* جدة - خالد الفاضلي:
شكك رئيس غرفة تجارة وصناعة جدة عبدالله أحمد زينل في جدوى تصحيح معضلات «السعودة» عن طريق احلال الوظائف، وشدد على انتهاج سياسات توظيفية جديدة قال عنها استراتيجية تعتمد على آلية «تغير المناخ الاقتصادي العام من أجل ايجاد فرص وظيفية جديدة واستحداث خانات عمل متنوعة»،كما ناشد بضرورة البدء عملياً بتقصي المتطلبات الحقيقية لسوق العمل من أجل تقنين المؤسسات التعليمية ومناهجها وتحويرها كليا نحو تغطية احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية.
وكان زينل يتحدث لأكثر من 1000 شخص تجمعوا بمناسبة رعاية وحضور أميرمنطقة مكة المكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز حفل تدشين فعاليات أسبوع العمل الاجتماعي الثالث في مبنى غرفة تجارة وصناعة جدة مساء الثلاثاء الماضي بينما استكمل زينل حديثه موجها حديثه للأمير عبدالمجيد «أملنا كبير في ان تتضافر كافة الجهود حول تحقيق هذا التوجه الاستراتيجي لتفعيل عملية توطين الوظائف في بلادنا الغالية والتي تتطلب قرارات مصيرية تتجسد في صورة خطط مستقبلية للتعليم والتدريب، توضع لها آليات فعالة لتنفيذها على اعتبار ان قضية توطين الوظائف مرتبطة ارتباطا وثيقا بقضية التعليم والتأهيل بمراحله المختلفة»، وكان زينل يمهد بذلك لجزء هام من خطابه تضمن «المطلوب من الدولة توفير مساحة من الحرية الاقتصادية وتحرير الأسواق أمام القطاع الخاص، وكذلك اعطائه المزيد من الثقة في لعب دور أساسي في عملية التنمية.
وبرر زينل أهمية حيازة «الثقة في لعب دور أساسي في عملية التنمية» بأنها تشجع القطاع الخاص على تفعيل عملياته الاستثمارية واقامة مشاريع تؤدي بدورها الى توفير مزيد من الوظائف وفرص العمل الجديدة للقوى العاملة الوطنية، وان معضلة توطين الوظائف تتطلب في ذات الوقت معالجة جذرية في اطار استراتيجي متكامل مبني على أساس شراكة فاعلة للقطاع الخاص في وضع أهدافه هذه وسياساته. ويعتقد زينل ان اعادة النظر في هيكلة مؤسسات التعليم والتدريب والمناهج وطرق التدريس والتدريب تأتي كخطوة أولية يتعين تنفيذها والتركيز عليها.
وتأتي طروحات ومطالبات زينل بعد ترويض القاعة بدفاع حار عن رجال أعمال المنطقة رافضا «ما ينسب خطأ لرجال الأعال ان همهم الوحيد الربح، أو اعتبار التقدم الاجتماعي مسألة هامشية تأتي في مرتبة تالية للربح»، وتحدث زينل عن ان «رجال الأعمال ومنظماتهم شركاء أساسيون في الجهود الرامية لتحقيق التقدم الاجتماعي»، مشيرا الى ان رجال الأعمال يتجاوبون مع املاءات المسؤولية الاجتماعية ويقدمون مشاريع استثمارية تنهض بالشباب وتوفر فرص عمل جديدة للكوادر الوطنية، لكنه اشترط ان تكون هذه الكوادر «على حد قوله» مؤهلة وراغبة بالعمل في القطاع الخاص وتنفيذ برامج تدريبية تسعى لتهيئتهم.
وكان زينل حريصا على ربط حدوث تقدم اجتماعي ملحوظ بتحقيق توسع في مجالات الاستثمار المتعددة وزيادة معدلات الانتاج من أجل خلق فرص عمل جديدة. ومن ناحية بدا زينل غير متفائل من مقدرة القطاع الخاص خلال الفترة القادمة على الاحتفاظ بالقوى العاملة المتواجدة حاليا ما لم يحدث تطوير استراتيجي لكافة أطر النشاط الاقتصادي مشتملة على سياسات التعليم والتدريب على مختلف مستوياتها.
|