* معسكر السيلية بغداد واشنطن الوكالات:
أعرب بعض سكان بغداد عن اعتقادهم ان استسلام طارق عزيز نائب رئيس الوزراء في نظام صدام حسين قد يشجع مسؤولين آخرين في النظام السابق على الاستسلام، بينما تركت هذه الخطوة صدام وحيداً يعاني العزلة مع ولديه.
وقد أفادت أنباء أمس ان طارق عزيز قد استسلم ولم يعتقل حسبما ذكرت أنباء مساء الخميس.
وقالت متحدثة باسم القيادة الأمريكية الملازم ايفون لوكسون «لقد سلم نفسه ليلاً للقوات الانجلو أمريكية»، بدون ان توضح مكان اعتقاله.وقد رحب المواطنون العراقيون العاديون باستسلام طارق عزيز وقالوا ان استسلامه يظهر انه إذا كان الرئيس العراقي صدام حسين ما زال على قيد الحياة فإنه يكون قد أصبح وحيداً.
وقال محمد حارث وهو بائع متجول بدأ يزاول عمله في شوارع بغداد في ساعة مبكرة من صباح الجمعة «استمعت إلى هذه الانباء الطيبة صباح اليوم، هذا دليل آخر على ان صدام انتهى، إذا استسلم عزيز للامريكيين فمن الذي مازال مع صدام؟».
وأضاف «انه وحيد مع حفنة من الناس بينهم ولداه».
وبالرغم من ان الهزيمة التي ألحقتها الولايات المتحدة بنظام صدام شاملة فإن العديد من العراقيين العاديين ما زالوا يستوعبون اختفاء زعيم هيمن على حياتهم لمدة ثلاثة عقود ويحرصون على معرفة كل دليل على انه لا يمكن ان يعود.
وأهل بغداد الذين حرموا من الصحف منذ سقوط النظام القديم وبدون إذاعة عراقية يعتمدون في تلقي الأخبار على تناقل الأخبار شفهيا وعلى الإذاعات العالمية لمعرفة أخبار اعتقال أقرب رجال صدام وأكثرهم شهرة.
وبالنسبة لهم كان عزيز أكبر صيد أمكن للامريكيين التوصل إليه في نظام صدام حتى الآن وان كان تم اعتقال شخصيات عامة أقل شهرة في قائمة المطلوبين لكنهم أعلى مكانة.
وقال علي وهو مواطن آخر من سكان بغداد «عزيز كان ومازال أهم شخصية أمسك بها الامريكيون». وقال «لقد كان شخصية مهمة جداً لصدام».
وقال مسؤول امريكي كبير لصحيفة واشنطن بوست ان عزيز سأل الامريكيين بشأن ما الذي سيحدث له وهو رهن الاحتجاز لديهم قبل ان يسلم نفسه.
وأعرب بعض العراقيين عن شكوكهم في ان استسلامه سيهز صدام نفسه إذا كان ما زال على قيد الحياة، غير انهم قالوا ان الشخصيات الأخرى الأقل أهمية في قائمة المطلوبين ربما يجدون تشجيعاً في أن يحذوا حذو عزيز ويخرجون من مخابئهم.
وقال مثنى وهو سائق سيارة أجرة «سوف ترون ان هذا سيجعل الكرة تدور». وأضاف «والآن الوزراء سيسلمون أنفسهم، لكن هذا لن يؤثر على موقف صدام».
وأضاف «لن تهتز شعرة واحدة في رأسه بسبب ذلك».
وقال «هؤلاء الناس الوزراء لا يعرفون أي شيء عن أماكن وجوده (صدام) وهو نادراً ما سألهم عن آرائهم».
ويشعر السائق ان عزيز كان من الشخصيات المحبوبة بدرجة أكبر لدى المواطن العراقي العادي من بين المقربين من صدام. وقال «يداه غير مخضبتين بالدماء». وعزيز من أشهر الشخصيات المعروفة في المحافل الدولية.
وكان المتحدث اللبق باسم صدام قبل الغزو الامريكي للعراق يوم 20 مارس آذار ولعب دوراً دبلوماسياً بارزاً أثناء حرب الخليج في عام 1991 عندما كان وزيراً للخارجية.
وقد استغل عزيز إجادته للغة الانجليزية ومهاراته التفاوضية القوية ليصبح أكثر المسؤولين العراقيين شهرة في العالم الغربي بعد صدام نفسه.
وكان له وضعه الفريد بين معاوني صدام إذ انه مسيحي ليس له صلات بعشيرة التكريتي السنية التي شكلت العمود الفقري لحكم صدام.
وقال المسؤول الامريكي ان عزيز «ربما ليس لديه معرفة محددة بأماكن إخفاء أسلحة الدمار الشامل لكنه ربما لديه معرفة عامة ببرنامجهم لأسلحة الدمار الشامل».
وكان عزيز قد أكد انه يفضل الموت في معركة طويلة دامية مع الولايات المتحدة عشية الحرب. ويعتقد ان ثلاثة من المطلوبين في عداد القتلى.
وكان صدام نفسه هدفاً لغارة جوية امريكية على ضاحية في بغداد في السابع من ابريل نيسان الحالي قبل يومين من اجتياح القوات الامريكية للعاصمة العراقية. ومازال مصير صدام هو وولداه عدي وقصي غامضاً.
وقال وزير بريطاني هذا الأسبوع ان صدام ما زال على الأرجح على قيد الحياة ويختبئ في مكان ما في العراق.
وقد أشادت بريطانيا بالاعلان عن اعتقال طارق عزيز معتبرة هذا الامر بمثابة «تطور مرحب به»، حسب ما أعلن متحدث باسم رئيس الوزراء توني بلير.
وجاءت أنباء سقوط عزيز في أيدي القوات الامريكية قبل قليل من عودة الرئيس الامريكي جورج بوش إلى البيت الأبيض من رحلة إلى اوهايو.
وعند عودته استفسر الصحفيون من بوش عن مصير عزيز فاكتفى بان ابتسم ورفع ابهامه بعلامة النجاح.
وأصبح عزيز البالغ من العمر 67 عاماً الشخصية الثانية عشرة في الدائرة الضيقة للمحيطين بصدام الذين يخضعون لسيطرة الولايات المتحدة من أصل تبحث عنهم في حين قتل المسؤول ال 13 في عملية قصف.
وإليكم الأسماء حسب أهميتها على لائحة وزارة الدفاع الأمريكية التي تتضمن أسماء 52 مسؤولاً من أصل الشخصيات ال 55 الذين تم نشرهم في ورق لعب «كوتشينة»:
- علي حسن المجيد الملقب بعلي الكيماوي: مستشار الرئيس صدام حسين، المسؤول العسكري عن المنطقة الجنوبية. «ملك بستوني، رقم خمسة»، قتل في عملية قصف.
- مزاحم صعب الحسن: قائد القوة الجوية، «ملكة ديناري، رقم 10».
- محمد حمزة الزبيدي: عضو سابق في مجلس قيادة الثورة، شغل منصب نائب رئيس الوزراء، «ملكة بستوني، رقم 18».
- زهير طالب عبد الستار: مدير الاستخبارات العسكرية، «سبعة قلب، رقم21».
- سمير عبد العزيز النجم: مسؤول عن قيادة حزب البعث في المنطقة والعاصمة بغداد. «أربعة سباتي، رقم 24».
- جمال مصطفى عبد الله: مسؤول مساعد في مكتب الأعمال العشائري. « تسعة سباتي، رقم 40».
- طارق عزيز: نائب رئيس الوزراء وعضو مجلس قيادة الثورة. «ثمانية البستوني، رقم 43».
- حكمت ابراهيم العزاوي: نائب رئيس الوزراء وزير المالية. «ثمانية ديناري، رقم 45».
- محمد مهدي صالح: وزير التجارة. «ستة قلب، رقم 48».
- وضبان ابراهيم الحسن: مستشار في ديوان الرئاسة، الأخ غير الشقيق لصدام. «خمسة بستوني، رقم 51».
- برزان ابراهيم الحسن: مستشار في ديوان الرئاسة، الأخ غير الشقيق لصدام. «خمسة سباتي، رقم 52».
- همام عبد الخالق عبد الغفور: وزير التعليم العالي والبحث العلمي. «أربعة قلب، رقم 54».
- عامر حمودي السعدي: مستشار ديوان الرئاسة للشؤون العلمية. «سبعة ديناري، رقم 55». سلم نفسه للجيش الأمريكي.
|