* الرياض - محمد الجبرين:
تجارة اجهزة الاتصالات شهدت في السنوات القليلة الماضية نموا وتوسعا كبيرين حيث تقدر استثماراتها بملايين الريالات نظرا لعائدها الربحي المجزي وهذا يفسر انتشار محلات بيع اجهزة الاتصالات في ارجاء المدن كما لم تشهده اي تجارة اخرى غير أنها لم تسلم من سيطرة العمالة الوافدة على السوق ما يضيق فرصة دخول الشباب السعودي للعمل في هذه التجارة المربحة.
والمتأمل في واقع محلات بيع اجهزة الاتصالات يجد اغلبها مليئاً بالعمالة الوافدة وهي التي تتحكم وتتصرف في كل شيء بدءاً بعملية البيع للزبائن واصدار الفواتير واستلام وتسليم النقود وانتهاءً بالتفاوض مع الموزعين وشراء البضاعة منهم مما يؤكد انهم يعملون لحسابهم الخاص وان هناك عملية تستر في السوق.
الجزيرة التقت ببعض الشباب السعوديين من التجار في محلاتهم وهم يحاولون جاهدين منافسة العمالة الوافدة حيث ابدوا لنا تذمرهم الشديد من سيطرة العمالة الوافدة على السوق وان هذه السيطرة تزداد يوما بعد يوم مؤكدين انها سببت وتسبب لهم خسائر كبيرة.
وطالبوا بسعودة هذه المحلات للقضاء على ظاهرتي التستر والغش التجاري التي يشهدها السوق وايجاد فرص عمل للشباب السعودي وكذلك القضاء على ظاهرة سرقة الهاتف الجوال حيث تجري عملية بيعه في هذه المحلات.
في اسواق المرسلات قابلنا في البداية الاستاذ ناصر الشمري وشريكه في المحل ماجد الرشيد اللذين عبرا لنا عن اسفهم من سيطرة العمالة الوافدة على سوق الاتصالات وقالا: إننا نجد صعوبة كبيرة في منافستهم وذلك لأن هذه العمالة الوافدة متكاتفة وتعرف بعضها بعضاً وتجد ان هذا العامل الوافد بعد فترة يأتي بأقاربه واصدقائه معه في المحل ونحن لا ندري هل تم استخراج تأشيرة جديدة له ام نقلت كفالته على نفس كفالة زميله ثم يصبح شريكاً له في المحل.
ونحن نقترح على المسئولين ايقاف استخراج التأشيرات او نقل الكفالات على محلات الاتصالات.
وقدر الشمري نسبة السعودة في محلات الاتصالات بحوالي 20% فقط.
ثم التقينا مع الشاب أحمد العيد وهو صاحب محل وقد وجدته متضايقاً ومحله غير مكتمل بالبضاعة فقال: إن جميع المحلات التي عن يميني وعن يساري تديرها العمالة الوافدة وهذا الشيء أضرَّ بي وسبب خسائر لي وانا اطالب المسئولين بفرض السعودة في محلات الاتصالات وانا متأكد من نجاح الشباب السعودي في الاتصالات كما نجحوا في اسواق الخضار واثبتوا وجودهم.
ثم قابلنا بعده الاستاذ بندر العيسى في محله الذي يملكه منذ اربع سنوات ويقول: «من وجهة نظري ان نسبة السعودة في محلات الاتصالات في حي المرسلات هي 15% فقط».
وهو يرى ان البيع في محلات الاتصالات مربح ومريح ولذلك نرى انتشار العمالة الوافدة فيها وحبهم لها حتى ولو كان غير متفرغ حيث ان بعضهم لا يأتي ولا نراه الا بعد المغرب وحتى الساعة الثانية عشرة ليلاً.
واطالب عبر «الجزيرة» بفرض السعودة في هذا النشاط وكذلك يجب سعودة مندوبي المبيعات للأجهزة والاكسسوارات وبطاقات الشحن فبسبب وجود العمالة الوافدة في مهنة مندوبي المبيعات فإنه كثر الغش والتزوير للاجهزة والاكسسوارات وبطاقات الشحن.
ثم اتجهنا لسوق الاتصالات بحي السويدي ووجدنا ان نسبة السعوديين مطمئنة نوعاً ما وافضل من اسواق المرسلات فقد التقينا في البداية مع الاخ سعد الضرغام وهو خريج الكلية التقنية ولم يجد وظيفة حتى الآن ويعمل في محل والده وقد قال: «ان السعوديين هنا ولله الحمد نسبتهم مطمئنة وذلك بحكم ان الشباب السعوديين الذين يوجدون هنا يشجعون بعضهم بعضاً لذلك نجدهم يتحمسون ويأتون حتى ولو كانوا متعاونين معنا». وينصح الشباب السعودي بالعمل في محلات الاتصالات لان العمل فيها مريح ومربح.ثم الطالب هشام الصفيان وهو طالب في جامعة الملك سعود حيث قال بأنه يأتي الى محل قريبه لمساعدته في الاجازات واوقات الفراغ ويرى ان العمل في محلات الاتصالات عمل ممتاز ومربح وقال: «إنني ان شاء الله بعد التخرج من الجامعة سأفتح محلاً خاصاً للاتصالات خاص بي واتفرغ لادارته وتكوين علاقات اخوية مع الزبائن».
«الجزيرة» استطلعت رأي وزارة التجارة في هذه الظاهرة حيث اوضح د. عبدالعالي بن ابراهيم العبدالعالي مدير مكافحة الغش التجاري بوزارة التجارة ان الوزارة قد استشعرت وجود العمالة الوافدة التي تقوم بممارسة النشاط التجاري في مجموعة من الانشطة التجارية ومن ضمنها محلات الاتصالات واتضح ان من نتائج الجولات انتشار ظاهرة التستر التجاري وكذلك انتشار ظاهرة الغش التجاري في محلات بيع الاجهزة والاكسسوارات والتي تقوم بها العمالة الوافدة وقد قمنا بضبط العديد من الاجهزة المخالفة وعليه فقد قامت الوزارة بالكتابة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية لدراسة احلال السعوديين محل العمالة الوافدة في هذا القطاع وذلك للتخلص من ظاهرة التستر والغش التجاري.
|