Sunday 27th april,2003 11168العدد الأحد 25 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إن كره خلقاً رضي آخر إن كره خلقاً رضي آخر
د. عبدالله بن محمد الرميان /جامعة أم القرى مكة المكرمة / ص.ب: 13663

الوسطية في التعامل والواقعية في التطبيق توصل المرء إلى التوازن المطلوب الذي تسير معه الحياة سعيدة هنيئة.
مثال ذلك المعاملة بين الزوجين وهي علاقة تقوم على المودة والرحمة والتعاون والمشاركة.
بعض الأزواج يرسم في ذهنه قبل زواجه صورة خيالية للزوجة المطلوبة فيفاجأ بعد الزواج أن هذه الزوجة من جنس البشر فيها المحاسن الكثيرة ومع ذلك فهي لا تخلو من العيوب الملازمة للبشر في الخَلق والخُلق.وصاحب هذه الصورة المثالية لا يطبق هذه النظرة على نفسه وإلا فهو أعلم الناس بعيوبه وأبصر الخلق بنقصه.يقول صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك (لا يبغض) مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي آخر»..توجيه نبوي يغفل عنه الزوج فيقع ضحية للمثالية التي تجلب له المشاكل الزوجية التي لا تنقضي لو طبق هذا الزوج مضمون هذا الحديث في معاملته لزوجته لبقيت الحياة الزوجية يغمرها الحب وتكتنفها السعادة على الرغم مما يعتريها من اختلاف في وجهات النظر أو خلافات لا تنفك عنها الحياة الزوجية.
«إن كره منها خلقاً رضي آخر» كم هي الأخلاق المرضية في نسائنا التي يغمض الزوج الجاحد عينيه عنها.
من الأزواج من يرعد ويزبد ويقيم الدنيا ويقلب البيت وينسى جميع المحاسن لخطأ يسير وقعت فيه الزوجة فكان هذا الخطأ عنده يهدم ما قبله المحاسن كثيرة: حسن في الخلق، لطافة في التعامل، تفان في العمل، حفظ للزوج، رعاية لأولاده، تهيئة لطعامه، تنظيف للباسه و..و..و ومع ذلك تقصير عارض في جانب من هذه الجوانب ينسي الزوج الجاحد جميع هذه المحاسن في زوجته فلا يرى إلا بعين واحدة وهي التي ترى المعايب وتغضي عن المحاسن.ما أسعد من التزم بهذا التوجيه النبوي وجعله سراجاً يسير على ضوئه في دروب الحياة الزوجية وصدق الشاعر إذ يقول:


ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه

وهذا التوجيه النبوي موجه للزوجة كما هو موجه للزوج أيضاً فمن الزوجات من لا تبصر إلا المساوئ فتنسف محاسن الزوج وأعماله في خطأ واحد فلو أحسن الزوج إليها طوال عمره ثم رأت منه خطأ واحداً لقالت له: ما رأيت منك خيراً قط. ولو أخذت بمضمون هذا التوجيه النبوي لأراحت واستراحت.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved