الإحساس بالنجاح شعور جميل لا يتحقق إلاَّ عند حدوث النجاح...، والنجاح مرهون بالعمل، والمثابرة، والتفاعل، واليقظة، والبذل، والمتابعة، والحرص، والعناية، و... مع كلِّ ذلك عدم التَّفرُّد...، ذلك لأن الإنسان قد يحقق لنفسه نجاحاً ما.. غير إنَّه بكلِّ تأكيد يرتبط نجاحه بآخر إمَّا يعمل معه، أو يتعامل مع موضوع نجاحه...
فالذي يعمل في أيَّة مهنة رئيساً أو مرؤوساً هو يعمل ضمن فريق قلَّ عدد أفراده أو كثر مرهون نجاحه بهم، والذي يعمل أباً لأسرة أو أمَّاً فيها نجاحهما لا يتمُّ دون أن يكون عملهما مرتبطاً بهذه الأسرة وأفرادها...، ومن يفكر ويبدع يكتب أو يرسم أو...، إنَّما هو يقدم ما ينتج للآخر فنجاحه مقرون بتفاعل هذا الآخر معه...، محصَّلة لهذا فإنَّ الإنسان لا ينجح وحده ذلك لأنَّ مقياس النجاح الذي عنه يعرف ويتعرف على نجاحه ومستواه وجوانبه وأسبابه إنَّما هو الآخر...
والملاحظ.. انطلاقاً ممَّا سبق من خلال رافد مثل الصحف على وجه التَّمثيل.. لما ينشر من أخبار وموضوعات ترتبط بحركة العمل في كافَّة المؤسسات يلمس الصحوة نحو النجاح، سواء بالاهتمام بتطوير مهارات الطلاب والطالبات، أو برعاية الموهوبين منهم، أو بتطوير آليات العمل أو اقتراح برامج تدريب، سواء بافتتاح أقسام أو توسعة مجالات... وأخيراً لحق هذا النجاح نجاح الخطوة التي أقدمت عليها جامعة الملك سعود بعقد لقاء بين رؤساء الأقسام الأكاديمية فيها لمناقشة تجارب وخبرات من شأنها دفع العملية الإدارية في الأقسام الأكاديمية كي تأخذ مدى متطوراً لا يعتمد على خبرة فردية أو محاولة مُمارَسة لا خبرة لها بل وضع الخبرات والمواقف وآليات الأداء، ونمطية المواقف والمشكلات التي تعترض سير العملية الإدارية الأكاديمية موضع المناقشة ممَّا يدفع إلى تفنيد المواجهات التي من شأنها تعطيل أو إعاقة أو التقصير في تحقيق المستوى المنشود للعمل في هذه الأقسام العلمية الإدارية...
إنَّ التجربة تثبت أنَّ نجاح نتائج الإدارة مرهون بصاحب القرار... والقرار كلمة مهمَّة جداً وهامَّة على مستوى بليغ في البعد التَّنفيذي ذلك لأنَّ كافة حيْثيات الأداء ونتائجه ترتبط بقرارٍ فيه، سواء كان كلمتي نعم أو لا، أو كلمتي كيف أو لماذا، أو كلمتيْ أدري أو لا أدري. وللحصيف والكلُّ حصفاء معرفة ما تحمله هذه الكلمات من المعاني في حالات استخدامها بمرونة تنمُّ عن وعي وثقة، أو صلابة تنمُّ عن تردُّد وخَوَر، أو مناقشة تُفضي إلى إحداها عن تمكُّن واقتدار وثقة وفهم ووعي.
ولعلَّ الجامعة وهي تخطو مثل هذه الخطوة الجيدة لا تغفل خبرات النساء فيها في هذا الشَّأن إذ هناك من لديهن من الخبرات التي يمكن أن تضيف الكثير ممَّن رأسْن الأقسام وعدم إغفالها قد يحقق أبعاداً أكثر إيجابية في مثل هذه الأمور خاصة إنَّ اللَّقاءات عن طريق الدَّوائر المتلفزة قد حققت نجاحاً على مستوى إدارات وجهات حكومية عالية المستوى جُعل فيها للمرأة نصيب مشارك لا ترفضه الجهات العليا قد كان له المثل في لقاء صاحب السمو ولي العهد، وصاحب السمو وزير الداخلية، ومجلس الشورى، ولا أجمل من أن يتحقق في معقل العلم، ومآل القدوة الجامعة دون تردُّد، وقصْر التجربة دونها.
|