Friday 25th april,2003 11166العدد الجمعة 23 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تستمر ثلاث سنوات ونصف تستمر ثلاث سنوات ونصف
وزير المعارف يفتتح حملة تربوية لمكافحة التدخين الأحد
المعيلي:على التربويين البحث عن أساليب جديدة للحفاظ على هوية الأبناء ووقايتهم من المهالك
د. السعيدان: 5 ،44% نسبة المدخنين في المدارس المهنية.. وهذه أشهر طرق التخلص من التدخين

  * الرياض منصور البراك:
يفتتح معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد يوم الأحد 25/2 الساعة التاسعة صباحاً الحملة التربوية لمكافحة التدخين التي تنظمها الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض وتستمر لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة تشمل جميع مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية وبعض المدارس الابتدائية حول ظاهرة التدخين والداعي للقيام بهذه الحملة لجوء الشباب والطلاب للتدخين ومدى شيوعه بينهم وكيفية مواجهة ذلك السلوك.
«الجزيرة» استطلعت آراء عدد من التربويين والموجهين عن ماهية هذه الحملة وكيفية السعي لنجاحها.
في البداية يقول المدير العام للتعليم بمنطقة الرياض الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي: لم يعد مقبولاً أن تقتصر التربية على ما يقدم داخل الفصل الدراسي من معلومات ومعارف مجردة تبقى حبيسة الذاكرة بل غدت التربية مجالاً رحباً يشمل جميع جوانب النمو لدى الطالب الذي أصبحت تتسابق على جذبه إليها العديد من المثيرات والمؤثرات بأهدافها المختلفة،
ولذا أصبح لزاماً على التربويين أن يبحثوا عن أساليب وطرق أخرى للحفاظ على هوية الأبناء ووقايتهم من كل الشرور التي قد تعترضهم وهذا يستلزم جهداً وعملاً تتكاتف فيه كل المؤسسات حرصا على مستقبل الأمة المتمثل في أبنائها.
وأضاف المعيلي قائلاً: ومن هذا المنطلق يأتي تنظيم هذه الحملة التربوية لمكافحة التدخين والتي سبقتها حملة للتوعية المرورية في مدارسنا إضافة إلى المعارض، والأسابيع التي تقام على مستوى المدارس والمراكز لمعالجة المشكلات السلوكية لدى طلابنا.. وتابع القول إن الدافع لتخصيص ظاهرة التدخين بمثل هذه الحملة ظهر نتيجة للملاحظة والتأمل في واقع الأبناء داخل المدارس وما يتعرضون له من عوامل مختلفة ومؤثرة لخلخلة سلوكهم خاصة إذا علمنا أن الهدم سهل ولا يتطلب إلا القليل من الجهد بعكس التأسيس والبناء والذي يحتاج إلى تعب وجهد حتى يكتمل وذلك في أعمال التشييد و البناء فكيف بالإنسان الذي يعتريه من عوامل التأثير والتأثر الشيء الكثير حتى يستقيم عوده ويشب صالحاً مفيداً لمجتمعه.
واختتم مدير عام التعليم بالقول: أتمنى أن تؤتي جهود التربويين ثمارها في هذه الحملة والتي تستمر ثلاث سنوات ونصف لتغطي جميع المدارس كما أشكر أصحاب الفضيلة المشايخ على تعاونهم معنا غير المستغرب في هذه الحملة وكذلك الأطباء وكل من له علاقة بمحاربة هذه الآفة الخطيرة التي يتعدى ضررها للآخرين وتسهل لمتناولها الانسياق إلى أمور أشد خطراً على صحة وسلامة أبنائنا.
نسب مرتفعة
ومن جانبه قال رئيس قسم التوجيه والإرشاد يحيى بن جابر البشري: يعد التدخين من آفات العصر التي ابتلي فيها كثيراً من الناس في هذا العصر، وهي سبب مباشر ورئيس لكثيراً من الأمراض وخاصة الأمراض السرطانية وأمراض الصدر والقلب وهو أشد خطراً على صحة الإنسان من أمراض السل والجذام والطاعون والجدري مجتمعة كما أعلنته منظمة الصحة العالمية.
وأشار إلى أن الدراسة التي طبقت في مدينة الرياض لعام 1423هـ والخاصة بحصر المشكلات الطلابية أوضحت أن نسبة الطلاب المدخنين في المرحلة المتوسطة عددهم 934 طالباً بلغت 5 ،2% أما في المرحلة الثانوية وعددعم 1360 طالباً بلغت نسبتهم 6% وأضاف أن توعية الطلاب التي يكثر لديها التدخين هم:
الطلاب الذين آباؤهم مدخنون، والمتأخرون دراسياً والمعيدون وكثيرو الغياب والطلاب الذين لديهم ضعف في الوازع الديني، والذين لا يوجد لديهم ولي أمر أو رقيب أو متابع.
وأضاف في إحدى المدارس الثانوية أجريت دراسة حول تدخين الطلاب وجد أن عدد الطلاب المدخنين 150 طالباً من 700 طالب وفي مدرسة أخرى وفي المرحلة الثانوية وجد أن نسبة المدخنين حوالي 22% من إجمالي الطلاب وفي مدرسة بلغ عدد المدخنين في المرحلة الثانوية 77 طالباً.
برامج التوعية
ويشير البشري إلى أن علاج مشكلة التدخين لدى الطلاب يتمثل ببرنامج علاجي متكامل يراعي جميع الجوانب ويبدأ في بداية العام الدراسي وهو عبارة عن جهود متكاملة يشترك فيها جميع العاملين في المدرسة بتقديم كافة الخدمات الإرشادية والتربوية لأبنائنا الطلاب بالإضافة إلى البرامج التخصصية والدقيقة لمعالجة ومتابعة الطلاب المدخنين ومن أهمها برنامج التوعية بأضرار التدخين والذي يطبق سنوياً ويعد له برنامج متكامل.
الخطورة والضرر
أما الدكتور عبدالله بن محمد السعيدان رئيس قسم الصحة المدرسية فقد بين أن للتدخين أضراراً على الجهاز التنفسي والقلب والجهاز الدوري والجهاز الهضمي والعصبي والجهاز البصري وكبار السن والغدد الصماء والجهاز البولي والعظام مشيراً إلى خطورة التدخين السلبي والذي يعد أكثر ضرراً من التدخين المباشر أو الإرادي حيث يساهم في ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الرئة الالتهابات التنفسية الحادة والوفاة لمرضى وتهيج الأغشية وقصور في القلب والدورة الدموية وقصور في الجهاز التنفسي.
وأشار السعيدان إلى أن عدداً من الدراسات حول التدخين ومنها دراسة أجرتها الشؤون الصحية بمنطقة الرياض تبين الارتباط الوثيق بين التدخين وحدوث سرطانات، كما بينت دراسة أجرتها الصحة المدرسية بمنطقة حائل عن التدخين في بعض مدارس المنطقة أن نسبة المدخنين في المرحلة المتوسطة 9 ،12% وفي المرحلة الثانوية 5 ،22% وفي المدارس المهنية 5 ،44% وأن سن بداية التدخين هو 13 14 سنة مما يعني ضرورة توجيه برامج التوعية أكثر للطلاب عموماً وطلاب المرحلة المتوسطة بشكل خاص.
وفي دراسة أخرى تمت بالتعاون بين قسم الصحة المدرسية وقسم التوجيه والإرشاد ومركز الإشراف التربوي بشرق الرياض أظهرت أن نسبة 54% من طلاب عينة البحث مدخنون وأن الأصدقاء هم السبب الرئيسي لتعليم التدخين ثم تقليد الوالد والأخ ثم وسائل الإعلام.
وحول أشهر طرق التخلص من التدخين قال الدكتور عبدالله إنها تتمثل في الإقلال من كمية الطعام ذي التأثير الحمضي مثل اللحوم والأسماك واستخدام الطعام ذي التأثير القلوي مثل الخضروات والفواكه والاستفادة من استخدام الفلتر وأقراص بانترون واستخدام بخاخ يشبه السيجارة البلاستيك واستخدام سجائر الأرجنتينيان ولاصقات النيكوتين والاستفادة من عيادات مكافحة التدخين.
الصحبة السيئة
أما الشيخ خالد بن عبدالعزيز العتيق آمر مناوب فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الرياض فيعزو ظاهرة التدخين بين الشباب وفي أوساط المراهقين بسبب أن الطلاب عند خروجهم من المدارس لا يذهبون إلى المنازل بل يقفون أمام البقالات أو التسالي والتي يكون فيها تجمع من الشباب المراهقين والمدخنين فيقع هذا الطالب ضحية لتعاطي التدخين بسبب مخالطة المدخنين أو يذهب مع رفاقه إلى المقاهي والمتنزهات أيضاً فيقع أيضاً ضحية لهؤلاء المدخنين، وطلاب المدارس يقع الكثير منهم في تعاطي التدخين لأن المدخن من بعض الطلاب تجد له التأثير الواضح على سلوك اخوانه من الطلاب الذين لا يتعاطون التدخين وهذا الطالب بسبب صحبته السيئة يتأثر الآخرون بأفعاله السيئة المشينة.
وأشار العتيق إلى أن الأسباب التي تجعل الطلاب يمارسون التدخين بالإضافة إلى المخالطة غفلة الوالدين، فكثير من الآباء لا يعرفون من يخالط أبناءهم ولا يتفقدنهم ولا يحذرنهم من رفقاء السوء ولا يجالسونهم ولا يذهبون معهم وأيضاً سهولة تواجد الدخان في أيدي الشباب المراهقين فالبقالة تبيع الدخان والأسواق التجارية الكبيرة تبيع الدخان وفقدان القدوة. فتجد الأب مبتلى بتعاطي الدخان والأخ الكبير فيكون ذلك سبباً لتعاطي بعض الطلاب التدخين.. ويشير الشيخ خالد ومن واقع عمله الميداني إلى أن المحزن أننا نحضر بعض صغار السن من المقاهي والأماكن المشبوهة وعلى وضع من تعاطي التدخين و عند سؤال أحدهم يتعلل الكثير منهم أن المشاكل العائلية هي السبب في ذلك وعند استدعاء بعض الآباء تفاجأ بأن الأب ممن يتعاطى الدخان ويضع طبق الاستقبال على سطح منزله وهو لا يدري أنه بهذا قد ساهم في ضياع رعيته فنشعر بالأسى والحزن على مصير هؤلاء الأبناء ويضيف: إن العوامل التي يمكن من خلالها التقليل من هذه الظاهرة هي الوالدان والمعلم الذي له دور بارز على الطلاب وتوزيع النشرات ومقاطعة البقالات التي تبيع الدخان حتى يضطروا إلى أن يمتنعوا عن بيع الدخان مما في ذلك من التعاون على البر والتقوى كما أفتى بذلك الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله .
وأيضاً للأئمة والخطباء دور في التقليل والتحذير من تعاطي الدخان وتبين حرمته للعامة والناس وخطورته على الفرد والمجتمع وحث الآباء بالعناية بالأبناء المراهقين وأن التدخين مفتاح للوقوع في الإدمان وتعاطي المخدرات.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved