بنظرات الانبهار والتعجب وبعد طول صبر وانتظار جئت لأكتب عن همومي وهموم بعض من هم بمثل همومي من جميع النواحي الاجتماعية والعاطفية وجميع المظاهرات التي تترك آثارها علينا من أفراد وجماعات.
اليوم وبينما أنا جالس لفت نظري أمر غريب شاهدته وسمعته فنفرت منه بحكم أننا نعيش في مجتمع مترابط يداً بيد وقلباً واحداً.
لقد شاهدت شخصاً في مكان عام يتلفظ على أحد الشيوخ الطاعنين في السن بألفاظ سيئة بدأت انظر إلى حال هذا الشيخ وإلى الشاب ووجدتني أعقد مقارنات اتمنى التوفيق فيها:
أولاً: لو ان هذا الشاب مكاني ورأى والده ينصب عليه السباب ماذا يفعل؟ طبيعي لن يرضى بهذه الفعلة وستكون ردة فعله حادة تجاه ما أصاب والده من اساءة.
ثانياً: هذا الشيخ حتى ولو كان مخطئاً فقد وجب على هذا الشاب مراعاة عامل السن والاحترام فهو في مقام الأب وعلينا مراعاة فوارق السن.
ثالثاً: أقول لهذا الشاب هل ستبقى شاباً إلى الأبد..؟
فلو جاء يوم والزمن يعيد نفسه ووجدت نفسك في مكان هذا الشيخ فماذا ستفعل بكل أمانة؟
فانظر إلى هذه المفارقات وهذه العجائب وحال هذه الدنيا، فوالله إنني لا أكتب هذا لأنه شد انتباهي وحسب ولكن للتذكير فقط بأن احترام الناس واجب، فالذي لا يكترث للناس ولا يحترم أحاسيسهم ومشاعرهم لا يرونه شيئاً، فلو تنازل هذا الشاب عن هذا الفعل لكان احسن ولكسب من الله الأجر وحصل من هذا الشيخ على الشكر والثناء وأيضا الدعاء.
ففي مجتمعنا بدأت تطفو بعض العادات السيئة التي لم تكن من قبل موجودة فلاحظنا أخلاقاً غريبة وعجيبة ومثيرة للدهشة والاستهجان لا تمثل أبداً أخلاق ابن البلد بالمعنى العام، ففيها عدم احترام للكبير وعدم اطاعة للوالدين وغيرها الكثير.
ومع ذلك لا يجب إغفال جانب مهم وهو أن هناك شبابا عكس هؤلاء فيهم الخير والبركة إن شاء الله، ندعو الله أن يكثر من أمثالهم وأن يجعلهم قدوة لبقية الشباب.
|