|
|
مما لاشك فيه ان الصحافة تؤدي دوراً مهماً وحيويا في الإصلاح الإداري.. إلا ان ثقافة الخوف والمجاملة كانت هي السائدة لزمن طويل لدى معظم الكتاب والصحفيين العرب في أغلب كتاباتهم عن الإدارات الحكومية والجهات الرسمية أو الشركات الكبيرة حتى لو كان الهدف هو الإصلاح والتناصح ونقل هموم الناس الى المسؤولين وذلك تحاشيا لغضب مسؤول أو الوقوع في مواجهة مع مدير متنفذ، وكان الصحفي يبتعد خوفا عن موضوعات المواجهة ويحرص على عدم الكتابة عن التجاوزات والأخطاء التي يراها ويسمعها، ويظل الكاتب يتمزق في داخله حسرة وألماً بتجاهله التزامات الأمانة المهنية لخوفه وعجزه عن التصدي والتفاعل مع القضايا والهموم اليومية التي تدور من حوله، وكان إحساسه بالخجل وهوٍ ينظر في أعين القراء الذين يأملون منه أن يكون عونا لهم في إظهار الحقيقة، إلا ان الخوف كان هو المسيطر الأول في توجهاته على الرغم من حرص ولاة الأمر الدائم على مصالح المواطنين الذي يعبر عنه التعميم الذي صدر من ولي العهد والقاضي بالتنبيه على المسؤولين بالحرص على مصالح المواطنين وعدم تعطيلها وأن من يقوم بذلك سوف يعاقب، علما بأن دور الصحافة ورسالتها الأولى تتمثل في التعبير الصادق عن آمال وطموحات الوطن والمواطن وملاحقة الخلل والقصور أينما كان والكشف عنه بكل صدق وحيادية بما يعين متخذ القرار على اتخاذ الإجراء المناسب لتحقيق العدالة، وقد ساهم عرض بعض المشكلات مع الإدارات الحكومية والشركات والمستشفيات التي تعرض لها بعض المواطنين والمراجعين والكتابة عن مطالبهم ومعاناتهم في الصحف المحلية في سرعة حل مشكلاتهم بطلب المسؤول إعادة عرضها والتأكد من صحتها، لأن الكاتب أو الصحفي إذا قدم معلومة صحيحة مبنية على أسس وقواعد مهنية مع إحاطته بجوانب الموضوع بعيدا عن الهوى والتسرع والاندفاع وكان هدفه الإصلاح فإن ذلك حتماً سيكون في صالح الإدارة المعنية أو المسؤول والمواطن والوطن، ولقد كسر عدد من الكتاب في الآونة الأخيرة حواجز الخوف بهدف الإصلاح وهم يتصدون بجرأة يحسدون عليها في طرح العديد من القضايا التي تهم المواطنين مع الإدارات الحكومية أو المصالح الأخرى سواء في القطاع العام أو الخاص ولم يعلم عنها المسؤولين إما لبعد مناطقهم أو لصغر مدنهم أو قراهم أو لعدم معرفة أهالي هذه المناطق بإمكانية حصولهم على هذه الخدمات، وكما ذكر الأمير سلمان «إن الصحافة تخدم المسؤولين لأنها عندما تقدم معلومة صحيحة وغائبة عن المسؤول فهي ترشده وتساعده على أداء عمله وعندما تقدم معلومة غير صحيحة فهي تعطي المسؤول فرصة لتصحيح ما قد يكون لدى الآخرين من انطباعات أو معلومات خاطئة».ويتطلع جميع القراء أن تخرج صحافتنا من عباءة الخوف والتقوقع الى ساحة النقد البناء الهادف إلى الإصلاح، وعندما تكون الصراحة والموضوعية هي وسيلة الكاتب فإنها تكون الطريق الأسهل والممر الآمن الى قلوب وعقول القراء لتأخذ موقعها المناسب لدى المسؤولين في إعادة النظر في الإجراءات التي تمت لتحقيق العدالة وإصلاح الأخطاء وبناء الثقة مع المواطن.ويجب على كل كاتب وصحفي أن يجعل مصلحة الوطن والمواطن هي الهدف الأسمى وأن تكون الأمانة المهنية الهادفة الى الإصلاح هي الديدن وأن ينطلق من قواعد مهنية سليمة مبنية على إلمام شامل بجميع جوانب الموضوع وما يتوافر حوله من معلومات حقيقية تساهم في عرضه بشكل يدفع المسؤول لتبنيه والبت فيه دون تردد ويجب أن نجعل الوطن هو هاجسنا الأول وأن نحلم بأن تحقق جميع وزارتنا وإداراتنا ومؤسساتنا وشركاتنا النجاح والتقدم الذي يأمله ولاة الأمر والمواطنين وأن نتبوأ القمة بين الدول وأن تكون مصلحة الوطن والمواطن أمانة في أعناق جميع المسؤولين.والله من وراء القصد. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |