية إزاء الشعب الذي لم يقبل بفكرة العامين اللذين وهبهما لهم جورج بوش، كمدة أدنى للبقاء في العراق...».
وتضيف الصحيفة: الطموح الأمريكي لا يتوقف أمام تغيير النظام العراقي أو أمام «دمقرطة» العراق وفق الرؤية الأمريكية ، بل يجب أن تسحق كل الأصوات الرافضة للوجود الأمريكي داخل العراق، حتى لا تفكر في الثورة عليها، ولترضى بالنظام الذي سوف تفرضه عليها، والذي لن يكون أكثر من نظام مخلص للولايات الأمريكية وبالتالي لكل القرارات التي ستأتي منها بما فيها تلك التي تخص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي..
هذا هو المشروع الأمريكي الذي تريده واشنطون أن يكون مكتملا، وكونها قامت بحرب ناجحة عسكريا ضد النظام العراقي، فهي تعرف أن أمام الدول الأخرى خيارا واحدا وهو: أن تقبل بالورقة الأمريكية في المنطقة التي بدأت تحتلها بعبارة «وجودنا في المنطقة خيار لا نقاش فيه !».
«اللوموند»
«تواصل الهجوم على الخطة الأمريكية في العراق وتضع عنوانا كبيرا لافتتاحيتها «بوش ما بعد الحرب» تقول فيه: «ما يمكن التأكد منه الآن بشكل قاطع هو أن الرئيس الأمريكي يريد أن يقنع الأمريكيين أنه يستحق مدة رئاسية جديدة، لأنه قادر على تسيير أمور العالم أحسن من أي رئيس أمريكي آخر.. ربما نتفق معه أنه استطاع تسيير الحروب، وأنه لأجل تسييرها كان يتحدى آراء وقوانين ومواثيق كثيرة، نتفق معه أنه صنع دولة عظمى ينظر إليها البعض نظرة إعجاب والبعض الآخر ربما الأغلبية ينظر إليها نظرة ازدراء وكراهية..
جورج بوش نجح في ذلك كثيرا، لأنه بينما كان يصنع دولته العسكرية القوية كان يصنع في الوقت ذاته سياسة «خيار القوى العسكرية» التي لم تعد غريبة على السياسة الأمريكية نفسها..
وتواصل الصحيفة: «تقرير مصير الشعوب ليس سياسة ناجحة في كل وقت، وفي كل ظرف، لأن الشعوب اليوم تغيرت كلا وفق إحساسها بالظلم وبالبؤس.. لم تعد ساذجة ولا غبية، وهي بهذا قادرة على تقرير مصيرها بنفسها، ربما ستفهم الولايات الأمريكية ذلك ذات يوم حين تقرر تلك الشعوب الثورة على كل ما هو أمريكي، وبالتالي إعلان الحرب على الأمريكيين في عقر دارهم.. سيفهم هؤلاء أن الضرب بالعصا يجيده آخرون غير صقور البيت الأبيض أيضا، فالمهزلة لن تدوم إلى الأبد!».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved