Sunday 27th april,2003 11168العدد الأحد 25 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شدو شدو
في المتمخضات
د. فارس محمد الغزي

منذ ما يقارب الأربعة أعوام تقريباً استعرضت شدو بعض الدراسات الغربية الاستشرافية التي دار محورها حول مستقبل العالم الإسلامي، وعلى وجه التحديد، فقد ناقشت حينئذ مضامين دراستين الأولى منهما بعنوان «تنبؤات: مستقبل الشرق الأوسط»: وهو في أصله كتاب استشرافي من تأليف العالم/ المستشرق «برنارد لويس»، والنقطة الرئيسة في هذا الكتاب تمحورت حول ضرورة تدخل الغرب في شؤون العالم الإسلامي وفرض ما يراه هذا الغرب صحيحاً بالقوة. أما الدراسة الأخرى فعنوانها «قارة آسيا عام 2025م وأثرها في الأمن القومي الأمريكي»، وتلك هي أيضاً دراسة استشرافية وقد قام بها مجموعة من العلماء والسياسيين والاكاديميين الأمريكيين تحت اشراف مباشر من وزارة الدفاع الأمريكية. وهي بالأحرى عبارة عن سيناريوهات «علمية» لما قد يحدث «إسلامياً» في المستقبل والطرق الناجعة للمواجهة، وهذه الدراسة تبدو الأخطر وقد ذكرت حينها سبب ذلك حيث قلت نصاً: لكونها تصهر العلم بالسياسة والعسكرية فضلا عما ورد فيها من تنبؤات صريحة بتأكيد زوال دول وسقوط أنظمة، وتفكك أقاليم، ونشوء تحالفات جديدة ومفاهيم لهيمنة غربية جديدة أيضاً.
إذن، ماذا حدث منذ ذاك حتى الآن..؟ لقد حدث أن تم غزو افغانستان واحتلالها ليعقب ذلك ما عايشتموه حياً على الهواء مباشرة في العراق..، وبدهي القول إن هذا يحتم علينا ضرورة الأخذ بمنهجية القراءة الواعية لأحداث التاريخ ويدخل ضمن ذلك ضرورة البحث في كيفية اتقان اليهود وحذقهم لعملية استغلال أحداث التاريخ لا للخروج من هذه الأحداث سالمين فحسب بل تجييرها لصالحهم وتدعيم نفوذهم سواء في الشرق - لدينا - أو في الغرب.
في الختام أعود إلى الدراسة المذكورة آنفاً والتي تمت كما ذكرت منذ اربع سنوات تحت إشراف وزارة الدفاع الأمريكية لأطرح السؤال: من هم يا ترى مجموعة العلماء والخبراء والأكاديميين والساسة الذين قاموا بهذه الدراسة..؟! أو بالأصح ماذا يطلق عليهم الآن..؟
إنهم «المحافظون الجدد!».. أما أمر اولئك فسوف تتم مناقشته إن شاء الله في المقالة القادمة وذلك حين تجيب شدو عن سؤال نصه: هل كانت أحداث 11 سبتمبر هي المسؤولة «الأولى» عما اندلع بعدها من أحداث..؟!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved