سعى الانسان منذ القدم للظهور بأفضل وأجمل المظاهر، فأخذ كافة الوسائل التي تساعده على محو آثار تقدم العمر وعلامات الاجهاد الظاهرة على وجهه، وان اوائل تجارب تقشير البشرة ظهرت في عهد الفراعنة الذين استخدموا الزيوت الحيوانية لتحسين مظهر الجلد. واليوم يأخذ تقشير البشرة اهتماماً كبيراً لدى كافة فئات الأعمار ولدى كل من الرجال والنساء سواء.
* ماذا نقصد بتقشير البشرة:
ان تقشير البشرة يعني ازالة او تخريب الجزء السطحي من البشرة للحصول على جزء أو طبقة جديدة من البشرة التي لم تتأثر بعد بالعوامل الخارجية وبالتالي تكون اكثر نقاوة وصفاء.
* طرق تقشير البشرة.
هناك العديد من طرق تقشير البشرة منها ما يعتمد على تطبيق مواد كيميائية على الجلد وهذا يسمى تقشير البشرة الكيماوي Chemical Peelintg ومنها التقشير الجراحي ومنها تقشير الجلد بواسطة الليزر.
اما تقشير الجلد الكيميائي فله عدة درجات منها التقشير السطحي والمتوسط والعميق، ويعتمد اختبار درجة التقشير على نوع المرضى المراد علاجهم بالتقشير وعلى تقدير الطبيب لحالة مريضه. كذلك هناك انواع عديدة تقع ضمن التقشير الكيميائي للبشرة تختلف لاختلاف المواد الكيماوية المستخدمة، ونذكر من هذه المواد: فيتامين A الحامض وحمض الخلي وحمض الصفصاف واحماض الفواكه التي شاع استخدامها في الآونة الاخيرة، هذا بالاضافة الى العديد من المواد الاخرى.
فوائد تقشير البشرة:
يفيد تقشير البشرة او الجلد الكيميائي في تحسين مظهر التجاعيد الجلدية خصوصاً على الوجه، كما يفيد ازالة التبدلات اللونية في البشرة مثل الكلف والنمش السطحي وفي اخفاء آثار التعرض المديد لأشعة الشمس خلال العمر.
ويفيد التقشير كذلك في علاج الندبات السطحية غير العميقة على الجلد. اما اهم واكثر استخدامات التقشير الكيميائي فهي معالجة آثار حب الشباب.
* مراحل تقشير الجلد:
يتم تقشير الجلد على ثلاث مراحل:
- مرحلة ما قبل التقشير ويتم فيها التحضير قبل شهر الى شهرين من اجراء التقشير حيث يصف الطبيب لمريضة مادة مبيضة للبشرة وعلى المريض استخدامها بانتظام وتحت اشراف طبي تام حتى يحصل على النتائج المرجوة.
- مرحلة التقشير: التي تعتمد على نوع المرض او المشكلة التي يعاني منها المريض. ومدى عمق هذه المشكلة وقدمها ونمط الجلد لديه اذ ان هناك ستة انماط للجلد تختلف باختلاف لون البشرة وسهولة اصابتها بالحرق ومدى قابليتها للتلون لدى التعرض لأشعة الشمس او ما يسمى Tanning.
كذلك تعتمد مرحلة التقشير على عمر المريض والمنطقة المراد اجراء تقشيرها. هل هي في الوجه او اي جزء من الجسم، وكما تختلف الفترة اللازمة للتقشير حسب المادة المستخدمة وهنا نذكر التقشير السريع الذي يجب التحضير له بشكل جيد والتقشير البطيء الخفيف.
- مرحلة ما بعد التقشير: والتي تعتبر اهم مرحلة اذ ان التقشير يؤدي الى ظهور بشرة جديدة ونضرة سريعة التأثر بالعوامل الخارجية مثل الشمس ومستحضرات التجميل، لذلك يعتمد نجاح عملية التقشير على مدى عناية المريض بنفسه وبشرته خلال هذه المرحلة ولا يجوز ابدا ازالة القشور الظاهرة على البشرة، كما يجب على المريض استخدام الكريمات الواقية من الشمس بانتظام وبدرجة واقية لا تقل عن 15 وذلك لمدة ثلاثة اشهر على الاقل بعد اجراء التقشير.
كما يجب عدم استخدام مستحضرات التجميل لفترات طويلة على الوجه خلال هذه المرحلة.
وغالباً ما يتأخر الحصول على النتائج المرجوة لعدة أيام بعد حصول التقشير وعلينا ألا نتسرع بالحصول على افضل النتائج بعد سقوط الطبقة السطحية للبشرة مباشرة. والجدير بالذكر أنه يمكن إجراء التقشير الكيميائي للبشرة عدة مرات وبفواصل بين عدة أسابيع إلى عدة اشهر.
إن نتائج التقشير الكيميائي يتأثر بالعديد من العوامل منها كما ذكرنا عناية المريض بجلده خلال مرحلة ما بعد التقشير، كما أن التدخين يؤثر سلبا على التقشير لأنه يسرع من عودة التجاعيد. كذلك وجود مرض التهابي في البشرة يمنع من إجراء التقشير، كذلك لا يجوز إجراء التقشير لدى المرضى الذين يعالجون بفيتامين A الحمضي وعند الأشخاص الذين يشكلون ندبات وبعد أي جرح (koloid) ولدى المعرضين للشمس بشكل دائم.
أما افضل نتائج التقشير فتكون لدى ذوي البشرة الفاتحة.
ولا يخلو تقشير الجلد الكيماوي من الأخطار فقد تكون النتائج غير مستحبة إذ قد يحدث تبدل في لون البشرة أو التهاب في الجلد أو ندبات.
ولايجوز إجراء التقشير متى ما اراد المريض بل لابد من مرحلة ما قبل التقشير أو التحضير للتقشير أو التحضير للحصول على افضل النتائج.
وأشير هنا إلى أن تعاون كل من المريض والطبيب ومعرفة المريض بمراحل التقشير وأنواعه وماذا سيحصل لبشرته خلال التقشير وماذا عليه ان يفعل وكيف يعتني بجلده وبعد التقشير، هذا كله يساعد كثيرا للحصول على الغاية المنشودة، كذلك فإن اختيار الطبيب لعمق التقشير المناسب ونوع المادة المقشرة المناسب يؤدي للحصول على افضل النتائج والابتعاد ما أمكن عن الآثار السلبية للتقشير.
إذن التقشير الكيماوي وسيلة جيدة لإصلاح العيوب الجمالية السطحية إذا ما استخدم لدى الشخص المناسب والطريقة المناسبة.
| 
