** وأخيراً
انتهت المشكلة المزمنة على الرغم من بساطتها وقلة تكلفتها.
تلك هي الحرج الكبير الذي يقع فيه الناس الذين يذهبون إلى المقبرة بالرياض لدفن موتاهم!.
كان حفارو القبور يقفون عند القبر بجانب أقارب الميت المفجوعين أبا كان، أو ابنا، أو أخاً ينتظرون انتهاء الدفن، وأحياناً يوقفوهم عند باب المقبرة من أجل أخذ قيمة حفر القبر الذي هو بحدود «30» ريالاً!!وتصوروا أن المفجوع وقتها لانشغاله قد لا يكون بجيبه نقود، وكم حصل من الألم والإحراج وأقارب الميت مشغولون بما هو أكبر.. وربما لو لم يتدخل أحد المشيعين ويدفع قيمة حفر القبر لرفض حافر القبر السماح لهم بدفن ميتهم!
الآن انتهت المشكلة بفضل الله ثم بجهود موفقة وصامتة بذلها سمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين مدينة الرياض جعل الله أجر هذا العمل المبارك لولاة الأمر، ولهذا المسؤول الكريم الذي وفقه الله لحل هذه المشكلة التي كما قلت على بساطتها وقلة تكلفتها ظلت طوال السنين الماضية دون حل، حتى أن الإنسان يستغرب - كما كتبت حول هذا الموضوع في مرات سابقة - متسائلاً هل تعجز الدولة عن دفع هذا المبلغ الزهيد «حوالي 30 ريالاً» قيمة الحفر كآخر إنفاق يتم تقديمه للمواطن أو المقيم وهي التي تبذل وتنفق على الواحد منا عشرات الآلاف منذ إشراقته على هذه الدنيا تعليماً وصحة وطرقاً وخدمات عديدة.
***
** بقيت مشكلة الزحام والتأخر في الوصول إلى المقبرة الرئيسية بالرياض «مقبرة النسيم» نظراً لبعد جامع الراجحي عن المقبرة، ولا أدري متى تبدأ الصلاة على الأموال في الجامع المقابل لمقبرة النسيم، الذي طال انتظار الناس له، ولعل وزارة الشؤون الإسلامية تبادر إلى خطوة عاجلة في تذليل أية عقبة أمام أداء الصلاة على الأموات في هذا الجامع تخفيفاً على الناس.
***
** وأخيراً، أشير إلى موضوع مهم تناولته - أيضاً - قبل هذه المرة، كما تناوله مؤخراً في هذه الصحيفة أستاذنا الأديب عبدالله بن إدريس، واذكر عندما كتبت عنه أنه وجد الكثير من التفاعل - ولكن دون تنفيذ - على الرغم من مسيس الحاجة إليه ألا وهو إنشاء «مظلات متحركة ومؤقتة»، في المقبرة ليقف الناس تحتها لتنظيم العزاء ولحماية المعزين من الشمس الحارقة في الصيف، والأمطار والرياح في الشتاء، وبخاصة أن من بين المشيعين كبار سن ومرضى، وصغار، وقد كنت طالبت بسرعة دراسة الأمر من قبل، وإصدار فتوى بجواز ذلك فالناس أصبحوا - بحمد الله - على درجة من الوعي ولن يجر ذلك إلى أمر آخر، ومن منطلق القاعدة الشرعية «المشقة تجلب التيسير»، وقد كانت هذه المظلات موجودة حيث كان رجل الأعمال الشيخ محمد بن أحمد الفوزان أقامها جزاه الله خيراً ولكن تمت إزالتها بعد أن تم إبلاغ أمانة مدينة الرياض على وقت معالي أمينها أ. عبدالله النعيم بذلك.. وأتساءل - كما تساءلت في المقال السابق قبل فترة - هل المظلات حلال في مقابر مكة المكرمة، وحرام في مقابر الرياض؟.
رحم الله كل الغالين الراحلين، ورزقنا العمل الصالح الذي يجعلنا مطمئنين يوم نلقى وجه ربنا، يوم تقول النفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله.
***
شبابنا ولوحات مضيئة..!
** كم أسعد عندما أجد شبابنا السعودي في واجهة
الأعمال مثل البنوك وغرف الشركات «وكونترات» الفنادق يؤدون عملهم بإتقان ويستقبلونك بابتسامة بيضاء كما نجمة ربيعية..!
إن أمثال هؤلاء يبلورون أخلاق هذا الوطن الجميل بتعاملهم المشرف ويعطون صورة مضيئة تحفز رجال الأعمال والشركات على توظيفهم وانضمامهم إلى شركاتهم.
ولكم توقفت إعجاباً عندما حدثني أحد الاخوة أنه زار إحدى المدن السعودية في إجازة أحد الأعياد وذهب ليلاً ليسكن في أحد الفنادق هناك، ولكن أفاد الشاب السعودي في الاستقبال بأن الفندق ممتلئ، يقول الصديق: ولما لاحظ الموظف حيرتي بادرني قائلاً: بأريحية مضيئة: «تفضل عندي في منزلي هذه الليلة حيث ينتهي وقت دوامي بعد ساعة ثم غداً نجد لك غرفة في الفندق».
يقول الصديق: كم أكبرتُ هذا الموقف وكأنه أسكنني مجاناً في أفخم جناح بالفندق.. لقد حييته وشكرته على هذه الأريحية ولكنني اعتذرت منه وذهبت إلى فندق آخر..!
بمثل هذه الأخلاقيات تعظم الأمم ويكبر الناس أهلها وناسها..!
وتحية لكل شاب يعطي صورة عن وطنه في أي موقع كان..!!
***
أصدق الكلام
( افمن يلقى في النار خير ام من يأتي آمناً يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير )(فصلت : 40)
ف: 014766464
|