* بغداد - عوض مانع القحطاني - تصوير - حسين الدوسري:
* من عرعر الى بغداد.. مسافة قطعتها قافلة الاغاثة السعودية براً.. متوجهة الى الشعب العراقي الشقيق.
مستشفى متنقل يرافقه نخبة من كبار الأطباء والفنيين من وزارة الدفاع والطيران ومن الحرس الوطني ومن وزارة الداخلية ومن وزارة الصحة والهلال الأحمر.
* المستشفى الميداني المتنقل يحتوي على كافة الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة من مختبرات وأشعة.. حافلات محملة بالأدوية وبالمواد الغذائية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
* انطلقت هذه القافلة صوب العراق قاطعة ما يقارب 500كم مروراً بالعديد من المدن العراقية وكانت هذه القافلة تحمل شعار المملكة.. وعندما دخلنا مدينة كربلاء أخذ الناس يحيون الاخوة السعوديين وسط ترحيب وسرور..
* كان المواطنون العراقيون في هذه المدن يمارسون حياتهم العادية والأسواق والمحلات التجارية فاتحة أبوابها وكان هناك بعض المواطنين العراقيين يسيرون الحركة المرورية وقد ساهموا مع القوات السعودية المرافقة لهذه القافلة في عبورها من هذه المدن الى بغداد.
* وصلت هذه القافلة الى كلية الصيدلة في جنوب بغداد وأخذت مباشرة في انزال حمولتها وخلال ساعات تم تركيب المستشفى الذي يحتوي على 40 سريراً وقد أحاط بالموقع الذي تتواجد فيه هذه القافلة مئات من العراقيين محيين هذه المبادرة الخيرة من المملكة.
* لم تمض ساعات إلا وأخذت عيادات هذا المستشفى تستقبل حالات من الجرحى والمرضى حيث أجري ما يقارب من عشر عمليات جراحية لعدد من الأطفال والرجال تعرضوا لانفجارات من الألغام الأرضية كما راجع المستشفى في اليوم الأول أكثر من 40 حالة يطلبون العلاج وتم علاجهم.
* وفي اليوم نفسه تمركزت عدد من الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية من دقيق وسكر وأرز وزيوت حيث تم توزيع ما يقارب من خمسة آلاف سلة غذاء في عدد من المواقع التي تم تحديدها من قبل جمعية الهلال الأحمر العراقي وجمعية الهلال الأحمر السعودي.
* تم تحديد ما يقارب من 6 مواقع في عدد من الأحياء وفي عدد من المساجد لتكون مكاناً لتوزيع هذه الاعانات وبالفعل تم وضع خطة عمل من قبل المسؤولين عن هذه الاغاثة ومن المسؤولين في جمعية الهلال الأحمر العراقي وتم تحديد مواعيد صرف هذه الاعانات وقد تم ذلك دون وقوع أي حوادث تذكر.
* لم تكتف هذه الحملة على توزيع المواد الغذائية أو علاج الجرحى والمرضى بل رافق هذه الحملة ما يقارب من عشر سيارات اسعاف سعودية مجهزة لنقل المرضى والمصابين من المستشفيات العراقية الى المستشفى السعودي وقد كان لها دور في نقل المرضى والمصابين حيث ساهمت هذه السيارات مع السيارات الموجودة لدى جمعية الهلال الأحمر العراقي في تسهيل عملية نقل المرضى والجرحى.
لم تكتف قيادة المملكة بتقديم العلاج والرعاية الصحية وتقديم الغذاء فقط بل أصدر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني توجيهاتهم الكريمة بتقديم 50 سيارة اسعاف مجهزة بأحدث الأجهزة الاسعافية وتقديمها الى جمعية الهلال الأحمر العراقي مساهمة من المملكة لهذه الجمعية لنقل المصابين والجرحى وسوف تصل هذه الهدية قريبا الى بغداد.
نقدر هذه المبادرة
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي د. جمال الكربولي: يكفينا فخراً ان تكون المملكة العربية السعودية أول بلد عربي يصل الينا ويقف معنا.. ودون شك هذه الحملة الاغاثية سوف تسهم معنا وبشكل كبير في علاج كثير من الحالات.. ونحن نقدر لقيادة المملكة هذا الشعور وهذه المبادرة.. كما ان انشاء هذا المستشفى وتقديم 50 سيارة اسعاف ليس بغريب على هذا البلد فقد وقف معنا في أمور كبيرة.
المواطنون العراقيون يرحبون بهذه المساعدات
وقد رحب المواطنون العراقيون من شيوخ ورجال ونساء وأطفال بالاخوة السعوديين وحيوا فيها الشعب السعودي.
وقالوا مرحباً بكم في بلدكم الثاني وان شاء الله نكون اخواناً متحابين ويداً واحدة ورفعوا أيديهم ملوحين بالتحية والاعجاب. وأخذ أفراد الحملة يوزعون بعض ما تطاله أيدهم من العصيرات والمياه والحلويات على الناس في الشوارع.
ويلاحظ أثناء سير القافلة وأثناء المشاهدة ان هناك قبولاً لوجود الاغاثة السعودية في العراق.
وأثناء مرور القافلة السعودية وسط المدينة رأينا بأن المدينة تعج بالناس والسيارات وان هناك زحاما شديدا وان معظم المحلات التجارية فاتحة أبوابها وان الحياة عادية.
إمام مسجد الشكور: نقدر للمملكة هذه المساهمة
وقال الشيخ اسماعيل الجناني إمام مسجد الشكور في بغداد الذي توزع فيه الاغاثة السعودية: إننا نقدر للشعب السعودي هذه المبادرة وان هذه المساعدات جاءت في وقت الاخوة العراقيون في حاجة لها وإننا سوف نتعاون مع الأشقاء في المملكة لايصال هذه المساعدات للمحتاجين من خلال تنظيم تم اعداده مع جمعيتي الهلال الأحمر العراقي والسعودي.
20 ألف سلة غذاء تصل للعراق
وقال ممثلو وزارة المالية والاقتصاد الوطني السعودي في حملة الاغاثة حسين بن سعد آل عمر وسعد بن منور العتيبي إن حكومتنا الرشيدة قد عمدت وزارة المالية بارسال ما يقارب من عشرين ألف سلة غذاء تحتوي على مواد تموينية وان هذه الكميات قد بدأ وصولها الى بغداد والبقية في طريقها.
الأمير خالد بن سلطان يتابع الحملة
ومنذ انطلاقة الحملة من المملكة وحتى وصولها الى بغداد يتابع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية وبتوجيه من سمو الأمير سلطان هاتفياً هذه الحملة حيث اطمأن سموه على سير العمل ووجه المرافقين بتذليل أي مصاعب والعمل على تقديم أفضل الرعاية الصحية لكل مواطن عراقي يلجأ الى هذا المستشفى حيث كان لهذه التوجيهات أثرها الكبير على نفوس العاملين جميعاً في هذه القافلة.
الحالة الأمنية
الحالة الأمنية في العاصمة بغداد بصفة عامة هادئة نهاراً.. الناس يتجولون في الشوارع على الأرجل.. وفي سياراتهم وحافلات النقل العام مليئة بالناس.. وفي الليل هناك حركة بسيطة والناس ملتزمون بالبقاء في بيوتهم والمحلات التجارية والمطاعم عاودت نشاطها وبشكل اعتيادي.
تسمع في الليل بين الحين والآخر اطلاق نار متقطع والناس يقولون ان اطلاق النار في الليل ليس مقاومة وإنما فرحاً بتشغيل الكهرباء في بعض الأحياء.
القوات الأمريكية منتشرة في الأحياء وتمركزت في بعض المدارس والمواقع العسكرية العراقية ودوريات مصفحة تجوب الشوارع في الليل والنهار.
لا يوجد أي خدمات هاتفية اطلاقا ومعظم المدينة تعيش في ظلام دامس باستثناء بعض المواقع المهمة وهناك جهود تبذل لاعادة التيار الكهربائي للأحياء.
أثناء تجولنا في المدينة وفي الشوارع والأحياء وعلى مداخل العاصمة ووسط المزارع شوهدت الدبابات والمدافع والعربات العراقية مدمرة بالكامل ويقدر عددها بالآلاف.
تقرأ على وجوه العراقيين خاصة المسؤولين منهم والمتعلمين والمثقفين فرحا وحزنا في آن واحد.. الفرح أنهم تخلصوا من نظام سابق كان يشكل رعبا.. والحزن أنهم يرون بلدهم بهذه الحالة.. وخائفون على مستقبل أبنائهم.. ولا يدرون كيف سيكون الوضع.
التغطية الاعلامية للحملة
قامت الشؤون العامة بوزارة الدفاع والطيران بتسهيل مهمة الوفد الاعلامي المرافق للحملة السعودية للاغاثة منذ انطلاقتها من الأراضي السعودية حتى وصولها الى بغداد حيث كان هناك جهود بذلها اللواء ابراهيم بن محمد المالك والعقيد محمد القرني لتسهيل مهمة هذا الفريق الاعلامي من كافة الوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة والمقرؤة وحتى عودتهم الى المملكة.
|