Sunday 27th april,2003 11168العدد الأحد 25 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المعلمات والطالبات طالبن بإلغائه المعلمات والطالبات طالبن بإلغائه
النشاط الطلابي بين جمال الفكرة وخطأ التفعيل

  * الرياض - سلطانة الشمري:
يعتبر النشاط المدرسي أو ما يسمى في مدارس البنات بالجمعيات عملية روتينية تتبع في كل المدارس تقريبا. ولكن وبالرغم من جمال فكرته فإنه الى الآن لم يحقق الأهداف المرجوة منه، كما أفادت بذلك أغلب ممن استطلعناهن في هذا التحقيق من معلمات ومديرات مدارس بالاضافة للطالبات حول هذا القاموس المدرسي الذي كما قلت بأنه لا يشكل معنى لديهن. فهل هناك حاجة لتغيير هذا النشاط لما هو أفضل للعملية التربوية والتعليمية؟ وما حكاية الـ40 ألف ريال التي صرفت على معرض احدى المدارس من خلال هذا النشاط؟ دعونا نتلمس الاجابة عن هذه الأسئلة من خلال هذه المساحة..
مضيعة للوقت
في البدء تقول المعلمة تركية: الجمعيات «النشاط الطلابي» مضيعة للوقت والجهد والمال، فخلال فترة عملي كمعلمة لمدة 5 سنوات لم أر خلال هذه الفترة أي فائدة تذكر لما يسمى بالجمعيات، فلو استغل هذا الوقت لعقد ندوات مفيدة ومسابقات بين الطالبات لكان ذلك أجدر من اغلاق باب الفصل على الطالبات وتركهن مالا يقل عن ساعتين إلا ربع لتبادل الحديث والنكات والمزاح، بينما دور المعلمة لا يتعدى حصر الحضور والغياب ثم تذهب لتجلس عند باب الفصل لتبادل الحديث مع زميلتها المعلمة الأخرى.
إن ساعتين هي مدة الجمعيات تعتبر هدراً للوقت بدون أي انتاجية تذكر، أما الخامات والأعمال الفنية والوسائل التعليمية التي يطلب من الطلبات تنفيذها فهذا كان سابقا وكان تنفيذ هذه الأشياء يتم خارج المدرسة عند الخطاطين والحرفيين والرسامين أما الآن لم يعد لهذا النشاط وجود، فالجميع يثرثر في الفصول تحت شعار «النشاط الطلابي».
وتقول احدى الطالبات: أتغيب عن المدرسة كل يوم اثنين من أيام الأسبوع والسبب هو يوم النشاط الذي يسمى «الجمعيات» فأنا أتضايق جدا من هذا الجو المدرسي الكئيب.
أما منال طالبة في الصف الثالث متوسط فتقول: إني أكره اليوم الذي يكون فيه الجمعيات فالوقت طويل ونرجع الى بيوتنا متأخرات بعد ان يرهقنا المكوث الطويل على الكراسي بالفصول، دون أي فائدة، نريد ان تستبدل هذه الجمعيات بنشاط يحببنا في المدرسة لا نريد ندوات جامدة لا تفيدنا تلقيها احدى المعلمات في موضوع قديم أو معروف لدى الجميع، نريد ان نتعلم الحاسب الآلي أو أي نشاط ترغبه الطالبات، ويا ليت ان يتغير وقت الجمعيات من آخر اليوم الدراسي الى بدايته ان تعذر الغاؤها؟!.
هدر للطاقة
وهذه سارة معلمة الرياضيات تتمنى ان يلغى ما يسمى بالجمعيات ففيها - وحسب قولها - هدر للطاقة والكهرباء وحتى في طاقة الجسم لأننا نمكث بسببها في المدرسة الى وقت متأخر بلا هدف أو فائدة من أجل ان ننتج عملاً فنياً لمعرض المدرسة الذي يكون في آخر العام؟؟ اننا نستطيع ان ننتج أعمالا فنية وخلاف ذلك ما يخص المدرسة دون وقوفنا هذا الذي لا معنى له في غرفة الجمعيات لمدة ساعة وربع في آخر اليوم الدراسي من كل أسبوع، والعمل الذي يطلب تنفيذه يمكن ان تنتجه الفصول بدلا من تجمع الطالبات وحشرهن بفصول أخرى واغلاق الأبواب عليهن ليمارسن الثرثرة واضافة الى ما تقدم فهناك أعباء على المعلمات وعلى ادارة المدرسة كاعداد ملفات وقوائم بأسماء الطالبات الملتحقات بهذه الجمعيات وأسماء المشرفات عليهن واعداد قوائم بالغياب والحضور وغير ذلك مما يثقل على كل من في المدرسة بلا داع من أجل عمل فني أو مجسم يمكن ان ننفذه لدى أحد الخطاطين أو الرسامين خارج المدرسة على حساب المعلمات والطالبات الخاص في يوم واحد ولا ان تستمر هذه الجمعيات لفصل دراسي كامل؟
وتضيف سارة: ان هناك طالبات تخصصهن أدبي يدخلن في جمعية الرياضيات مثلا وهي تخصص علمي كما هو معروف والعكس بالعكس فهذه الأفكار لا تتناسب مع التخصصات التي يدخلن بها، لكن من أجل «تجمع الصديقات كشلة»؟ وهذا من أبرز الأدلة على فشل هذه الجمعيات.
بدائل مفيدة
من جهتها تتمنى المعلمة رفعة لو كان زمن هذه الجمعيات مخصص لاعطاء الدروس المتأخرة للطالبات حتى لا يكون هناك ضغط عليهن آخر الفصل الدراسي من أجل انهاء المنهج، أما استمرار هذه الجمعيات على ما هي عليه على حسب رأيها فهذا تضييع للوقت وهدر للمال عندما يطلب من المعلمة أو الطالبة في هذه الجمعيات تنفيذ «وسائل أو أعمال فنية» مبالغ في قيمتها التي لا تقل عن 300 أو 400 ريال بلا فائدة، وتضيف المعلمة رفعة ان جميع زميلاتها المعلمات في المدرسة يجمعن على ان لا فائدة من هذه الجمعيات وأنهن يتمنين الغاءها فوراً فهي في القاموس المدرسي لامعنى لها فالطالبات لا دور لهن إلا تشكيل تجمعات داخل الفصل لتبادل الأحاديث وحل الواجبات المتأخرة أو أخذ قسط من الراحة والنوم، فيما تقوم المعلمةالمشرفة على الجمعية بتصحيح بعض الدفاتر ورصد درجات الامتحان خارج الفصل مع زميلتها المعلمة الأخرى أو ان تذهب لغرفة المعلمات بعد ان يغلقن باب الفصل على الطالبات؟.
أما الوسائل المدرسية لا تنفذ بالجمعية بل لدى الخطاطين والرسامين خارج المدرسة ويا ليت ان يحتفظ بهذه الأعمال والنشاطات التي كلفت المبالغ الطائلة ليستفاد منها بل تذهب لمستودع المدرسة وفي العام القادم يتخلص منها في سلة المهملات.
وتقترح المعلمة رفعة ان يكون هناك بديل وهو حصص للتقوية أو ادراج حصص أساسية يوزع فيها الجدول المدرسي بدلا من تضييع هذا الوقت الثمين - على حد تعبيرها.
فلماذا لا تتحول لنظام الدورات.
وتقول وفاء العمر مديرة مدرسة أهلية: لا توجد أي فائدة لهذه الجمعيات، وحسب قولها - انه لم يتهيأ لهذه الجمعيات مواقع صحيحة، فلماذا لا تتحول لنظام الدورات كما هو معمول به لدى مدارس البنين، ففي وقت النشاط يدخل الطالب لمعمل الحاسب الآلي لكن مدارس البنات لا يوجد بها حاسب إلا ما ندر؟ وهناك بدائل كثيرة لهذه الجمعيات كدورات تحفيظ القرآن والطهي والتربية الفنية لذوات المواهب، ودورات اذاعة لتعليم فن الخطابة، فلو فعّلت بهذا الشكل لكان اجدى من حبس الطالبات بالفصول بعد ان نأخذ من كل طالبة 10 ريالات لتنفيذ لوحة خارج المدرسة لدى الخطاطين والرسامين لنعرضها آخر العام الدراسي.
مكروه في المدرسة
وتضيف وفاء: يعتبر يوم الجمعيات هو أكثر يوم يتغيبن عن الدراسة، وعلى وجوه المعلمات يبدو البؤس والكآبة، ولو كان هناك نشاط يشارك فيه الجميع بكل حب ورغبة لكان أمراً آخراً.. فكرة الجمعيات ليست سيئة - كما تفيد وفاء - لكنها كتفعيل فهي خطأ،لابد ان تعمل ورشات عمل حتى تسمى عمل أما ان يكون نشاط في آخر الفصل الدراسي فهذا غير صحيح، هناك مدرسة صرفت مبلغ 40 ألف ريال على معرض المدرسة وطلب التوجيه الأعمال البارزة فأخرجت من مستودع المدرسة لوحات يعلوها الغبار وعرضها التوجيه مرة واحدة ثم كان مصيرها الغبار من جديد بعض اللوحات تكلف ما بين 500 الى 1000 ريال، في حين المدرسة أولى بصرف هذه المبالغ على الوجه الصحيح ولخدمة الطالبات ولخلق جو مدرسي محبب يجعل الطالبة تأتي للمدرسة بنفسية جيدة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved