Sunday 27th april,2003 11168العدد الأحد 25 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لا زِلْتَ حَيَّاً! لا زِلْتَ حَيَّاً!

هذه أبيات متواضعة .. كنت قد كتبتها وقت إنشاء مؤسسة شيخنا محمد بن صالح العثيمين الخيرية رحمه الله تعالى، وإني لأراها مناسبة طيبة أن ألقيها في وضع حجر الأساس لمبنى هذه المؤسسة المباركة، تعبيراً عن بعض ما في المشاعر تُجاه شيخنا رحمه الله، واعترافاً بالفضل لأهل الفضل..


لازالَ صَوتُكَ صادِعاً بجلاءِ
ونَمِيرُ علمِكَ سَاقِياً لِظِماءِ
وشُعاعُ فتواكَ المنوِّرُ مشرقٌ
في كُلّ ناحيةٍ مِنَ الأنحاءِ
لا زلْتَ في فَلَكِ الفَضيلةِ ساطِعاً
كالنَّجْم يَهْدي في دُجى الظَّلْمَاءِ
لا زلْتَ تمنَحُ منْ نَدَاكَ مُظلَّلاً
مُتَفَيِّئيكَ أَوَرِفَ الأَفيَاءِ
نَبَضَاتُ قَلْبِكَ لْم تَقِفْ وَنَبَالكُمْ
لْم تَنْعَكِفْ عَجْزا عَنِ الإمْضَاءِ
لا زلْتَ حَيَّاً واهِباً جِيدَ الدُّنا
حَلْياً يَلُفُّ مُعَطَّلاً بِبَهاءِ
إنْ غْبتَ عَنْ بًصَر الزَّمان فَلَمْ تَعِبْ
عَنْ أَصْغَرَيْهِ وَقِمَّةِ الجوْزاءِ
ما كُنْتَ تُفْني العُمْرَ فِيه مجاهِداً
مُتَعَاهِداً ثَمَراتِهِ بِسِقَاءِ
لا زَال يُسْقَى في مُؤسَّسَة عَلَى
آثَارِكُمْ محدُوّة بُحداءِ
تُغْنى بِعِلْمٍ كُنْتَ رَائدَ فِقْهِهِ
وَتُمدُّ كَفَّ البرِّ لِلفُقَراءِ
وَتُعِينُ مَنْ طَلَبَ الزِّواجَ لأنَّهُ
طَلَبَ العَفَافَ وَسُنَّةَ النُّبآءِ
سمَقَتْ بها غَاياتُها فَتَوشَّحَتْ
ثَوبَ النَّقاءِ وَحُلْةَ النُّبَلاءِ
وَيَزِيدُها شَرَفُاً ومًَصدَرَ عِزةٍ
تَتْويجُها بأَفَاضلِ الرؤساءِ
أَمَّا ابنُ فَهْدٍ فَالقَوَافي لْم تَزَلْ
محصُورَةً عَنْ فَتْقِ أَيِّ ثَنَاءِ
تَسْتَعْذِبُ الأنْداءُ ذِكْرَ خصَالِهِ
فَتُعِيدُها بِتَرَدُّدِ الأصْدَاءِ
أَوْحى إلَيْهِ الجُوْدُ كُلُ فَضِيلَة
فاقتادَ كُلْ سَماحة وَعَطَاءِ
وَمَوَاقِفٌ لَيْسَتْ لِتُنْسَى إذْ كَوَتْ
أَحْشاءَ شَيْخِي أَعْظَمُ الأدْوَاءِ
كانتْ يدَ الآسي يداه عنايةً
والعين كالئةٌ بخير عَناءِ
عَبْدَ العَزِيزَ ! مِنَ الُفؤادِ تَرَكّبَتْ
كَلِمَاتُ شُكْرٍ مُفعَْمٍ بِدُعاءِ
أمَّا الذي خَضَعَ البَيَانُ لِذوْقِهِ
وَرَنَتْ إلَيْهِ بَرَاعَةُ الشُّعَراءِ
واسْتَنْشَدَتْهُ محاسِنٌ وَفَضَائلٌ
واسْتَكْتَبَتْهُ مَآثِرُ العُظَمَاءِ
فَلَقَدْ تَسَنَّمَ في المعالي ذُرْوَةً
عُلْيا وَأُلبِسَ جُبَّةَ الفُضلاءِ
يا شَيْخُ عِلْمُكَ لنْ يُكَسِّرَ عُضْنُهُ
أَوْ تَسْتَكِينَ زُهُورُهُ لِذَواءِ
ما شِيدَ مِنْ لَبِناتِ صَبرٍ مخلَصاً
للهِ فيه مُؤيّداً بِزَكَاءِ
ومُتابَعاً نهجُ الرَّسُولِ وآلِهِ
سَيَظَلُّ دَوْمَا قُدْوَةَ العُلَمَاءِ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved