حادثة وحديث
مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز
عبيد بن عساف الطوياوي

لقد مَنَّ الله علينا في بلاد الحرمين الشريفين بمنة جسيمة، وانعم علينا في مهبط وحيه بنعمة عظيمة، وشرفنا بمهمة نبيلة كريمة، هي الاعتناء بكتابه العظيم، والاهتمام بقراءته الكريم، ومن مجالات ذلك طباعته وحفظه، وتلاوته وتجويده، والاستشفاء به وتحكيمه، وتدبره وتعظيمه.. جهات رسمية، وهيئات خيرية، تلقى الدعم والتشجيع من ولاة الامر - وفقهم الله - لتعنى بكتاب الله تعالى، فهاهو مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، قد عم نفعه القريب والبعيد، وشمل خيره القاصي والداني، يوفر كتاب الله احجاماً والواناً، حتى اضحى في متناول اليد في المساجد والمراكز والمنازل، وهاهي حلقات تحفيظ القرآن الكريم العامرة وجمعياته المباركة وامانته المثمرة، تعنى بكتاب الله عز وجل تفيد منه الرجال والنساء، والصغار و الكبار، والمواطن والوافد، وصلت خدماتها ارجاء المعمورة، وعم نشاطها المدن الكبيرة والصغيرة، وشمل عطاؤها القرى النائية والهجر البعيدة، وهذا من فضل الله عز وجل وتوفيقه لولاة امرنا في هذه البلاد، فبفضله سبحانه ثم بفضلهم، وبتوفيقه عز وجل ثم بجهودهم، تميزت بلادنا ولله الحمد عن غيرها من البلاد من حيث خدمة كتاب الله تعالى، ومن مظاهر ذلك هذه المسابقة التي نحن بصدد الكتابة عنها: مسابقة الامير سلمان بن عبدالعزيز، لحفظ القرآن الكريم، فقد نفع الله بها كتابه وعباده، نفع كتابه بأن حفظه العدد الكثير، وفي ذلك مساهمة بحفظه كما قال تعالى:{إنَّا نّحًنٍ نّزَّلًنّا الذٌَكًرّ وّإنَّا لّهٍ لّحّافٌظٍونّ } [الحجر: 9] ونفع عباده بأن يكونوا حفظة لكتابه فتنالهم الخيرية، وتشملهم الرفعة، وتغمرهم سعادة الدنيا والآخرة. ان هذه المسابقة، التي تفضل بها الامير سلمان بن عبدالعزيز تعتبر حسنة من حسناته، وقطرة في بحر جوده وعطياته، تدل على اهتمامه بكتاب ربه، وتبرهن مقدار حبه لنشر القرآن وحفظه، والدال على الخير كفاعله، ومن دل على هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه، وخير الناس من تعلم القرآن وعلمه، فهنيئا لسلمان المسابقة، وهنيئا للمسابقة سلمان لأن الاهتمام بكتاب الله تعالى مظهر فلاح، والاعتناء به وسيلة صلاح، والإعانة على حفظه سبب فوز ونجاة في الدنيا والآخرة، ويكفي في ذلك ان اهل القرآن هم اهل الله وخاصته، اسأله عز وجل ان يجعلنا منهم، وألا يحرم اميرنا اجرهم. ان هذه المسابقة المباركة عملت على تشجيع اصحاب الهمم، وساهمت في حث رواد القمم، الى حفظ كلام الله وضمه في الصدور، فعمرت به اجواف كانت منه خالية، ونورت به افئدة كانت قبله خاوية، تأثرت به الاخلاق فزانت، وتهذبت به السلوك فحسنت، وكل ذلك ان شاء الله تعالى في ميزان حسنات صاحب الجائزة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز، نسأل الله لنا وله الاخلاص في القول والعمل انه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.