* موسكو - سعيد طانيوس:
تواجه عملية اصلاح القوات المسلحة في روسيا صعوبات وتعقيدات جمة غير منتظرة لأن دعاة الاصلاح لم يأخذوها في الحسبان عند وضعهم خطط تحويل الجيش الروسي من جيش يعتمد على الخدمة الالزامية في الأساس إلى جيش يقوم عديده على التطوع التعاقدي الذي لم تتمكن الحكومة الروسية حتى الآن من تأمين الاعتمادات الكافية له التي بإمكانها ان تجذب الشباب الروس إلى الالتحاق بصفوف الجيش لذلك قررت وزارة الدفاع الروسية الآن ولأول مرة منذ استقلال روسيا عن الاتحاد السوفييتي السابق فتح باب التطوع في الجيش الروسي أمام مواطني رابطة الدول المستقلة التي انبثقت دولها عقب انهيار الاتحاد السوفييتي.
وقدر وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف مجموع النفقات المطلوبة لانتقال القوات المسلحة وغيرها من الأجهزة العسكرية الأخرى في روسيا إلى نظام التعاقد بحوالي 130 مليار روبل (أكثر من 4مليارات دولار) وقال إن النفقات الأساسية ستخصص لدفع رواتب العسكريين وبناء وإعادة تأهيل المباني السكنية مما يعني ان هذه النفقات لا تشمل تحديث الأسلحة والمعدات العسكرية التي يستخدمها الجيش الروسي منذ العهد السوفياتي والتي أصبحت متقادمة.
وأعلن إيفانوف انه سيتم خلال الفترة مابين الأعوام 2004 و 2007 تحويل 200 قطعة ووحدة عسكرية روسية إلى نظام خدمة التطوع أي ما مجموعه 176 ألف عسكري وصف ضابط.
وأوضح أنه في إطار خطط الاصلاح المقررة سيتم تحويل 91 وحدة من القوات المسلحة و79 قطعة من المشاة و7 وحدات من مشاة البحرية وخمسة ألوية من قوات وزارة الداخلية و29 قطعة من قوات سكك الحديد إلى نظام التطوع التعاقدي وأضاف حتى أواخر العام 2007 يجب ان تتحول إلى نظام خدمة التطوع جميع القطعات والوحدات المفترض بها تأدية خدمتها بجهوزية دائمة معتبرا ان مثل هذه الخطوة ستتيح التقدم كثيرا إلى الهدف الرئيسي المتمثل بإنشاء جيش قادر على القتال وتلبية جميع متطلبات القرن الحادي والعشرين.
وفي إشارة ضمنية إلى إعراض الشباب الروس عن التقدم للتطوع في صفوف الجيش قال ايفانوف انه سيصبح من الممكن قبول النساء في الخدمة العسكرية التطوعية لدى القوات المسلحة في روسيا لكنه أضاف أنه لأجل قبول النساء المتطوعات يتوجب تغيير القوانين الحالية لجهة حماية الأسرة والأمومة والطفولة لأن النساء المتطوعات يجب ان لا يتميزن هنا عن الرجال حسب كلامه.
|