انتهت الحرب وبقيت تداعياتها

قد يعلن الرئيس الأمريكي في وقت ما من هذا الأسبوع انتهاء الحرب التي شنتها بلاده في العراق غير ان الإعلان لا يعني أن مصاعب الحرب توشك على الانتهاء فقد روعت بغداد أمس بسقوط 40 قتيلاً وعشرات الجرحى بسبب انفجار ذخائر تم وضعها في الموقع الخطأ.
والأخطاء عديدة فيما يتصل بالذخائر فقد سبق للقوات الأمريكية ان فجّرت في بداية دخولها بغداد ذخائر في وسط حي سكني وكانت الخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
وبينما كانت مطالبات أهل بغداد طوال الأيام الماضية تتركز على ضرورة اعادة خدمات الماء والكهرباء والعلاج والتعليم فإنه بات يتعين عليهم الآن ان يركزوا جهودهم على الابتعاد عن الأماكن التي يتم فيها تخزين الذخائر والأسلحة، بل والصواريخ.. ففي حادثة أمس كانت هناك صواريخ انطلقت من كل صوب.
وتزامنت مع هذا الانفجار المروع عملية انزال أمريكية من طائرة مروحية على أحد المنازل دارت حوله شكوك الأمريكيين من أنه قد يأوي مطلوبين وكذبت توقعاتهم لكنهم روعوا الأسرة الآمنة، وجميع سكان الحي حيث شاركت في العملية أيضاً مركبات عسكرية.
لقد أصبح الأمن مطلباً ملحاً ولن يوفر الأمن لأهل العراق إلا العراقيون أنفسهم، ولهذا يبدو ان الأولويات تستلزم تفعيل الأجهزة العراقية التي كانت قائمة بالفعل للاضطلاع بهذه المهام.
ومن المهم أيضا ان تتسارع خطوات تشكيل الحكومة الوطنية العراقية باعتبار انها الأقدر على مواجهة الأوضاع الطارئة الحالية ومهام المستقبل، كما ان مجرد اعلان التوجه لتشكيل الحكم الوطني يعيد الأمل للعراقيين بإمكان حكم أنفسهم بأنفسهم بعيداً عن كل الهواجس التي ترتبط بالاحتلال.
ومع الحكم الوطني الذي يجمع عليه العراقيون يمكن تحديد الأخطاء ومحاسبة المخطئين الذين سيعرفهم كل الناس، لكن في ظل الأوضاع الحالية لن يتمكن الناس من معرفة الذين أخطأوا بوضع الذخائر لتنفجر وسط الأحياء السكنية لتقتل العشرات في لحظات.