جانب كبير من حل القضية الفلسطينية يتمثل في إجبار اسرائيل على الرضوخ للقرارات الدولية ولأسس الحل العادل والشامل.. لكن هناك دائماً من يحاول إبعاد اسرائيل من أي ضغوط.
والآن هناك استجابة فلسطينية لمطالب أمريكية واسرائيلية بتشكيل الحكومة الفلسطينية التي ولدت ولادة متعسرة بسبب الخلافات الفلسطينية وبعد ضغوط أمريكية وأوروبية.
وتستعجل واشنطن حالياً إقرار حكومة أبومازن من قبل المجلس التشريعي الفلسطيني من أجل طرح خطتها المسماة خريطة الطريق التي تنص في مجملها على وقف الهجمات الفلسطينية وإنهاء بناء المستعمرات اليهودية لتمهيد الطريق لإقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005م.
وبينما يستجيب الفلسطينيون لكل جهد دولي بما في ذلك خريطة الطريق من أجل إحلال السلام، فإن الشكوك تراود الكثيرين في أن اسرائيل يمكن ان تستجيب لأي مساعٍ بهذا الصدد.
ولأن خريطة الطريق تطلب وقف بناء المستعمرات، فإن هذه المسألة بالذات تشكل محور السياسات الاسرائيلية المتشددة حيث إن التأييد الذي تحصل عليه حكومة شارون ينطلق أساساً من الوعود ببناء المزيد من المستوطنات.
وقد حان بالفعل وقت ممارسة الضغوط على إسرائيل، حيث إن الجانب الفلسطيني قد أوفى بما هو مطلوب منه، لكن بمجرد اكتمال الاتفاق الفلسطيني على حكومة أبومازن توقع مراقبون أن يسارع تحالف قوي لاسرائيل في واشنطن يضم أعضاء في الكونجرس وكثيرين من حلفاء بوش الجمهوريين الى دعوة الرئيس الأمريكي الى عدم ممارسة أي ضغوط على اسرائيل لتقديم تنازلات الى ان يبذل الفلسطينيون المزيد من الجهود لمكافحة ما أسموه الارهاب..
هذا التحالف الداعم لاسرائيل على أهبة الاستعداد دائماً للتعامل مع مختلف المستجدات ويستبق أي تحركات تجاه لاسرائيل أو حتى تسعى لاقناعها بضرورة التعاطي بصورة موضوعية مع السلام.
ولن يتحقق السلام طالما اعتقدت إسرائيل وداعموها أنه مطلوبٌ دائماً فقط من الفلسطينيين ان يقدموا تنازلات خصوصاً وأنه لم يبق هناك ما يمكن التنازل عنه.
|