قال الدكتور طارق الحبيب الاستاذ المشارك واستشاري ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب والمستشفيات الجامعية بالرياض ورئيس وحدة الطب النفسي بمركز النخبة الطبي الجراحي ان بعض الناس يعتقد ان الادوية النفسية هي مجرد مسكنات ومنومات وهذا الاعتقاد جاء نتيجة لما اعتاده بعض الناس من الاستجابة السريعة عند استخدام بعض الادوية الاخرى «غير النفسية» وهذا اعتقاد خاطئ لان الاثر الفعال لبعض الادوية النفسية لا يظهر الا بعد ما يتراوح بين اسبوعين واربعة اسابيع من بداية استخدامها وربما اكثر من ذلك، بالاضافة الى ان تحسن المريض وحتى شفاءه التام ليس مبرراً لايقاف الدواء بل يجب على المريض الاستمرار في تناول الدواء حتى يوقفه الطبيب المختص.
واشار الدكتور الحبيب إلى أنه يجب أن يعي الجميع ان شفاء المريض ليس معناه انه ليس عرضة للعوارض النفسية التي تعتري البشر بوصفها جزءاً من طبيعة الانسان وتفاعله مع ظروف الحياة المختلفة وذلك لان بعض المرضى حينما يشفى من المرض النفسي الذي اصابه يصبح دقيقاً جداً في ملاحظة نفسه وتفاعلاته النفسية فيفسر اي تفاعل نفسي او ردة فعل طبيعية بأنها جزء من بقايا المرض السابق.وقد يصاب الانسان بأحد الامراض النفسية مرة واحدة في حياته وربما انتابه المرض مرة اخرى كما هو الحال في الامراض الاخرى مثل نزلات البرد والالتهابات الاخرى.
واضاف الدكتور الحبيب أنه من المحتمل ان يصاب المريض بمرض نفسي فيشفى منه ثم يصاب بمرض نفسي آخر، والامراض النفسية كغيرها من الامراض في التخصصات الاخرى فمن المرضى من يستجيب للعلاج استجابة كاملة ومنهم من يستجيب جزئياً ومنهم من لا يستجيب مطلقاً. ومن الامراض النفسية ما تتحكم فيه الادوية النفسية فقط دون ان يشفى المريض تماماً كما هو الحال في بعض الامراض العضوية المزمنة كالضغط والسكري.
وقال الدكتور الحبيب ان الوقت الذي يستغرقه الطبيب النفساني في مجتمعنا في اقناع المريض واهله بضرورة استخدام الدواء قد يكون احياناً اطول من الوقت الذي يستغرقه في فحص المريض وتشخيص علته!.
ولقد اثبتت الابحاث العلمية ان مستوى قناعة المريض بدواء معين قد يؤثر سلباً او ايجاباً في درجة استجابة المريض لذلك الدواء.
|