الطلاق عند الغضب

* س: - دخل رجل على زوجته فلم يجدها قد قامت بما طلب فاشتد به الغضب فقال: لماذا هذا؟ لماذا هذا؟
كيف.. كيف لم تقومي بما قلت لك؟
أنت طالق..
فهل يقع الطلاق..؟
* ج: - الغضب ثوران الدم وتوسع الأوداج وتقدم الهوى والعاطفة على العقل السليم وله ثلاث حالات:
1- غضب شديد يدرك صاحبه ما يقول.
2- غضب متوسط يدرك صاحبه ما يقول.
3- غضب شديد متناه لا يدرك صاحبه ما يقول.
ففي الحالتين الأولى والثانية يقع الطلاق وفي الحالة الثالثة: لا يقع الطلاق لأن العقل هنا في حال غياب وما سأل عنه السائل الكريم ينظر الحال حسب طبيعة الغضب وتكون طلقة واحدة حسب ما تلفظ به.
وهنا لا بد من إدراك أمر يقع كثيراً بسبب الجهل وهذا هو فالزوجة المطلقة طلاقاً رجعياً واحدة أو اثنتين لا يجوز لها الخروج من بيت زوجها حتى في «حال الغضب» ولا يحسن بالوالدين والاخوة التدخل في هذا ما لم يروا ضرراً بالغاً في «دين» أو خلق.
ويحز في نفسي أن يجهل كثير من الأزواج هذا الأمر فيبادر الزوج من شدة الغضب أو عزة النفس السيئة فيخرج زوجته من البيت في حال الطلاق الرجعي بل تبقى حرة تكتمل عدتها «ثلاث حيض» فلعله يراجعها قبل ذلك بما يبديه له من: تحسن وتلطف وتودد.
والوالدان والاخوان كم جروا من قطيعة للرحم ومن يكن معهم من قريب ونحوه بسبب تدخلهم وعجلتهم وسوء تصرفهم.
وقد حدثني رجل «أخذت زوجته منه ثم أولادها بعد ذلك ولم يمر عشرون عاماً إلى ثلاثين مرة بُلوا بتشتت الذرية والأمراض وتشتت التجارة ولهثهم نحو المال والدنيا ومرة تزوج بعضهم «ثلاث نساء» مع ضعف النظر والسكر والضغط.
ولم يفدهم بعد هذا «الزمن» تراجعهم وادراكهم ما فعلوه وهناك أسرار تحدث وحدثت ما يكون لي الحديث عنها في مثل هذا، وقد يأتي زمان أبيّن فيه أموراً جليلة حصلت بسبب تدخل «اخوة الزوجة» ظلماً وجهلاً وغروراً فنالهم الله بعذاب متعدد بعد ردح من الزمن.