كذا فلتكُ الذكرى.. حنيناً مُرَجّعا
وحُسْنَ ثناءٍ بالتحيات مسمعا
يغيب عن الأنظار طيف أحبةٍ
ويبقى سناهم في القلوب مشعشعا
لهم لوعةٌ في النفسِ.. لكن بذكرهم
سيبقون مسكاً بالطيوب تضّوعا
سلامٌ وبذلٌ وادّكارٌ وخشيةٌ
وبسمة طهرٍ تملك القلب أجمعا
عليهم سلام الله ما ذرَّ شارقٌ
وما ناح طيرٌ بالأراك ورجّعا
لقد فقدت دنيا الفضائية (صالحاً)
غدا باسمه المبرور وصفاً مُمَتَّعا
تضمّخ من مسك المكارم وارتقى
إلى شرُفات الطهر حِضْناً مُمَنَّعا
وصار كقطر الغيث أنّى تهاطَلتْ
سحائبه في الدَّوّ أحيا وأمْرعا
ستذكرهُ بالخير أفياء (مكة)
وقد جاور البيت الحرام مخشّعا
وساريةٌ حنّتْ إليه قد اتّكى
على جنبها يتلو الكتاب ملوّعا
وتفطيره للصائمين وبذله
وكفّ الأذى عن آهليهِ تورّعا
وتذكره في كل دارٍ سجيَّةٌ
غدت من سجايا الخير روضاً مبدّعا
أيا (صالح) الخيرات يا من لفقده
بكينا وأذرينا الحشاشات أدمعا
عليك سلام الله يا خير راحلٍ
فقدنا وصار القلب منه مروّعا
ويا آلَهُ يا من فجعتم بفقده
وكدتم ترون الفقد في الروح أضلعا
لقد هُدّ ركن في العزائم ثابت
وأضحى رياض القلب بالحزن بلقعا
ولكن عزانا أن نراه بجنةٍ
تكامل فيها النور ملفىً ومربعا