|
|
نعيم التوبة يحول دون التمتع به حائل هو كالطود العظيم ألا وهو (التسويف) ذلك الداء الفتاك بأي بذرة خير في النفس البشرية يرعاه ويروِّج له متى أتيحت الفرصة له عدو النفس البشرية الأول إبليس أعاذنا الله منه ذلك العدو اللدود الذي يجري رغم عداوته من ابن آدم مجرى الدم!!، ومما يلحظ أن أعراض ذلك الداء الخطير على الفرد ومن ثم المجتمع لا تظهر على المصاب به إلا عندما يهم بالتوبة دون غيرها ولو كان الامر متعلقا بجمع مال أو نحوه لما كان لذلك الداء وجود!!، أما إذا مرت به نفحات إيمانية أو دعوات إصلاحية ظهرت اعراض ذلك الداء الخطير بصورة جلية عليه فوعد بأنه سيقلع عن ذنبه بأن قال: (سوف أتوب بعد الزواج، سوف أتوب بعد الحج، سوف أتوب بعد حلول شهر رمضان، سوف أتوب بعد أن أبلغ من العمر كذا وكذا، سوف أتوب بعد..، سوف سوف) وهكذا حتى يمضي عمره ويأتيه بغتة هازم اللذات ومفرِّق الجماعات وهو قائم على ذنبه مصر عليه وحينها لا تنفع كلمة (يا ليت) ولا كلمة (لو أنني) لأنهما كلمتان تورثان الحسرة القاتلة واللوم المستديم!! قال تعالى: {وّاتَّبٌعٍوا أّحًسّنّ مّا أٍنزٌلّ إلّيًكٍم مٌَن رَّبٌَكٍم مٌَن قّبًلٌ أّن يّأًتٌيّكٍمٍ العّذّابٍ بّغًتّةْ وّأّنتٍمً لا تّشًعٍرٍونّ، أّن تّقٍولّ نّفًسِ يّا حّسًرّتّى" عّلّى" مّا فّرَّطتٍ فٌي جّنبٌ اللهٌ وّإن كٍنتٍ لّمٌنّ السَّاخٌرٌينّ، أّوً تّقٍولّ لّوً أّنَّ اللهّ هّدّانٌي لّكٍنتٍ مٌنّ المٍتَّقٌينّ، أّوً تّقٍولّ حٌينّ تّرّى العّذّابّ لّوً أّنَّ لٌي |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |