Friday 25th april,2003 11166العدد الجمعة 23 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض المداد نبض المداد
الطود العظيم؟؟
أحمد بن محمد الجردان (*)

نعيم التوبة يحول دون التمتع به حائل هو كالطود العظيم ألا وهو (التسويف) ذلك الداء الفتاك بأي بذرة خير في النفس البشرية يرعاه ويروِّج له متى أتيحت الفرصة له عدو النفس البشرية الأول إبليس أعاذنا الله منه ذلك العدو اللدود الذي يجري رغم عداوته من ابن آدم مجرى الدم!!، ومما يلحظ أن أعراض ذلك الداء الخطير على الفرد ومن ثم المجتمع لا تظهر على المصاب به إلا عندما يهم بالتوبة دون غيرها ولو كان الامر متعلقا بجمع مال أو نحوه لما كان لذلك الداء وجود!!، أما إذا مرت به نفحات إيمانية أو دعوات إصلاحية ظهرت اعراض ذلك الداء الخطير بصورة جلية عليه فوعد بأنه سيقلع عن ذنبه بأن قال: (سوف أتوب بعد الزواج، سوف أتوب بعد الحج، سوف أتوب بعد حلول شهر رمضان، سوف أتوب بعد أن أبلغ من العمر كذا وكذا، سوف أتوب بعد..، سوف سوف) وهكذا حتى يمضي عمره ويأتيه بغتة هازم اللذات ومفرِّق الجماعات وهو قائم على ذنبه مصر عليه وحينها لا تنفع كلمة (يا ليت) ولا كلمة (لو أنني) لأنهما كلمتان تورثان الحسرة القاتلة واللوم المستديم!! قال تعالى: {وّاتَّبٌعٍوا أّحًسّنّ مّا أٍنزٌلّ إلّيًكٍم مٌَن رَّبٌَكٍم مٌَن قّبًلٌ أّن يّأًتٌيّكٍمٍ العّذّابٍ بّغًتّةْ وّأّنتٍمً لا تّشًعٍرٍونّ، أّن تّقٍولّ نّفًسِ يّا حّسًرّتّى" عّلّى" مّا فّرَّطتٍ فٌي جّنبٌ اللهٌ وّإن كٍنتٍ لّمٌنّ السَّاخٌرٌينّ، أّوً تّقٍولّ لّوً أّنَّ اللهّ هّدّانٌي لّكٍنتٍ مٌنّ المٍتَّقٌينّ، أّوً تّقٍولّ حٌينّ تّرّى العّذّابّ لّوً أّنَّ لٌي
أوضح فضيلة الشيخ: صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام أن الإنسان مدني بطبعه مؤكدا عدم استقامة حياة البشر ولا هناء عيشهم إلا مع بني جنسهم، وقد جعل الله بعضهم لبعض سخريا. لا يستقل أحد بحاجته دون الآخر.
وبين فضيلته في أحد الخطب التي القاها في المسجد الحرام تحت عنوان (الزموا سفينة النجاة) أن من مظاهر المدنية الإنسانية وخصائص الطبيعة البشرية المناصحات والمشاورات والإرشادات والتوجيهات والأوامر والنواهي. فهذه كلها من لوازم الوجود البشري والحياة المدنية فالبشر لابد لهم من أمر ونهي ودعوة وإرشاد ومناصحة وتوجيه.. فمن لم يأمر بالخير والحق أو يؤمر به امر بالشر والباطل وانجر إليه ولو أراد الإنسان أن لا يأمر ولا ينهى لا بخير ولا بشر ما أمكنه ذلك لأن هذا من مقتضيات الفطرة الإنسانية ومتطلبات الحياة الاجتماعية ونفوس البشر كلها إما لوامة وإما مطمئنة وإما أمارة بالسوء.. وجميع هذه النفوس إن لم تشغل بالحق والخير شغلت بالسوء والباطل.. ومن لم يزحف بمبادئه زحف عليه قال تعالى: {وّلّوًلا دّفًعٍ اللّهٌ النَّاسّ بّعًضّهٍم بٌبّعًضُ لَّفّسّدّتٌ الأّرًضٍ} وأمة الإسلام هي الأمة الجامعة لأصول الديانات

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved