نبعٌ من الحب ساقته معانيها
وباقة من ورود الشعر أهديها
عبدالعزيز بحور الشعر قد هطلتْ
من كل غيثٍ سحابُ الحبِ يُرويها
أرضَ البدائعِ مدي الكف وابتسمي
وامشِ الهويني فلا ند يحاكيهَا
أرضَ البدائع يا حوريةً طربت
لله دركَ من ضيفٍ أتى فيها
عبدالعزيز خُطاك اليوم قد نُقِشت
في هامةِ الدهر يمشي شامخاً تيها
عبدالعزيز خُطاك اليوم قد كُتبت
بماءِ ورد على التاريخ يمليها
أهلاً حللتم سليل المجد وابتهجت
أرضُ البدائع وازدانت مآقيها
عبدالعزيز بحور الشعر قد شربت
من نبعِ حُبّكَ ماءً أنت ساقيها
مازلت أرفعُ طرفي ثم أغمضه
حتى تحقق في نفسي أمانيها
أهديتَنا حبَك الميمونُ طلعته
قامتْ تحييكَ داري إذ تحييها
أهديتُك الشعرَ أبياتاً على خجلٍ
خارتْ قواها وكاد الخوفُ يرديها
أتيتُ أكتب أبياتي على وجلٍ
أكرمْ بسامعها أصغرْ بملقيها
أتيتُ علّ بديعُ القول يسعفني
إني امرؤٌ شاردُ الأفكارِ واهيها
قامتْ بلادي وعينُ الله تكلؤها
بحكمِ حقٍ أساسُ العدلِ يرسيها
فالدينُ أولها والشرع قائدها
والفقهُ ثالثهُا والعدلُ تاليها
والأمنُ رابعها والطهرُ خامسُها
والعلم سادسُها والله حاميها
والجود سابعها والبذلُ ثامنها
والحبُ تاسعها والكلُ يفديها
هذي مبادئُ إيماني ومملكتي
هاتوا لنا مثلها نداً يحاكيها
فقادها ملكٌ أرسى دعائمها
عبدالعزيز وقد أعلى مبانيها
فقامَ محتسباً والله ناصره
وللحنيفةِ جبارٌ يواليها
وتلكَ قوة نفسٍ لو أراد بها
شمُ الجبال لما قرّتْ رواسيها
وسار أبناؤه في نهجه قُدْماً
مثلَ النجومِ أضاءتْ دربَ ساريها
حتى أتى فهدُنا والله يحفظه
غيثٌ على الأرضِ قاصيها ودانيها
بوركتَ يا خادم البيتين وارتفعت
ملاحمٌ في ذرا التوحيد بانيها
فصار في العدل ميزاناً يجسّده
وإن تخاصمَ واليها وراعيها
يا أرضَ مكةَ قولي ما شهدتِ به
إن القلوبَ إليكِ حنَّ حاديها
باتتْ معالمُ بيتِ اللهِ شاهدةً
عمارةُ الفهد قد زانت نواصيها
يا أرضَ طيبةَ قولي الحق وابتدري
وهل تفي كلماتٌ في معانيها
عشرون بل أكثرٍ عُدّت مناقبها
فاسال بقاعَ الدُّنا من كان بانيها
يا رافعاً راية الشورى ومعلنهَا
جزاكَ ربُكَ خيراً عن محبّيها
هذي مناقبُه في عهد دولته
للشاهدين وللأحفاد نحكيها
عبدالعزيز سليل المجد يا أملاً
يشفي الوجيعة بإذن الله يبريها
مضيتَ كالغيثِ عمّ الأرضَ منبتُه
فاخضرَّ منظرُها وازدان واديها
كم كنتَ للفضلِ سبّاقاً تعمّره
صارت يمينُك للخيراتِ تهديها
كم كنتَ للخيرِ مُشتاقاً ومُنطلقاً
لما رأيتَ كتاب الله يمليها
عبدالعزيز إذا ما قلت ناغمني
صوتُ العقيدةِ للتاريخ يرويها
ولم تجزْ بلدةً إلا سمعتَ بها
الله أكبرُ دوَّت في نواحيها
سلْ المنابرَ والمحرابَ إن لها
قولاً جميلاً تجلّى في سواريها
لبست ثوباً من التوحيدِ خلته
أكرم بها من ثيابٍ جَلْ مهديها
وكم أزلتَ عن الأكبادِ من كمدٍ
مسحت دمعةَ من سالت مآقيها
وكم أضاءتَ عيوناً دونها ظُلَمٌ
فؤاد والدةٍ ترعى ذراريها
وفي جبينك سيما الخير مرتسماً
فاسأل حواضرها واسأل بواديها
حلمٌ وعلمٌ وأخلاقٌ وتكرمةٌ
فابسطْ يمينك كي نأتي نهنيها
صلاة ربي على المختار ما نسمت
هبائب من رُبَا نجد وواديها
