قرأت في صفحة منوعات في عدد الجزيرة رقم 11158 مقالاً بعنوان «الردود» للكاتبة أميمة الخميس وكان هذا المقال يدور حول عمل المرأة والردود التي وصلت الكاتبة عن هذا الامر.. وساقت الكاتبة في مقالها بعض الادلة حول هذا الموضوع.. وبعد قراءتي لمقال الاخت الكاتبة والادلة التي اوردتها في ردها على من خالفها.. وجدت أنها اقحمت نفسها.. وسبحت في بحر لا تجيد السباحة فيه..!! ولي حول هذا الامر بعض الوقفات..
الاسلام لم يحرم عمل المرأة بل المرأة في الاسلام ومنذ بزوغ فجره وهي تعمل.. ولا ادل على ذلك من خديجة زوجة الرسول فهي من اثرياء مكة.. ومنذ ذلك الحين والمرأة تعمل في مجالاتها.. وفي حدود تكوينها الذي جبلها الله عليه.. واما ما ذكرت الكاتبة من آيات ظنت انها تدل على عمل المرأة وتوضح المساواة بين الرجل والمرأة في ذلك!! كقوله تعالى:{والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض..} [التوبة: 71] فهي لم تكمل الآية!! فالآية في امتداح المؤمنين والمؤمنات لصفات حميدة اتصفوا بها فقد قال الله تعالى:{والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم} [التوبة: 71] فالله تعالى ذكر الصنفين في معرض الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والعبادة وطاعة الله.. التي استحقوا بها دخول الجنة ورحمة الله.. فأين الدلالة على عملها وخروجها من بيتها ومزاحمتها للرجال..!! وذكرت آيات اخرى تدل على حال المؤمنين والمؤمنات في الجنة وما اعده الله لهم من النعيم كقوله جل وعلا:{وعد الله المؤمنون والمؤمنات جنات..} [التوبة: 72] واعتقدت الكاتبة ان هذه الآية تدل على مساواة الرجل بالمرأة..!! ثم استشهدت بعد سوق هذه الآيات بقوله تعالى:{افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها} [محمد: 24] فنقول للكاتبة الكريمة هلا تدبرت القرآن قبل ان تستشهدي بآيات لا تمت لا من قريب ولا من بعيد لما تتحدثين عنه..!!
ثانيا: لا ادري ماهو المقصود بمساواة المرأة بالرجل في ميادين العمل ودورها في المجتمع؟! فالمرأة عندنا تعمل في قطاع التعليم وهو مهنة الانبياء وأشرف مهنة.. وفي الصحة والمؤسسات التربوية والخيرية وفي قطاعات اخرى.. تناسب تكوينها الذي اراده الله لها ولا تخالف ما نعتقده نحن كمسلمين ندين بدين عظيم كفل للمرأة عفافها وكرامتها وشرفها.. وديننا ليس تقاليد موروثة بل هو شرع مطهر من عند احكم الحاكمين وارحم الراحمين.. والاسلام قضى على كل مظاهر التمييز ضد المرأة.. فقد كانت الجاهلية بمختلف اديانها وعقائدها تحتقر المرأة وتهينها.. بل اختلفوا هل هي روح وجسد كالرجل ام لا؟! ثم بزغ فجر الاسلام واعاد لها عزها وكرامتها واعتقها من رق الجاهلية السابقة والادلة في هذا الباب كثيرة معلومة.. ولكن التاريخ اعاد نفسه حيث خرج اقوام يطنطنون بحرية المرأة وانهم سيأتون لها بشرع جديد ولو خالف هدي الاسلام وهم حقيقة يريدون «حرية الوصول الى المرأة لا حريتها!!».
ثالثاً: لعل الامة تتعظ بحال الامم الغربية المتحررة من القيم والآداب فهم مازالوا يكتوون بنيران «تحرير المرأة المزعوم» ولكن حينما فات الاوان!.. واختلطت المرأة بمجامع الرجال وشاركتهم في اعمالهم ومجالاتهم ولو خالف طبيعتها!! ويكفي ان نعرض بعض الشواهد من واقع الامم المتحررة ونكشف القناع لنبين زيف الحضارة الغربية الزائفة والتي يمجدها البعض من المسلمين.. فقد كتبت اشهر ممثلة امريكية وهي - مارلين مانرو - حينما عاشت حياة تعيسة حتى اقدمت على الانتحار واكتشف محقق قضيتها رسالة في صندوق الامانات كتب عليها لا تفتح قبل وفاتها.. وقد كتبت فيها بخط يدها الى فتاة تطلب نصيحتها:« احذري المجد.. احذري كل من يخدعك بالاضواء.. اني اتعس امرأة على هذه الارض.. لم استطع ان اكون اما.. اني امرأة افضل البيت.. الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل ان هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة بل الانسانية.. الخ!!»
وقد ذكر د. مصطفى السباعي في كتابه «المرأة بين الفقه والقانون» مقولات وشواهد اخرى منها «قال احد اعضاء الكونجرس الامريكي: ان المرأة تستطيع ان تخدم الدولة حقا اذا بقيت في البيت الذي هو كيان الاسرة.. وقال عضو آخر: ان الله عندما منح المرأة ميزة انجاب الاولاد لم يطلب منها ان تتركهم لتعمل في الخارج بل جعل مهمتها البقاء في المنزل لرعاية هؤلاء الاطفال.. وقال شبوبنهور الالماني ايضا: اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملة من دون رقيب ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجة ولا تنسوا انكم سترثون معي الفضيلة والعفة والادب.. واذا مت فقولوا: اخطأ او اصاب كبد الحقيقة.. فماذا استفاد الغرب من عمل المرأة واختلاطها بالرجال وتحررها المزعوم.. هل تمكنت المرأة من حفظ شرفها وعفافها..!! لنقرأ سوياً هذه الاحصائيات: دلت الدراسات على ان في الولايات المتحدة نفسها اكثر من 35 مليون متزوج يقيمون علاقات غير شرعية خارج عش الزوجية، اي نسبة تصل الى 70% من الرجال المتزوجين..
وفي الولايات المتحدة تقول التقارير الخاصة بالاغتصاب ان حادثة الاغتصاب تسجل كل 6 دقائق، وان جريمة الاغتصاب اكثر جريمة تسجيلا في محاضر الشرطة والمدن الامريكية.. وهاهي المرأة الغربية تنادي: اريد ان اعود الى منزلي، وهذا عنوان كتاب ألفته احدى المفكرات الفرنسيات. في احصائية في السويد تقول ان المرأة السويدية فجأة اكتشفت انها اشترت وهما هائلا تقصد الحرية التي اعطيت لها بثمن مفزع وهو سعادتها الحقيقية.. وقد اعترفت بذلك احدى طبيبات الغرب اذ قالت: اني اعتقد انه ليس في الامكان قيام علاقة بريئة من الشهوة بين رجل وامرأة ينفرد احدهما بالآخر اوقاتا طويلة.. واخيراً علينا ان نعي ان المرأة المسلمة مستهدفة في دينها وعفافها وحجابها وكرامتها.. ويجب ألا ننجرف وراء سراب التقدم والحرية المزعوم فها هو الغرب قد سقط في هذا الوحل.. واعداء الاسلام يخططون للنيل من المرأة المسلمة كما جاء في احد بروتوكولات اليهود «علينا ان نكسب المرأة ففي اي يوم مدت الينا يدها ربحنا القضية» ويقول د. مدروبيرغر:« ان المرأة المسلمة هي اقدر فئات المجتمع الاسلامي على جره الى التحلل والفساد او الى حظيرة الدين من جديد».
ونختم ما كتبنا بمقولة للعلامة الامام ابن باز رحمه الله حيث قال:« فان الدعوة الى نزول المرأة للعمل في ميدان الرجل المؤدي الى الاختلاط سواء كان ذلك على جهة التصريح او التلويح بحجة ان ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحضارة - امر خطير جداً له تبعاته الخطيرة وثمراته المرة وعواقبه الوخيمة رغم مصادمته للنصوص الشرعية، والتي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالاعمال التي تخصها في بيتها ونحوه..» نسأل الله ان يثبت نساءنا على طاعته وان يحفظ لهن حياءهن وعفافهن انه قريب مجيب. والسلام..
عبدالعزيز السعدون بريدة
|