تناول أمير الأمن، الرجل الهادئ الوقور، الواعي المثقف، ذو الكلمة الناطقة بما تحمله من معانٍ، وما تشير اليه من دلالات، الذي هو في كلِّ موقف الرُّبان المحنّك، وواسطة التوازن الذي يعين سفن الاطمئنان، والطموح أن ترسو وتنطلق.. نايف بن عبدالعزيز في حديثه مع رجال الثقافة والفكر كثيراً من الموضوعات الهامة في الوقت المناسب، وبالشكل المطلوب، فالجميع لديهم اسئلة، ونايف لديه إجاباتها.. ولقد سدَّد، وأتم...
من ضمن ما أجاب عنه في لقائه ويهمني الخوض فيه نقطتين.. اولاهما موقفه كمسؤول على قمة هرم الأمن في البلاد، وثانيهما رأيه وكلاهما رأيه وموقفه من الإعلام بكافّة وسائل الإعلام الداخلي، وعلى وجه التحديد الصحافة بوصفها الوسيلة ثابتة المرجعية والتوثيق...
قال نايف بن عبدالعزيز إنَّه مسؤول يحرص على ما يكتب في الصحف بأن يكون التعامل معه في شيء من فسحة الثّقة والاطمئنان إلى أنَّ الكتَّاب صحافيين أو مفكرين أو أدباء بوصف ما يكتبون وثائق التوعية وايصال المعلومة ونشر الفضائل والحقائق أن يكون إدراكهم وضمن وعيهم بدورهم التحقق من اداء واجب البناء والاخلاص في التوعية وتقديم مايبني الجيل ويأخذ بأيدي الشباب الى تحقيق فضائل الاخلاق، وثبات القيم، وتوطيد الانتماء، وتقوية العزيمة بالإيمان المطلق في عقيدة صحيحة وصافية لأمَّة جُعلت فيها رسالة الهدى وانبثق عن ارضها نور الحق ووسمت بالاسلام قبل ان يولد طفل من هؤلاء إذ جاءوا مسلمين يحملون امانة هذه الأمانة ولابد لكلِّ من يحمل قلمه أن يدرك مسؤولية هذا الوطن نحو هذه الأمانة.
وقال نايف بن عبدالعزيز إنَّ الثقة في الثقة بمن يكتب تخوّل ان تخفف الحساسية نحو ما يكتبه الكاتبون في صحافتنا، وهذا بدوره يمنح نافذة الحرية التي يتمتع بها صحفيو هذه البلاد، إذ من المنطلق الأول لقيم هذا المجتمع تتكون ضوابط ذاتية لدى الكتّاب والصحافيين لاتدع لمسؤول ان يجهد في وضع حدود ولا إنشاء حواجز لهم، لذلك تتمتع هذه الأقلام بكثير من الحرية ولهذا فإنَّ التعامل معها يُفضي الى الثقة التي لاتجعل لحرج الحساسية ان يقلص من دورها.
والمتعامل مع الصحافة في هذه البلاد، والذي يعي الدور الحقيقي له في مجتمع له قيمه وعاداته بل أخلاقه في السلوك مع أيّ موقف يُدرك أنَّه بهذه القيم والأخلاق قادر على إثبات الموقف في تثبيت مبدأ الصّدق، والأمانة، والتجرّد، والصّفاء، والانتماء، والحقّ في قيم الفكر الذي يتعامل معها بقلمه وكاميرته بل صوته إن كان عن وسيلة غير الصحيفة.
ومن خلال لقاء الأمير الواعي الذي لمنطقه شيء غير قليل من الحكمة والروية نجده يمنح الإعلام فسحة كبيرة من حرية التعامل مع قيم هي في الاساس تنبع عن جذور دين شرف الله تعالى به هذه الأمة في واقع الأمم .والمسؤولية ليست فقط مُناطة بمن يقفون على قمَّة هرمية الأمن والعمل، بل يندرج تحت واجبها كافّة من جذبه الإعلام ببريقه... فلابد أن يتصدى لاشعاعاته النَّافذة النشاز ويتخلّص منها تخلص الهارب من آثار الأشعة وهي تتسلل الى خلاياه كي ينجو من الأمراض، وتلك هي لعمري مهمَّة كلِّ الذين يتعاملون مع الإعلام في هذه الموجة المتداخلة في تخبط بحور الأحداث كي تنصع مواقفهم، وتصفو أدوارهم، ويبرأوا من مغبّة الجهل لما يُحاك وبخاصة فيما يُحاك لهم بوصفهم أمَّة عربية مسلمة يُراد لها الهوان... ولا أقلَّ من الوقفة الصادقة بالقلم عن طريق هذه الوسائل المتاحة بمثل ما قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف، حيث تمنيت أن يكون هناك للمرأة فرصة المثول والمشاركة، ولا أقل من ان نشارك هنا من منابرنا، ولسموه بالغ التقدير.
|