السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأت مقالة في جريدتكم الغراء للأخ محمد الحميضي وكان موضوعها عن العنوسة وقد استوقفتني في مقالته عدة كلمات وهي:
أولها: أرى أنه قد تهكم كثيرا في مقالته بهذا الرجل الذي بلغ السبعين من عمره ولم يتزوج بقوله عانساً.. مع مرتبة الشرف. فهذه الكلمة بها جرح كبير لهذا الرجل وأمثاله وإذا كان كاتب المقال القصد من مقالته نشر الوعي في المجتمع فليختر الألفاظ المناسبة يقول تعالى: {ادًعٍ إلّى" سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ وّالًمّوًعٌظّةٌ الحّسّنّةٌ} ويقول أيضاً محارباً الاستهزاء: {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا لا يّسًخّرً قّوًمِ مٌَن قّوًمُ عّسّى" أّن يّكٍونٍوا خّيًرْا مٌَنًهٍمً}.
ثانيهما: إذا لم يكتب الله لهذا الرجل زواجاً ولم يكتب له ذرية فهذا رزقه في الدنيا وقد يعوضه الله بخير منه في الأخرى بحور عين وما أدراك؟ فالخيرة فيما يختاره الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وزع الأرزاق والآجال فهذا الرزق الذي وهبه الله له فاحمد الله على أن وهبك رزقاً وذرية ولاتستهزئ بخلق الله وتضرب بهم الأمثال فلديك ذرية وأقارب تخشى عليهم.
ثالثاً: لو كنت أنت مكانه وقدر الله أن هذا رزقك في هذه الحياة هل ستعترض على قضاء الله ورزقه؟ وهل ستكتب لنفسك رزقاً آخر غير الذي قسمه الله لك؟ وهل سترضى بمن يتهكم ويسخر بك؟ ألم تقرأ قول الشاعر:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن وعينك إن أبدت إليك مساوئاً فصنها وقل يا عين للناس أعين
|
حتى وإن كنت ستقول أنا أضرب المثل أقول نعم من حقك ضرب الأمثال ولكن بأسلوب لبق بعيد عن التجريح والإيذاء لعباد الله.
هذا ما أحببت الإشارة إليه شاكرة لجريدتكم الجزيرة عرضها لجميع الآراء لما يخدم المصلحة العامة.
نورة بنت عبدالله العبدالعزيز/ محافظة شقراء
| 
