Sunday 27th april,2003 11168العدد الأحد 25 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الجزيرة عدسة وثقت الحدث ومحررنا يروي تفاصيل 120 ساعة في بغداد الجزيرة عدسة وثقت الحدث ومحررنا يروي تفاصيل 120 ساعة في بغداد
الجراحون السعوديون يرتقون ما تفتق من جسد العراق
الحلقة الثانية

  * بغداد - عوض مانع القحطاني - تصوير - حسين الدوسري:
هذه البلاد لم تتوقف يوماً من الأيام عن دعم كل عربي أو مسلم.. بل وقفت معه بكل امكانياتها..
والعراق بلد شقيق هو في حاجة إلى مد يد العون والمساعدات..
وكان لمبادرة المملكة العربية السعودية وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني بإرسال مستشفى ميداني متنقل بجميع أجهزته الفنية والطبية له أكبر الأثر في نفوس الشعب العراقي..
ومن هنا انطلقت وعبر البر متوجهة إلى بغداد العاصمة قافلة الخير السعودية..
وكان ل«الجزيرة» هذه اللقاءات مع المسؤولين عن هذه الحملة..
500 شخص لحماية القافلة السعودية
وقال اللواء عطية الطوري قائد القوات المشتركة انه بتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسموالنائب الثاني توجهت الى العراق قافلة طبية لتقديم الخدمات العلاجية للمحتاجين من المرضى من الشعب العراقي وهذه القافلة شاركت فيها وزارة الدفاع والحرس الوطني ووزارة الداخلية وجمعية الهلال الأحمر السعودي وهذه الحملة الاغاثية فيها حملة صحية واغاثية وفيها المستشفى الميداني بكامل أجهزته وبكامل أطقمه الطبية والفنية في مختلف التخصصات أيضا من ضمن الخطة هناك مواد اغاثية سوف تصل الى العراق.
وقال الطوري إنه قبل تنفيذ هذه الحملة كان هناك تنسيق مسبق حيث تم الذهاب الى العراق للتأكد من الوضع الأمني في العراق حيث ان الأمر يتطلب الحذر للتنسيق مع القوات الأمريكية من خلال استقبال هذه الحملة السعودية بحيث تكون الحماية الخارجية للقوات الأمريكية والحماية الداخلية من قبل القوات السعودية.
وحول سؤال عن تحديد المستشفيات السعودية التي تستقبل الحالات الطارئة قال الطوري: نحن في الواقع لن ننقل كل الحالات ولكن الهلال الأحمر السعودي قام بزيارة لأحد المستشفيات في بغداد وتعرف على امكانية ذلك المستشفى من خلال قيام وفد طبي سعودي وسيتم الاستفادة من هذه المستشفيات في مجالات العلاج والعمليات ولكن الحالات المستعصية سوف تنقل الى مستشفيات المملكة تنفيذا لتوجيهات ولاة الأمر.
وقال الطوري إن الوضع آمن جداً وهناك تأمين لهذه الحملة من قبل القوات السعودية والأمريكية والعراقية حيث ان المملكة قد أرسلت سرية مظلات مكونة من 500 فرد بكامل أجهزتها ومعداتها.
وأوضح بأنه سيكون هناك طائرات خاصة للاخلاء الطبي لنقل المرضى الذين تستدعي حالاتهم نقلهم للمستشفيات داخل المملكة خاصة الحالات الصعبة مثل الحروق.
وحول سؤال كيف سيتم نقل الحالات ومطار بغداد مغلق.. أوضح اللواء الطوري بأن مطار بغداد ليس مغلقا بالنسبة للحالات الانسانية هناك تنسيق مع القوات الأمريكية في هذا الشأن وهناك لجان سعودية جاءت الى مطار بغداد وعادت منه.. ونفى بأنه لم يثبت وجود أي مواد اشعاعية خطرة في مطار بغداد بعد القصف والدليل على ذلك وجود القوات الأمريكية.
وحول الاحتياطات اللازمة لتأمين الحراسة على المواد الاغاثية.. أوضح الطوري بأن حكومة المملكة العربية السعودية منذ البداية وهي تعمل على تجهيز المواد اللازمة عن طريق وزارة المالية من غذائية ومياه ومواد طبية لذلك هي سوف تعمل على حراستها حتى وصولها للعراق وتوزيعها على المحتاجين.
60 مليونا تكلفة الحملة
وحول سؤال عن تكاليف هذه الحملة أوضح بأن تكاليف هذه الحملة تزيد على 60 مليون ريال سعودي والاغاثة مستمرة ولن تتوقف وهذه أول دفعة وسوف يعقبها دفعات للأشقاء.. بكل أجهزة الدولة المشتركة في هذه الحملة.
الأمير سلطان يوجه بنقل من تستدعي حالتهم للمملكة
وتحدث اللواء الطبيب كتاب العتيبي مدير عام الخدمات الطبية بالقوات المسلحة بأن الجهود تبذل من خلال جهود جماعية من قطاعات الدولة المختلفة لتقديم الاعانات الطبية والغذائية للاخوة في العراق وان التوجيهات الكريمة من ولاة الأمر في بلادنا تحث على بذل كل الجهود لدراسة ما يحتاج اليه الأشقاء.
وهذا المستشفى الطبي واحد من الأعمال الخيرة التي سوف تقوم بها المملكة في هذا البلد.
وقال إن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان يؤكد على نقل الحالات التي تستوجب العلاج في جميع المستشفيات في المملكة للحالات الطارئة وعلاجها وتقديم كافة التسهيلات لها حتى اعادتهم الى بلدهم.
وقال العتيبي بأنه سيتم التنسيق مع الهلال الأحمر العراقي في نقل أي حالة تستدعي للعلاج واكتشاف الأماكن التي تحتاج للدعم في العراق ولديها نقص في بعض الأدوية وكذلك دعمهم بسيارات اسعاف لنقل الجرحى والمرضى للمستشفيات وجلبهم الى المملكة.
وأوضح بأن المملكة تستطيع ان تقدم خدماتها الانسانية لأي بلد عراقي واسلامي بحكم الامكانات التي وفرتها الدولة للخدمات الطبية من أجهزة ومعدات طبية وآليات حيث تعتبر المملكة من بين أفضل الدول العالمية من حيث خبرتها في مجال الاغاثة وقد استطاعت ان تستفيد من خبرات الدول المتقدمة.
المرحلة الأولى 40 سريراً في خدمة العراقيين
وقال د. سعود عثمان الشلاش مدير المستشفى الميداني المتنقل في العراق ان المستشفى الميداني عبارة عن مستشفى ميداني متنقل يتكون من 15 مقطورة «عربة» منها عربتان عبارة عن غرفة للعمليات كل غرفة بها سريران اضافة الى سريرين اضافيين.. كما ان هناك عربة بها قسم للأشعة لتشييع الوجه والرأس والبطن والأرجل وحالات الكسور والكلى.. وهناك مختبرات شبه متكاملة لعمل الفحوصات العامة وعربة صيدلية مجهزة بكامل الأدوية اضافة الى عربات أسرة التنويم.
وأضاف الشلاش الى ان هناك عربات مخصصة للعناية المركزة وبها جهاز انعاش رئوي وقلبي وكل المعدات الخدمية.
وأضاف بأن هناك عربة لفحص الأسنان وعيادة للأنف والأذن والعيون بالاضافة الى عيادات الطوارىء ومطبخ وعربة صيانة كما أنه يوجد بالمستشفى المتنقل مختبر وصيدليات وغرف للعمليات.
وبين العقيد الشلاش الى انه يتبع المستشفى مفرزة وهي عبارة عن خيمة من الحجم الكبير في كل خيمة 20 سريراً.
وحول عدد الأطباء والعاملين في هذا المستشفى قال د. الشلاش بأنه يوجد أطباء استشاريون في مجال الجراحة العامة والمسالك البولية وجراحة الحروق والتجميل واستشاريون في مجال النساء والولادة واستشاريون نفسيون واستشاريون في مجال الأطفال والأذن والأنف والحنجرة وبعض التخصصات.
وبين بأن هناك أكثر من ثلاثة أطباء عامين وأطباء طوارئ واستشاريين في المخ والأعصاب كما ان عدد العاملين «170» فنيا ما بين ممرض وفني مختص بالاضافة الى عدد من الكوادر التي تعمل في مجال الهندسة والصيانة في بناء وتجهيز هذا المستشفى.
وأشار الشلاش الى ان عملية تركيب هذا المستشفى لا يأخذ وقتا حيث يتم تجهيز المستشفى خلال 6 ساعات وبعدها يتم استقبال المرضى وأكد بأن المستشفى مزود بالكهرباء والماء من خلال انشاء محطة صغيرة.
وأوضح الشلاش بأن السعة المبدئية لهذا المستشفى كمرحلة أولى 40 سريراً حاليا قابلة للزيادة من خلال اضافة خيمة يوجد بها عدد من الأسرة بحيث تزيد الطاقة السريرية الى ما يقارب من 200 سرير.
واستطرد الشلاش قائلا إن هناك تفاوتا قائما ما بين هذا المستشفى المتنقل والهلال الأحمر العراقي حيث قدموا لنا كل التسهيلات كما انه سيتم التعاقد مع عدد من الأطباء العراقيين للعمل مع هذا المستشفى كما أنه سيتم الاستعانة بعدد من الممرضات لمعالجة النساء والأطفال.
وقال إن الاخوة العراقيين يعانون من نقص في الأدوية والأجهزة خاصة بعد تعرض المستشفيات للنهب والسلب.
وأبان بأن هذا المستشفى لن يقتصر على العلاج داخل الموقع بل انه سوف يمد الخطة للعمل من خلال المراكز الطبية الموجودة في العراق.
نقدر هذه المبادرة
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي د. جمال الكربولي: يكفينا فخراً أن تكون المملكة العربية السعودية أول بلد عربي يصل إلينا ويقف معنا.. ودون شك هذه الحملة الاغاثية سوف تسهم معنا وبشكل كبير في علاج كثير من الحالات.. ونحن نقدر لقيادة المملكة هذا الشعور وهذه المبادرة.. كما أن انشاء هذا المستشفى وتقديم 50 سيارة اسعاف ليس بغريب على هذا البلد فقد وقف معنا في أمور كثيرة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved