طمست الحرب على العراق معالم عديدة على طريق السلام إلى الدرجة التي يكاد معها أن يكون السلام العربي الإسرائيلي مبهماً بسبب اصرار البعض على تبني كامل الجهد وإبعاد الآخرين، رغم إسهامهم الواضح في تحركات السلام الأخيرة، لأنهم كانوا ضد تلك الحرب.
وبينما تتزايد بشكل لافت دعوات للانتقام في واشنطن من الحلفاء الأوروبيين الذين لم يؤيدوا الحرب الأمريكية ضد العراق فانه يُخشى أن تتضرر عملية السلام المعتمدة على خارطة الطريق من الدعوات الأمريكية لاستبعاد الآخرين بما في ذلك الأوروبيون من أي جهد دولي خير.
لقد ساهم الأوروبيون من خلال جهد رباعي دولي في إعداد خارطة الطريق التي تنص على وقف الهجمات الفلسطينية ووقف بناء المستعمرات اليهودية وإقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005م.
ان ابعاد الأوروبيين والانتقاص من اسهامهم في السلام يعني ان اللوبي اليهودي أو اليمين المحافظ المتغلغل في مفاصل الادارة الأمريكية قرر اختطاف هذه الخارطة والباسها ثوباً أمريكياً بمواصفات إسرائيلية.
ولن يفيد كثيراً ان يعمل الأمريكيون وحدهم في مهمة السلام المضنية والمعقدة، فإذا كان الإسرائيليون يطمئنون إلى عمل أمريكي منفرد باعتبار انه سيبعدهم عن أي ضغوط فإن الفلسطينيين والعرب بشكل عام يتطلعون إلى جهد دولي متكامل يقود عملية السلام ويشكل الضمانة لتطبيقها ويوفر الضغوط المطلوبة والتوازن الضروري في مقابل الانحياز الأمريكي لإسرائيل.
ان ما حدث في العراق يشجع كثيراً أولئك اليهود المتطرفين في واشنطن على تجيير التفوق العسكري الأمريكي والأحساس الطاغي بالانتصار لصالح اسرائيل من خلال التلويح بالقوة العسكرية الموجودة في المنطقة لفرض التنازلات على الجانب الفلسطيني، لكنَّ الفلسطينيين اثبتوا طوال تاريخ نضالهم انهم صامدون على الرغم من أنهم يواجهون بصورة يومية أعتى وأضخم آلة حربية في المنطقة.
|