* القاهرة - مكتب الجزيرة - محيي الدين سعيد- أحمد سيد:
أكد اللواء متقاعد محمد علي بلال قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية ان العراق قد خرج إلى أمد غير معلوم من حساب القدرات العربية بالكامل وان احتلاله قد أدى إلى عدم وجود أي توازن للقوى في منطقة الشرق الأوسط وللدول العربية في مواجهة إسرائيل بالذات قال بلال في ندوة نظمها المنتدى الثقافي المصري حول تداعيات العدوان على العراق الشهيرة بأنه سيحرق إسرائيل ومشيرا في نفس الوقت ان صدام حسين كانت له اخطاؤه الضخمة والشنيعة وذكر بلال أن صدام حسين طلب الانسحاب من الكويت في عام 1991 لكنه واجه تعنتا وشروطا قاسية من الجانب الأمريكي ومنها الاشتراط بترك اسلحته الثقيلة والتهديد بتوجيه ضربة عسكرية إليه حتى لو فعل ذلك أنه لا يجزم بسبب ما وصفه بالموقف الدراماتيكي الذي حدث في العاصمة العراقية بغداد بشكل مفاجئ الا انه ارجح تعرض الرئيس العراقي صدام حسين للقتل اثناء وجوده مع ولديه في حي المنصورة ووصول معلومات للقوات الأمريكية بوجودهم في منزل مما أدى إلى تعرض هذا المنزل إلى الدك بقنابل هدمت البيت تماما ونزلت اسفله إلى عمق 5 امتار وقال ان هذه القنبلة اقوى من القنبلة الذرية مشيرا في نفس الوقت إلى ان دخول القوات الأمريكية بسهولة إلى ميدان التحرير والفردوس وفي المنطقة التي كان بها فندق فلسطين التي يوجد بها الصحفيون يكشف على ان اتفاق ما قد جرى بين القوات الأمريكية والقيادة في هذه المنطقة ودخول القوات الأمريكية إليها بسلاسة وقال اللواء بلال ان الاعلام ساعد في تخيل الناس ان بغداد تعرضت لانهيار سريع حيث جعل الناس تنتظر مقاومة كبيرة في بغداد واغفل الجميع ان بغداد تتعرض للضرب من اليوم الاول للحرب ولمدة 21 يوما حيث تعرضت العاصمة العراقية لوسائل دك وتدمير لا يمكن تخيلها في حين تصور الناس ان بغداد لم تتعرض للضرب سوى ليوم واحد أو يومين ثم سقطت. وقال ان بغداد تعرضت طيلة 21 يوما لقصف جوي وصاروخي فيما يسمى بتليين الدفاعات مما ادى إلى تأثيراته السلبية من النواحي العسكرية والمعنوية للجنود العراقيين.
وأضاف بلال ان الاعلام صور للناس ان بغداد سقطت بسرعة في حين ان الذي سقط كان ساحتين فقط هما التحرير والفردوس مشيرا إلى ان شكل دخول القوات الأمريكية لها بين الساحتين يحتاج للتحليل وفسر ذلك بان الدبابات والعربات الميكانيكية الأمريكية وكذلك افراد الجنود الأمريكيين دخلوا هاتين الساحتين بدون تشكيل قتال ولم يواجهوا اية مقاومة رغم الاعلان قبلها من ان ضرب فندق فلسطين الذي يقيم به الصحفيون المستقلون وغير المصاحبين للقوات الأمريكية يرجع إلى وجود مقاومين بداخله وحوله مرجحا ذلك إلى اتفاق بين الأمريكيين وقادة هذا الجزء من بغداد ادى إلى الدخول السهل واستغلال ذلك في دعاية كبيرة بالاعلان عن سقوط بغداد رغم انها لازالت تقاوم حتى اليوم واشار إلى دور للقوات الخاصة الأمريكية والعملاء الذين تم دفعهم قبل المعركة إلى بغداد مدللا على ذلك بتوجيه القوات الأمريكية اربعين صاروخا على منطقة في بغداد وقالت القوات الأمريكية انها وصلت معلومات ان صدام حسين موجود بها مؤكدا ان هناك من يراقب تحركات القيادة السياسية والعسكرية العراقية لاصطيادها بما يبرر عملية السقوط السريع لجزء من بغداد.
وذكر اللواء بلال ان الجيش العراقي اتخذ قرارا حكيما في بداية الحرب حيث عرف قدر امكانياته امام القوة الاعظم في العالم فترك الصحراء الواسعة ووقع داخل المدن واستعد للقتال فيها خاصة مع عدم وجود غطاء جوي له لكنه اشار إلى ان الجيش العراقي ارتكب خطأ استراتيجيا كبيرا بقيامه بهجوم مضاد على مطار صدام الدولي رغم انعدام الاهمية العسكرية لهذا المطار سواء بالنسبة له أو للقوات الأمريكية وعدم امكانية استخدامه مشيرا إلى ان القوات الأمريكية استغلت عملية الاستيلاء على المطار في عملية دعائية كبيرة حيث لم تكن القوات الأمريكية والبريطانية قد حققت حتى هذا اليوم أي نصر يمكن لها به مواجهة ضغوط الرأي العام والضغوط السياسية والاعلامية في بلادها حول ما حققته الحملة العسكرية على العراق واضاف انه في هذا اليوم اندفعت قوة صغيرة أمريكية دخلت إلى مدرج مطار صدام وتم الاعلان عن الاستيلاء على المطار واحاطة ذلك بها لة اعلامية ضخمة ادت إلى تأثر الجانب العراقي بها وتعامل معها على انها موضوع كرامة واعلن الصحاف وقتها ان الجانب العراقي سيقوم بعملية غير عسكرية ليليلة لتحرير المطار استطرد اللواء بلال مشيرا إلى ان الجانب العراقي قام بالفعل بهذه العملية التي اعلن عنها الصحاف لكنه العراق خسر فيها كثيرا حيث هاجم المطار بمشاة متسليين اعتمادا على الليل لكن اجهزة الرؤية الليلية المتقدمة جدا لدى الجانب الأمريكي كشفت المتسليين وادت إلى تدميرهم تماما مما كان له تأثيره السلبي على الدفاعات في بغداد من الناحية النفسية والمعنوية.
وقال اللواء بلال انه كان على الجيش العراقي ان ينتظر داخل بغداد ولم يكن في حاجة إلى مهاجمة القوات التي استولت على المطار لأن هذا الهجوم لم يستفد به سوى الأمريكان وكان بدون طيران وأي جيش بدون طيران لا يستطيع القتال واستبعد اللواء بلال وجود صفقة ادت إلى انهاء الوضع في بغداد إلى ما انتهى إليه وأرجح وجود خيانة من بعض الضباط في قطاع واحد من بغداد ودعا إلى عدم اغفال حق الجيش العراقي في الاشارة لصموده في المدن العراقية لمدة 21 يوما بشكل يفوق امكانياته بكثير وقال ان الجيش العراقي دافع عن البصرة والناصرية وام القصر والكوت ولا يمكن القول بانه لم يدافع عن العراق مشيرا إلى ان كل منطقة بالعراق كان بها من القوات المسلحة ما يكفيها للدفاع عنها. وقال اللواء بلال ان هزيمة العراق كانت مؤكدة ولا بد ان نقنع جميعاً بذلك للفارق الهائل في القدرات والامكانيات وفرق اللواء بلال بين موقف كل من اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والرئيس العراقي صدام حسين وقال ان الاخير حصل على تعاطف معظم القوات العربية ولو تم القبض عليه ومحاكمته فان ذلك كان سيجعله بطلا عظيما امام هذه الشعوب.
|