تحقيق : هيفاء الهلالي
تتزايد أعداد اللاهثات خلف ملامح الجمال وأسباب تحقيقه ولو بشكل مؤقت بالاصباغ وقصات الشعر وتقشير البشرة وتبييضها وتلميعها وإزالة الندوب والبثور بشتى السبل والوسائل رغم ان كل امرأة تملك بلا شك ملامح جمالية وان تفاوتت التقاطيع والسمات ويكفي إضفاء الصفاء بمسحة من المرطب واختيار الأنسب من التسريحات، غير أن مراكز ومحلات التجميل النسائية تثابر على ابتداع كل عوامل الجذب واستقطاب الباحثات عن أسرار التجمل حتى وصل الأمر الى ابتكار حيل وخدع وصرعات وموضات ومسميات هدفها جذب اولئك المندفعات الدافعات للمبالغ دون حساب ثمناً لجمال مزيف مؤقت وحباً للتباهي والظهور أحياناً أخرى.. هنا نسجل مواقف ومشاعر مرت بها بعض من التقينا بهن واجمعن على ان غالبية تلك الصالونات تهدف للربح الفاحش فقط مقابل مساحيق واصباغ تضر كثيراً على مدى الأيام..
عقاب العروس
تروي غدير الحارثي تجربتها ليلة زفافها.. قائلة: ذهبت ليلة زفافي لصالون تجميل عند إحدى الكوافيرات التي يفترض أنها ماهرة بأدائها وسعرها معقول ونظراً لأن المبلغ الذي يدفع على العروس باهظ فلم أشأ اخبارها بأنني عروس. أخبرتها بأنني مدعوة لحضور زفاف، وعندما أنهت عملها جاء أخي ليأخذني الى قصر الأفراح.. قال لها دعي العروس تخرج ولم يكن منها سوى شدي من شعري ووضع رأسي تحت الماء وهي تستشيط غضبا وطردتني ولكني تداركت الموقف بأن قامت إحدى كوافيرات قصر الأفراح بتزييني وحمدت الله ان لدي الوقت الكافي لتدارك الأمر.
وتحكي نجود حاتم حكاية أخرى وقالت: ذهبت لقص شعر ابنتي وتسويته من الأطراف ونظرا لازدحام المكان والانتظار بالدور ذهبت لشرب كأس ماء تاركة ابنتي في دورها وعندما عدت بحثت عن ابنتي فلم اجدها ليس لأنها ليست موجودة بل لأنني لم اجد ابنتي التي اعرفها .. بل وجدت فتى صغيراً دون شعر يناديني ماما.. هاجمت الكوافيرة الفلبينية ولم افهم منها كلمة لأنها لا تعرف التحدث بالعربية. دفعت المبلغ تحرجا من جمهرة النساء حولي وكانت التوبة.
صور المتزينات حاسوبياً
رباب الصالح تروي هذا الموقف بقول لها : لفت نظري أحد صوالين التجميل الذي يستخدم الكمبيوتر في عرض قصات الشعر لأنني كنت دوما أتخوف من مغامرة قص الشعر.. لأنني أخشى ألا تناسبني.. وعندما أدخلت العاملة صورتي في الكمبيوتر وعرضت قصات الشعر حول وجهي سررت كثيراً لأنني وجدت قصة الشعر المناسبة.. ولكن بعد فترة جاءتني إحدى زميلاتي وقالت بأنها أثناء زيارتها لذلك الصالون.. عرضت صورتي من ضمن الصور الموجودة في الكمبيوتر.. طبعا صعقت لأنني لم اكن اتوقع حفظ الصور فيه.. وقمت حينها بشكوى ضد الصالون..
نور الحامد تحكي تجربتها قائلة: بدأ الشيب يغزو خصلات شعري فذهبت لإحدى الكوافيرات لعمل صبغة معينة، عندها تطرقت صاحبة الصالون لصبغة تقضي على الشيب بمبلغ 350 ريالا.. طبعا فرحت كثيرا لوجودها لانني سبق ان بحثت عنها ولم أجدها ووافقت على ذلك فقالت بأن هذه الصبغة طلبية خاصة لم تصل بعد. ترددت أكثر من مرة على الصالون بلا فائدة الى ان جئت في أحد الأيام مبكرة ولم أجد صاحبة الصالون بل وجدت العاملة المغربية فسألتها عن الصبغة فأعطتني اسم احد الأسواق المركزية التي تبيعها.. وليست طلبية.. وفوجئت بأن ثمنها عشرة ريالات فقط.
بل الأدهى والأمرّ انني بعد تجريبها تسلل الشيب لشعري مرة أخرى فحمدت الله بأنني حفظت مالي وأعصابي ولم اذهب هناك مرة أخرى..
مصيدة الأسعار
وبهذا الصدد تتبسم آلاء محبوب قائلة: ذهبت الى صالون تجميل «راق جداً» شكلاً.. وقرأت قائمة الأسعار وكنت لا اجيد رسم العين ب«الآي لاينر» فقرأت بأن رسم العين ب«50» ريالا، جلست وبدأت الكوافيرة برسم عيني، وكانت بارعة في ذلك.. وعندما أردت دفع الحساب طلبت مني 100 ريال، فقلت لها السعر 50 فأجابت «العين الواحدة» وليس العينان.. فشعرت بالتحايل فعلا إذ لا يمكن أن ارسم عيناً واترك الأخرى.. دفعت المبلغ وأنا نادمة على أن أكون اضحوكة لهؤلاء المخادعات ممن يبدو انهن مطمئنات من عدم المراقبة والعقوبة من قبل الجهات المختصة.
تحكي حياة خير الله موقفاً مر عليها حينما قالت: ذهبت لصالون تجميل بناء على دعاية أخذتها عند إشارة المرور، وكان على هذه الورقة «صنع المعجزات من تنظيف بشرة وغيره» وكان موقع الصالون منزوياً وبصعوبة وجدته، وعندما دخلته شعرت بخوف شديد رغم ظرف الكوافيرة ولباقتها واعتنائها بي لكن خروجها ودخولها المتكرر اربكني وزرع في نفسي الشك ولم ازر ذلك المكان مرة أخرى وبعد فترة سمعت أخباراً سيئة عنه وانه كان وكراً مشبوهاً ويدار في أمور مشينة وينصب فيه الفخ للنساء بحجة التجميل.
خدعة بألفي ريال
هند سالم تقول وهي تتلمس تلك الحبوب على وجهها: كريم تفتيح البشرة الذي أعلن عنه أحد صوالين التجميل دفعني الى الذهاب لذلك الصالون.. وبدأت المعالجة اليومية وسلمت نفسي لأيدي الخبيرة كما يقولون وخلال اسبوعين بدأت تظهر على وجهي الحبوب. وعندما سألت الخبيرة عن ذلك قالت بأنها نتيجة الكريم وسوف تزول، وانتهى الاسبوعان ولون بشرتي كما هو بالإضافة الى الهدية المجانية «الحبوب» وكنت قد دفعت 2000 ريال فطلبت نقودي لأن النتيجة سيئة ولون بشرتي كما هو.. لكن الخبيرة التي تمرست في المراوغة رفضت وقالت بأنني كنت اغمق من هذا اللون وبالعكس هي ساعدتني ولوني الآن افتح من قبل عندها تعبت من المناقشة بلا جدوى فخرجت واستعضت الله خيرا..
النقش على سيرة الناس
نورا سعد تحكي عن استيائها قائلة: اعشق النقش بالحناء وكنت غالبا اقوم بنقش يدي وقدمي بنفسي ولكن في إحدى المناسبات ذهب كل نساء العائلة الى صالون تجميل لعمل المكياج والتسريحة وكنت عقدت النية على نقش الحناء معهن في هذا المكان.. وعندما مددت يدي للنقاشة بدأت تمد لسانها بأخبار البنات كقولها «فلانة بنت فلان بشرتها غير صافية.. وفلانة بنت فلان تقوم بعمل الدلكا عندي وجسدها جدا مترهل وفلانة جسدها غير متناسق وفلانة ساقاها معوجتان أما انت فالنقش عليك جميل. ولم تنته من نقشها حتى نقشت ذاكرتي.. وعندما سألتني عن اسمي وعملي اعطيتها معلومات خاطئة.. وأنا في قرارة نفسي متأكدة بأنها سوف تتحدث عني عند زبونة أخرى.
أما بعد:
لا نعني هنا ألا تهتم المرأة بجمالها او لا تتزين لكن عليها ان تكون واعية بالضرورة التي تحتاجها وعدم الركض وراء مغريات كاذبة فالكحل واحمر الشفاه البسيط سيبرز جمالها فليس هناك بشاعة بمعناها الحقيقي فكل امرأة لديها حد ادنى من الجمال تستطيع ابرازه بالقليل من الزينة بأقل الأسعار بينما تبتز بعض محلات التجميل جيوب النساء ورجالهن بسبب الأسعار الباهظة التي تدفع مقابل زينة اقل من عادية ولعل تدفق النساء نحو تلك المحلات والمراكز يدخل فيه الكثير من المفاخرة والمباهاة ويخضع هذا وذاك لعوامل كاسم الصالون ومكان وجوده وجنسية العاملات فيه ولكن التقليد الأعمى لسلبيات الغرب انهكنا ويكفينا ان احد المراكز الضخمة العالمية في احدى مدن المنطقة الغربية والتي لا تتعامل إلا بمئات الألوف من الدولارات قد أُغلق لأنه يستخدم بسكويت الشاي المطحون والمعجون بالماء لعلاج البشرة!!
والجمال والتجميل غاية النساء بصفة عامة وتصبح هذه الغاية ملحة في عالم يبرز فتيات القنوات الفضائية وفتيات الاستعراض بكل دلال وجمال، مما حدا بالنساء الى التهافت نحو مراكز التجميل والتحجج بأتفه المناسبات لصنع المستحيل في مساحة جسدية لا تقبل بأكثر من كريم بسيط يرطب بشرة ابنة الصحراء. لكن التقليد الأعمى جر الكثيرات نحو محلات التجميل لعمل المكياج وتسريحات الشعر والعناية بجمال الجسم عامة والخلط بين العناية بالجسم والبشرة وبين الأمراض الجلدية التي لا تستطيع مراكز التجميل معالجتها او اخفاءها عن أعين الناس كما ان استخدام الأمشاط.. وفرش الشعر.. واحمر الشفاه للجميع يجعل الأمر مقززا مما يوضح ان الخداع والتضليل والاستخفاف بالعقول هو الورقة المضمونة التي تلعب بها بعض تلك المراكز فهناك الأنواع الرديئة من المكياج واستخدام بودرة واحدة لجميع ألوان وأنواع البشرة وهناك الكريمات المخلوطة بارخص أنواع الكريمات وتباع بالألوف اضافة الى حشوات الشعر والتي تستخدم لاعطاء الشعر كثافة أثناء عمل التسريحات المختلفة فهي عبارة عن البقايا الناتجة من قص شعر الأخريات، حيث تؤخذ قصاصات الشعر وتغسل وتجفف وتلصق لتكون حشوة ويكون سعرها باهظاً جدا ولا ننسى تركيب الرموش الاصطناعية الذي يصل الى 100 ريال بينما سعر هذه الرموش 10 ريالات.. والنساء اللواتي يذهبن الى صالونات التجميل دوما يحكين عن المقالب التي واجهنها.
|