بدون قيادة تربوية متمكنة ومدركة لدورها المفصلي في إصلاح التعليم سيبقى حديثنا عن تجديد وتطوير تعليمنا مجرد ضرب من الخيال. عندما يفشل التعليم في إحداث التغييرات الاجتماعية والتنموية المستهدفة، فعليك ألا تتردد لحظة واحدة في إيعاز هذا الفشل إلى تخلف وجمود قيادات ذلك التعليم. فغالباً ما تكون هذه القيادات قد فشلت في تصور وإدراك الأبعاد الكبرى لمضامين رسالتها، أو في إطلاق الطاقات الإبداعية لدى العاملين معها، أو في المحافظة على مصادرها المحدودة وتوجيهها لخدمة أهدافها، أو في القضاء على المحسوبية والترهل. إن المرء ليعجب أشد العجب من الإصرار على إطالة عمر قيادات لم يتوفر عنها من المؤشرات ما يشفع لها بالاستمرار في مواقعها. وسنتعجب أكثر لو تبين لنا أن سر البقاء الطويل لهذه القيادات لا علاقة له بالجدارة والكفاءة. وسيزيد عجبنا لو تبين لنا أيضاً أن ذلك البقاء الطويل للقيادي المتكلس ارتبط فقط بما يحرره هو بنفسه ويرفعه من تقارير دورية تضخم إنجازاته. إن الإصرار على إبقاء قيادات ترهلت وفقدت الحماس والروح والوضوح في الرؤية التربوية بعد أن طال عليها الأمد هو في حقيقته إصرار مسبق على عدم الرغبة في تطوير التعليم.
* كلية المعلمين بالرياض
|