إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: (وجَعَلْنا منْهُمُ أئمةّ يَهدُونّ بأَمْرِنَا لَما صَبَرُوا وَكاُنوا ِبآياتنَا يوِقنون) (السجدة: 24) وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل: (العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الإنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالعزيز، وزير الدولة ، عضو مجلس الوزراء ، رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، الرئيس الفخري لمؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية، أيها الحفل الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، طبتم وطاب ممشاكم، كتب الله خطاكم، وشكر مسعاكم، وجزاكم بخير ما جزى حبيباً عن حبيبه، صاحب السمو : هذا يوم بر ووفاء وليلة أنس وصفاء تصلون ما أمر الله به أن يوصل وتبلون وشيجة مودة قامت بين سموكم الكريم، وشيخنا رحمه الله ببلالها حين قبلتم الرئاسة الفخرية للمؤسسة بالأمس وشرفتم موقع مقر المؤسسة اليوم وتواصلون عطاءكم ورعايتكم لها غداً إنكم بهدا ياصاحب السمو:
أولاً: تسجلون موقف وفاء لعلم من أعلام الأمة الإسلامية في العصر الحديث.
ثانياً: تسهمون في استمرارية تدفق علمه الذي لم ينقطع بمجرد موته، رحمه الله.
ثالثاً: ترسخون الخطاب السلفي المعتدل ، ومنهج الوسطية في زمن الإفراط والتفريط .
رابعاً: تضعون بلسماً حانياً على نفوس أهالي محافظة عنيزة بوصفهم أشد الناس مصاباً يفقد شيخهم، بإرساء هذا المعلم الذي يسعى القائمون عليه، عليه من ذوي الشيخ ، وتلاميذه، ومحبيه ، إلى تسيير ما درج عليه ، رحمه الله من مقاصد وغايات.
لقد أدركت المؤسسة أن أهم جوانب التميز في سيرة شيخنا العطرة هو الجانب العلمي، فسعت خلال السنتين الماضيتين إلى إخراج تراث الشيخ بالصورة الموثقة المطمئنة حتى وإن شابه نوع تأخير في نظر بعض المحبين فطبعت أكثر من خمسين كتاباً حتى تاريخه وتدور عجلة المطابع بأكثر من عشرين كتاباً الآن وأسندت عدداً من الأعمال العلمية الضخمة كالتفسير والفقه إلى مجموعات عمل كفوة من الباحثين والمحققين الأكاديميين من كبار طلابه رحمه الله ناهيكم عن السيل المتدفق من التسجليلات الصوتيه من الدورس والمحاضرات والفتاوى والخطب واللقاءات والبرامج الإذاعية وكل ذلك محفوظ مبذول لطالبيه على موقع المؤسسة في شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت).
صاحب السمو: إن في الجعبة مشاريع عديدة وأفكار طموحة كان يحول بينها وبين الظهور عدم توفر المكان المناسب والتجهيزات اللازمة لتحقيقها واليوم وأنتم تضعون حجر الأساس لمقر المؤسسة الجديد تنتعش الآمال ويقوى الرجاء أن ترى النور وتنتقل من القوة إلى الفعل جعل الله دعمكم في موازين حسناتكم وأعظم سهمكم في باب التعاون على البر والتقوى فالدال على الخير كفاعله ومن جهز غازياً فقد غزا. نكرر ترحيبنا بمقدمكم السعيد وشكرنا على بادرتكم الكريمة حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً بين أهلكم وإخوانكم في محافظة عنيزة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
د . أحمد القاضي
عضو مجلس الإدارة
|