يقولون إن «السلطنة» هي وصول الفنان الغنائي إلى قمة تألقه في الغناء وهو في أفضل حالاته «الصوتية»، إلا أن هذه الكلمة أصبحت متداولة هذه الأيام بشكل لافت للنظر على صدر الصفحات والمجلات الفنية في وصف غناء بعض الفنانين «مجازاً» ربما تردد صداها أكثر من كلمة «علوج» التي اتحفنا بها وزير الإعلام العراقي «الهارب» من جحافل الذين أطلق عليهم هذا اللقب «الثوري»..
كثيراً من الفنانين يعتبرون أنفسهم «يسلطنون» وكثير منا يعرف «حقيقتهم» وربما كانت كذبة وصدقها البعض أن الصراخ على خشبة المسرح أو تسجيل أغنية واحدة في استديو قد يستغرق ثلاث ساعات أو أربع هو «سلطنة». هنا أسأل سؤالاً ظل يسيطر على تفكيري طويلاً وأعدكم أنه لن يبرح ذهني الفترة القادمة. من الذي كذب على بعض «الشباب» الفنانين وقال لهم إنكم فنانون.. ومن الذي كذب على الجماهير.. وكذب على نفسه..
لماذا سمحنا لهم بالدخول في دائرة الضوء التي هي أحوج ما تكون لمن يستحقها.. لماذا جاء اقتحامهم للساحة على حساب من هم أفضل منهم؟!
فمثلاً هناك بعض الأصوات سواء هنا في المملكة أو الخليج تصيب المستمعين «بالتلوث السمعي» الذي يحتاج لعلاج طويل جداً قد لا يشفى من آثاره إلا بعد فترة ليست بالقصيرة بعد علاج طويل.
هنا المشكلة التي بدأها من كانوا قبلنا وبدورنا سنواصل المضي بها وسنسلمها بلا شك لمن يأتون بعدنا.. دونما «حل» يتبناه أحد.
الساحة الغنائية «تعج» بأشباه الأصوات ولا مجال لذكر أسماء محددة بعينها لأنني لو ذكرت اسماً معيناً فلا بد من ذكر جميع الأسماء التي لا تستحق البقاء ساعة واحدة وما أكثرهم. ولعل الجميع يعرف بعض الأسماء التي لي فيها رأي «معروف».
شركات الانتاج هي الأخرى تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية وهي التي «تفرخ» لنا كل يوم صوتاً معتمدة في المقام الأول على الإمكانات «الشكلية»التي يتمتع بها الفنان «المقلب» أو الفنانة «مجازاً» دون النظر في الصوت الأحق بالنظر.
هذه الأصوات التي تطاردنا في الإذاعات والتلفزيونات والصحف والمجلات ..و..و.. وهي بلا شك نتيجة حتمية لما تعيشه الساحة من تخبط واضح أدى إلى استشراء داء «السرطان» الغنائي في جسد الساحة فأضحى أصحاب المواهب الجميلة والإمكانات المتعددة «منبوذين» ولا يستمع لهم إلا النخبة من المستمعين.. بينما «أشباه» الفنانين هم المسيطرون والغلبة لهم.. إلا أنهم سيسقطون.. «يوماً ولو طال».
إيقاع القلب
يا بعد هالدنيا.. ليه؟
صاحبك تقسى عليه
اللي أهدى لك حياته
وانت مستكثر.. تجيه
| 
