كل يوم يمرُّ يحمل جديداً في الحرب الأمريكية البريطانية على العراق، بل حتى مسميات تلك الحرب أخذت تكتسب أسماء جديدة:
حرب الغزو على العراق.
الحرب الأمريكية البريطانية على العراق.
معركة حرية العراق.
حرب الخليج الثالثة.
حرب الصفقات المريبة.
وأخيراً وليس آخراً، حرب المسرحيات الهوليوودية فالذي يحصل للقيادة العراقية السابقة، وتتابع فصول سقوطهم في قبضة القوات الأمريكية، و«استسلامهم» يثير مجموعة اسئلة عن الكيفية التي تم بها القبض على هؤلاء القادة السابقين، او استسلامهم.
حتى الآن قبض الأمريكيون او استسلم من القيادة العراقية السابقة اثنا عشر مسؤولاً، ولأن هؤلاء القادة يعتبرون «صيداً ثميناً» وان نصف الحرب الدائرة في العراق هي حرب إعلامية، فالسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تُسجل لحظات القبض، أو استسلام هؤلاء المقبوض عليهم..؟!!
ألا يعد القبض على طارق عزيز، وسائر الوزراء الآخرين نصراً يعزز الانتصار الأمريكي..؟! أم أن الصحفيين وكاميرات التليفزيون المتواجدة بالآلاف مشغولون بمتابعة طقوس الشيعة ..؟!
وحده الفريق عامر السعدي المستشار العلمي للرئيس السابق صدام حسين جرت عملية استسلامه تحت أنظار الإعلام، وحتى هذه التغطية الإعلامية لا دخل فيها للأمريكيين، إذ إن زوجة الفريق السعدي الألمانية الجنسية اتصلت بفريق تلفزيوني يتبع إحدى محطات التليفزيون الألمانية وطلبت منهم الحضور إلى منزل الفريق السعدي حيث تم تصوير عملية الاستسلام وبثتها المحطة الالمانية وعنها نقلت باقي المحطات، أما الأحد عشر مسؤولاً عراقياً فجرى القبض عليهم أو استسلامهم في الخفاء دون وجود للصحفيين، وكاميراتهم، رغم أن التصوير والتغطية الإعلامية تخدم الحملة العسكرية الأمريكية..؟!
الواقع أن المحللين السياسيين يتداولون عدة أسباب وأهداف أمريكية منها:
1- أن عمليات القبض أو الاستسلام تمت بسرعةوفي أوقات لا يمكن فيها استدعاء الصحفيين.
2- أن هؤلاء المسؤولين العراقيين مقبوض عليهم أصلاً ومعهم آخرون ضمن المئتي مسؤول الذين تضمهم القائمة الأمريكية، التي لم يكشفوا منها سوى خمسة وخمسين، ربما لأن «ورق اللعب» لا يحوى سوى خمس وخمسين صورة. وأن الأمريكيين يكشفون عنهم الواحد بعد الآخر لأهداف سيكلوجية من أهمها إسقاط هالة القيادة السابقة، وعدم منحم صفة «الشهادة» والنضال.
ويقول أصحاب هذا الرأي إن الأيام القادمة ستُظهر أسماء جديدة من المقبوض عليهم، دون توضيح صورة القبض او الاستسلام.
3- القيادة العسكرية الأمريكية ومعها المستشارون السياسيون ورجال الاستخبارات الأمريكية، لا يريدون حرق جميع افرادالقيادة العراقية وخاصة القيادات الثانوية، وهم رغم القبض عليهم فإنهم يدّخرونهم كورقة توازن سياسي في عراق المستقبل.
4- بعد مسلسل القبض والاستسلام التدريجي للقيادات العراقية، يتم الكشف عن سيناريو التخلص من صدام الذي رغم كل التأكيدات الأمريكية والبريطانية بوجوده في بغداد، فإن كل الوقائع والدلائل تشير إلى مقتله، ولكن الامريكيين لا يريدون أن يصوره اتباعه بأنه شهيد الاحتلال الأمريكي.
|