* جدة - خالد الفاضلي:
فازت جدة مساء الثلاثاء الماضي بأمسية خصصتها وزارة العمل لتكريم رواد العمل الخيري في منطقة مكة المكرمة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، بينما تناوب الدكتور علي النملة وزير العمل والشؤون الاجتماعية على دوري الضيف والمضيف في آن واحد، بينما اشتمل الحفل على تكريم رجال ونساء توفاهم الله وناب عنهم في استلام جوائزهم التقديرية أبناؤهم، وكان من ضمنهم صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله .
وحددت وزارة العمل معايير خاصة لمن تم تكريمهم تقديراً لاسهاماتهم المتعددة في مجالات النفع العام والتنمية الشاملة، رعاية الأيتام والمعوقين، الرعاية الأسرية والاجتماعية والاسكان، مشاريع تيسير الزواج، التنمية الريفية، رعاية السجناء، الجمعيات التعاونية، الاصلاح الاجتماعي، وسطاء الخير، العمل التطوعي، الخدمات الانسانية، مع اشتراط ألا يكون أحد أهدافها تحقيق أرباح مادية.
وكان رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية والصناعية بجدة عبدالله أحمد زينل أول المتحدثين والمدافعين عن اتهام رجال الأعمال بالسعي نحو الربحية واهمال مسائل التقدم الاجتماعي.. كما طالب بمعالجات جذرية في أطر استراتيجية متكاملة من أجل مجال أرحب لرجال الأعمال في وضع أساس لشراكة فاعلة مع الحكومة، وكذلك شدد على اعادة هيكلة مؤسسات التعليم والتدريب ومناهجها، وشدد على ضرورة تقصي المتطلبات الحقيقية للاقتصاد السعودي.
ورفض زينل فكرة الاحلال الوظيفي كحل فاعل للبطالة، وطالب بآليات جديدة لإيجاد وتوفير فرص عمل جديدة، وقال:«المطلوب من الدولة توفير مساحات الحرية الاقتصادية وتحرير الأسواق أمام القطاع الخاص، وكذلك إعطاؤه المزيد من الثقة في لعب دور أساسي في عملية التنمية»، واعتبر زينل ثقة الحكومة بالقطاع الخاص مفتاحا حقيقيا لكل النجاحات وحل ناجع كل الاشكاليات.
من ناحية ثانية، اكتظت مقاعد أكبر قاعات غرفة تجارة وصناعة جدة «ببشوت» تلتفت حول رجال شهدت لهم السنوات الماضية بسخاء اليد والجهد في مجالات خيرية وانسانية ساهمت كثيرا في ترقيع بعض تشققات حياة الشظف لشرائح مختلفة من مجتمعنا، بينما كانت الصفوف العليا من القاعدة تحتضن شباب «من غير بشوت» أتوا من دور رعاية الأيتام، ومعاهد ذوي الاحتياجات الخاصة، في حين كان تتوارى خلف الكواليس قاعة صغيرة بحجمها كبيرة بما احتوته من نساء خيرات أتين للمشاركة في احتفالية تكريم «وجوه الخير» من الرجال والنساء. في حين وصف الأمير عبدالمجيد هذا المشهد بأنه «من أسعد وأشرف الليالي».
وأضاف الأمير عبدالمجيد في كلمة ارتجلها:«ان المجتمع يحتاج منا الكثير، وبلادنا من رواد الخير في العالم» مؤكداً ان «الأمر يحتاج لتنظيم وترتيب»، كما ألمح الى انه بعد انصرام سنوات الطفرة الاقتصادية أتى رجال ونساء اجتهدوا بكل جوارحهم للعمل الخيري والمشاركة في تنسيق خطوط العمل بين الجمعيات. في حين أبدى الأمير عبدالمجيد احتفاء خاصا بأبناء رجال ونساء توفاهم الله بعد ان طرزوا مجتمعنا بأياد بيضاء شملت جوانب كثيرة من العمل الاجتماعي الخيري في منطقة مكة المكرمة.
عقب ذلك القى معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن ابراهيم النملة كلمة بهذه المناسبة حيث قال: نحمد الله الذي جعلنا مسلمين متراحمين ومتعاونين كالبنيان المرصوص ونحمده ان هيأ لهذا المجتمع من ينظر بعين مبصرة وبقلب رحيم يعطف على الصغير ويربي اليتيم ويسعى على الأرمل والشيخ، مجتمع كأسرة واحدة ينظر المقتدر للمحتاج ولو لم يسأل فيعطف عليه، وهذه صفة اتسم بها العربي في الجاهلية ولما جاء الاسلام ليتم الأخلاق أرسى القواعد التي تنظم هذه العلاقة وجعل الله ثوابها كبيراً لا يعمله إلا سبحانه وتعالى.
عقب ذلك القى عبدالله أحمد زينل رئيس مجلس ادارة غرفة جدة كلمة بهذه المناسبة حيث شكر الأمير عبدالمجيد على رعايته هذه المناسبة الخيرية كما شكر وزير العمل على حضوره.
|