* بكين - سيول - الوكالات:
في محاولة مستميتة من الجانب الصيني لإنقاذ المحادثات الثلاثية التي استضافتها بكين على مدار اليومين الماضيين.. عقد وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينج أمس الجمعة اجتماعين منفصلين مع الوفد الكوري الشمالي برئاسة لي جون نائب مدير إدارة الشئون الأمريكية بالخارجية والوفد الأمريكي برئاسة جيمس كيلي مساعد وزير الخارجية لشئون آسيا والباسيفيك بهدف التقريب ما أمكن من مواقف البلدين شديدة التباين بشأن الأزمة النووية في كوريا الشمالية.
ولم تنجح الدبلوماسية الصينية سوى في جمع الوفدين إلى جولة ثالثة وأخيرة مقتضبة لم تستغرق أكثر من نصف ساعة فقط «وصفت بأنها صراع الأقوياء» تبادل خلالها الطرفان الاتهامات بسوء النوايا والتهديد والابتزاز.
لقد اعترف الوفد الكوري صراحة بامتلاك أسلحة نووية وبأنه سيمضي قدما في تطويرها ما لم يحصل على ضمانات أمنية واقتصادية من واشنطن تؤكد بأنه لن يلقي ذات المصير العراقي، وذهب إلى أبعد من هذا مطالباً الولايات المتحدة بفتح منشآتها النووية أمام فرق التفتيش الدولية قبل أن تقدم بيونج يونج على خطوة مماثلة وتعيد فتح منشآتها أمام التفتيش.
من ناحيته أكد الوفد الأمريكي رفضه المطلق للخضوع لدائرة الابتزاز الكورية المفرغة وأمر جيمس كيلي أعضاء الوفد بمغادرة القاعة فوراً معلنا إنهاء المحادثات مع الابقاء على كافة الخيارات مفتوحة أمام بلاده لتسوية تلك الأزمة وإن لم يذكر صراحة كلمة «الخيار العسكري».
ويرى المراقبون أن أقصى التنازلات التي كان يمكن لكوريا الشمالية أن تقدمها بصدد تلك القضية قد قدمتها بالفعل ممثلة في قبولها «تحت ضغوط صينية» بعقد محادثات ثلاثية أو متعددة الأطراف خلافاً لما كانت ترغب فيه من أن تكون تلك المحادثات ثنائية.. وهي في ذلك تتصرف وفقاً لخطوات محسوبة بدقة بعد أن حصلت على ضمانات من دول الجوار «وفي مقدمتها الصين» عدم إفساح المجال أمام واشنطن لمهاجمتها عسكرياً.
وقد أعربت فو ينج مدير إدارة شئون آسيا بالخارجية الصينية عن الأسف الشديد لما آلت إليه المحادثات مؤكدة أن بلادها كانت تعقد أمالاً كبيرة على إسهام تلك الخطوة في نزع فتيل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية فيما أكدت في الوقت ذاته اعتزام بلادها مواصلة المساعي الدبلوماسية لانهاء تلك الأزمة سلمياً وإن رفضت الافصاح عن طبيعة الخطوة التالية.
وقال مسؤول في الحكومة اليابانية ان جيمس كيلي مساعد وزير الخارجية الامريكي أبلغ اليابان ان مفاوضاً من كوريا الشمالية قال في محادثات جرت في العاصمة الصينية بكين ان الدولة الشيوعية تملك أسلحة نووية. وقال المسؤول الياباني «اتصل كيلي بيابوناكا وأبلغه ان نظيره الكوري الشمالي لي جون قال ان كوريا الشمالية تملك أسلحة نووية».
وكان المسؤول يشير إلى ميتوجي يابوناكا مدير عام شؤون آسيا والمحيط الهادي في وزارة الخارجية اليابانية.
وأعلنت كوريا الشمالية أمس الجمعة انها عرضت «مقترحات جديدة وجريئة» خلال محادثاتها النووية مع الولايات المتحدة لكنها لم تستمع إلى شيء جديد من واشنطن.
وقالت مصادر الإدارة الامريكية ان كوريا الشمالية أبلغت الولايات المتحدة خلال محادثات في الصين ان بيونج يانج تملك أسلحة نووية وهو ما اشتبه فيه المسؤولون الامريكيون منذ زمن.
ولم تشر وزارة الخارجية الكورية الشمالية في تعليقات نقلتها وكالة الأنباء المركزية للأسلحة النووية. ولم تكشف أيضا عن ماهية مقترحاتها الجديدة لكنها قالت ان المسؤولين الامريكيين تمسكوا بمواقف سابقة وتجنبوا مناقشة أي «قضايا أساسية» في إشارة فيما يبدو للضمانات الأمنية التي تطالب بها بيونج يانج.
|