Friday 25th april,2003 11166العدد الجمعة 23 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تعليقاً على مقالة د. العمر تعليقاً على مقالة د. العمر
«الاجتماعات» لاتخاذ القرارات لا للتوصيات!!

أثارتني مقالة للدكتور عبدالعزيز سعود العمر المنشورة بعدد الجزيرة 11154 في 11/2/1424هـ والتي بدأها بسؤال أين الخلل؟ حيث قال لو قدر لك أن تشهد اجتماعا لقياداتنا التربوية لداخلك شعور بالاطمئنان على مستقبلنا التعليمي وسوف تسمع حديثاً يطربك ويشعرك بأن خططنا ومشروعاتنا التعليمية قادرة على نقل نظامنا التعليمي على مستوى تحديات القرن الحادي والعشرين ويقول لو قررت فور مغادرتك مكان الاجتماع ان تتجول في الشارع المقابل أو تزور إحدى المدارس المجاورة لقابلك من الشواهد الدامغة ما قد يدخل الشك في قلبك حول سلامة واقعنا التعليمي ثم قال أين الخلل؟
أقول يا دكتور عبدالعزيز إنني قدر لي حضور اجتماع دوري يعقد كل يوم أربعاء بوزارة المعارف وتحديداً في 23/1/1424هـ بحضور وزير المعارف ووكلاء الوزارة ومسؤولي التعليم وحضوري لم يكن بناء على دعوة مسبقة ولكنها الصدفة التي جاءت على غير ميعاد حيث ألح عليَّ أحد مسؤولي مكتب الوزير بالدخول لقاعة الاجتماعات وكان الاجتماع قد مضى نصفه. أخذت مكاناً للجلوس مع بعض الحاضرين وأنصت للاستماع لما يدور على تلك الطاولة زهاء نصف الساعة وكنت أحرك بصري كلما استلم الميكرفون مسؤول حان دوره لإلقاء كلمته فخلال تلك الفترة القصيرة لم أسمع إلا كيل المديح والثناء وعبارات الشكر والإشادة ولم اسمع كلمة صريحة وجريئة تنقل الصورة الحقيقية لواقعنا التعليمي من هؤلاء المسؤولين، هذا الوضع أجبرني أن أبعث بورقة صغيرة لوزير المعارف استأذنه بأن يسمح لي بمداخلة لي فتحقق ما كنت أصبو إليه، فسمح الوزير مشكوراً على ذلك. تكلمت عن كثرة الاجتماعات التي أصبحت مكاناً للتنافس على إلقاء عبارات الإشادة والثناء وأن وزارة المعارف دأبت في السنوات الأخيرة على عقد العديد من الاجتماعات واللقاءات في كثير من المناطق ولم نر لها ثماراً تقطف في الميدان التربوي وهذه الاجتماعات تخرج بتوصيات لا بقرارات ثم قلت: يا معالي الوزير أعرف أنكم تحرصون على الصالح العام وتبحثون عن كل ما يفيد هذه الوزارة ولكن المشكلة تكمن في أن بعض المسؤولين في هرم الوزارة أو إدارات التعليم لا ينقلون لكم الصورة الحقيقية للواقع التعليمي وأصبح هؤلاء هم مصدر المعلومة ومنهم تُستقى الأخبار ثم علَّق الوزير على ما قلته وبعد الاجتماع طلب مني أحد الوكلاء وهو حديث عهد بالوزارة بأن أحضر لمكتبه وبعد أن تناولت الشاي دار نقاش حاد معه حيال امتعاضه الشديد لما تحدثت عنه في الاجتماع كونه ضد ما يسمى بالمصارحة والمكاشفة لأنه لا يؤمن بمبدأ الحقيقة معتقداً أن جراءة التحدث في مثل هذا الاجتماع ليست في مستواي وكون الحوار محتدماً معه خرج عن طوره ليتكلم بكلمات كانت محل استغرابي كونها تصدر من وكيل ويحمل درجة الدكتوراه وهنا قلت في نفسي هذا حديث عهد بالوزارة فالتمس له العذر، ولأنني ضربت على وتر حساس عندما قلت إن الحقيقة لا تنقل لك يا وزير المعارف من بعض المسؤولين وهذا واحد منهم. وقابلت مسؤولاً آخر وفي نفس اليوم الذي يختلف عن السابق تماماً بحواره وتعامله وأدبه هذا المسؤول الذي تقلد العديد من المناصب بالوزارة منذ عام 1406هـ ويُعد مكسباً لها حيث غمرني بحسن أخلاقه وكرم تواضعه أفادني كثيراً كونه صاحب خبرة وتجربة ومصدر معرفة انه الدكتور محمد سعد العصيمي وكيل الوزارة للتطوير التربوي.
وإني اتساءل هنا: لماذا تحتكر هذه الاجتماعات على مسؤولي الوزارة من وكلاء ومديري تعليم ومساعديهم وهم يمارسون أعمالاً مكتبية ويتعاملون مع أوراق مملوءة بالأحبار وهم بعيدون عن الساحة التربوية ومشاكلها التي يعرف حقيقتها المعلم والمدير والمشرف التربوي وهؤلاء أصبح دورهم لا يتعدى جانب التنفيذ والتطبيق وما تمليه توصيات هذه الاجتماعات، ثم اتساءل أين هذه الاجتماعات من تناول قضايا مهمة وحساسة تزداد يوماً بعد لم يكن لها نصيب من هذه الاجتماعات وهي:
- تفشي ظاهرة اعتداء بعض الطلاب على معلميهم والعبث بممتلكات العاملين بالمدارس وأغربها ما حصل قبل أيام من قيام طالبين بإلقاء زجاجة حارقة على مدرستهما.
- الانفلات الواضح في أخلاق وسلوكيات وتصرفات بعض التلاميذ ولم نر أثراً للتربية الإسلامية عليهم.
- ضعف واضح في القراءة والكتابة والتحدث وهذا ما تشتكي منه الجامعات.
- كثرة إصدار التعاميم العاجلة والمهمة بشكل ملفت.
- العمل على إحداث أقسام جديدة ذات مسميات مختلفة ومن كثرتها لم يعد يعرف مهامها.
- الإكثار من الدراسات والمشاريع حتى اشتعلت حمى التنافس بين أقسام الوزارة وأصبح الاهتمام بالكم يطغى على الكيف.
- ليس هناك آلية محددة لاختيار القيادات التربوية في المواقع المهمة والحساسة.
- ضعف الحماس لدى ممتهني مهنة التعليم من بعض المعلمين وقلَّ الحس المهني والعملي من بعض المسؤولين سواء كانوا مديري مدارس - مشرفين تربويين - مديري تعليم.

ناصر بن عبدالعزيز الرابح
مشرف تربوي بتعليم حائل

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved