أعدها: عبدالعزيز عبدالله الفيصل / محمد عبدالعزيز الفيصل / ناصر إبراهيم الفيصل
في حلقة اليوم نتناول تاريخ وحاضر تمير التي تتميز برياضها الجميلة، حيث نتناول تاريخها على امتداد العصور الماضية.
الموقع
تقع مدينة تمير في منطقة الرياض على دائرة عرض 25 درجة و42 دقيقة، وخط طول 45 درجة و52 دقيقة، وقال ابن بليهد: «تمير» باقية بهذا الاسم إلى هذا العهد قرية من قرى سدير في وادي من أودية مجزل، وهي الجهة الشرقية عن وادي سدير.
وتبعد «تمير» حوالي 150 كم شمال غرب الرياض..وتعد مدينة تمير من أهم مدن منطقة سدير وتمتاز بموقعها الحصين بطرف جبل مجزل وفي أحضانه وتشغل مساحات واسعة من ضفاف وادي تمير وفروعه، وهي تتبع إمارة سدير إدارياً وتمثل البوابة الجنوبية الشرقية لمنطقة سدير.
المجزل:
بضم الميم، وفتح الجيم، والزاي مشددة، فلام.. ذكره «أبو عبيد البكري» في معجمه.. فقال بعد ضبطه: «جبل في ديار بني تميم» وأورد البيت التالي للعجاج:
بالجزع بين عفرة المجزل
والتعف عند الاسمحان الأطول
ومن أهم أودية مجزل:
- أم هشيم:
وهو واد ينحدر من القمة الشمالية لمجزل مما يلي أكثبة الثويرات وما حولها.. ويحده من الجنوب وادي «الأرطاوي»، وينحدر حتى يستقر في البطن بين طرف العرمة الشمالي، وبين طرف مجزل الشمالي.
- الأرطاوي:
وادٍ ينحدر من جبل «مجزل» ويصب في منطقة «الأمغر» ويبعد عن «الأرطاوية» قاعدة المنطقة.. بنحو 70 كيلاً تقريباً جهة الشمال.
- وادي القلته:
تفتح القاف وإسكان اللام، وفتح الفاء، فهاء، وهو وادٍ يحده وادي مبايض وبوضه «من أودية الجبل».. ووادي الثوير من الجنوب. وينحدر ليصب في روضة أم الشقوق.
- الثوير:
وادٍ ينحدر من جبل مجزل ويصب في روضة تمير، ويحده من الشمال وادي القلته، ومن الجنوب وادي تمير.
- تمر وتمير:
جاء في وصف ياقوت لطريق حجر الكوفة قوله:«وإن أردت ورد تمر وتمير وردتهما، وهما ماءان لعدي والتيم عليهما نخيل ومياه بين أجبال ويرى أحدهما من الآخر وبين تلك جبال خبراوات من السدر.. ثم تنزل من نقيل طحبل إلى بطن العتك تمر، وتمير، ومبايض، وروضة العرقوبة، ويقابلك ضاحك وهي نقيل في العرمة يدفع إلى مياسر الدهناء من عن يمين فلج ..أ هـ.
تزداد أهمية مدينة تمير لقربها من المنتزهات البرية، فللمنطقة طبيعة جغرافية خلابة إذ تحيط بمدينة تمير رياض خصبة من جميع جهاتها، وسوف نتناول هنا بشيء من الايضاح أهم هذه الرياض على النحو التالي:
روضة تنهات:
قال عنها الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس، في «تاريخ اليمامة ج1» وهي روضة من أجمل رياض نجد وأخصبها وأطيبها نبتاً يدفع بها أربع أودية من أكبر أودية العرمة وتفرغ في هذه الروضة في حضن الدهناء حيث يلتف سدرها وتنضبها وطلحها.
ولذا كانت منتزهاً للملك عبدالعزيز مفضلاً يقيم بها شهوراً أيام الربيع وتنبث خيامه في جوانبها ويتجمع حوله شيوخ القبائل ورجال العرب بادية وحاضرة تراهم يكتنفون هذه المضارب على شكل ندوات وأندية يتطارحون أحاديث الشجاعة والفروسية ويتجاذبون من قصص العرب أحلاها وأمتعها وينشدون الأشعار ويتناقلون الأخبار، والزيارات بينهم متبادلة والكلفة بينهم مطرحة.
- روضة أم الشقوق:
- روضة تقع في جانب جبل العرمة وجهة من الغرب وسيلها يأتيها من قبله وبجانبها جنوبيها روضة كبيرة يسيل بها «وادي تمير» من الغرب كما تسيل بها شعاب من وجه جبل «العرمة» الغربي ومن «العريمة» وهي روضة كبيرة خصبة.. وهناك «روضة أخرى تسمى بأم الشقوق - وهي روضة «رغبة».. وهي خاصة بأهل رغبة وهي قرعاء لا شجر بها.
- روضة نورة:
ويقول عنها الشيخ عبدالله بن خميس: ولا نعلم من نورة هذه المضافة إليها هذه الروضة هي من أكبر الرياض تقابل فوهة «العتك» الأسفل، وتزرع عادة بعليا إذا سالت في موسم الزرع وهي ذات سدرو شيح وقيصوم، وهي مغضى سيل وادي رويغب وما سال من وجه «العتك» الأسفل مغرباً.
- روضة الحقاقة:
تقع في منحنى العرمة الغربي بين «العتك» وبين «العريمة» وهي مستطيلة من الشرق إلى الغرب، يزرعها بعليا أهل «تمير».. ويصب فيها «وادي مليح» وما سال من صفحة جبل «العرمة» مما يليها شرقاً وشمالاً وفوقها روضتي «مليح» و«العرقوبة» في امتدادها غرباً.
أما التسمية فهي مشتقة من كلمة تمر.. والتمر من أشهر المحاصيل الزراعية التي تجود بها مزارع تمير.. وتحيط بالمدينة.. وكانت في الماضي تسمى «مجزل الأمرار».
معالم تمير الأثرية:
- حامي القصيرات:
عبارة عن سور شيد من الطين واللبن والحجارة، ولا يعرف بالتحديد تاريخ بنائه ولكن يجمع أغلب الرواة على أنه بني في أوائل القرن الحادي عشر الهجري، وكان يحتضن خلف بواباته الثلاث: القبلية والشمالية والشرقية أقدم أحياء مدينة تمير وهي الصعداء والعائر وملوي.
- سور الجماعة:
حصنت تمير نفسها بسور بعد انفراط حبل الأمن في نجد وحملة العثمانيين عليها، وسمي هذا السور بسور الجماعة: لأنه ضم أغلب المناطق التي يتركز فيها السكان آنذاك.. وكان السور يمتد بطول يقرب من «1500» متر، وتتخلله خمس بوابات هي: باب البر، دروازة نفوان، دروازة المراجيم، نقبة العليا، دروازة السليل.
- المرقب «البرج»:
يقع جنوب شرقي تمير - أنشأ منذ ما يزيد على أربعمائة عام، وكان الأهالي يتناوبون فيه عملية مراقبة الأعداء والحيوانات التي ترعى في الرياض المحيطة بتمير.
- المراجيم:
وهي عبارة عن بناء حجري كان من الأهمية بمكان حتى أن المرتفعات الواقعة جنوب غرب تمير عرفت ب«ظهرة المراجيم».. وأطلق اسم المراجيم على احدى دراويز سور الجماعة.
كما أن هناك قصراً أثرياً قديماً يسمى بقصر كاظم، ويوجد في داخل هذا القصر بئر ماء للشرب.. وما زال هذا القصر موجوداً حتى يومنا هذا.
ومن المعالم الأخرى في تمير جبل «خزة» وهو جيل بارز أسود اللون ويقع في طرف جبل المجزل من الجنوب.
- قارة بليبيل:
تقع قارة بليبيل على يمين طريق تمير بمسافة 4 كم وترتفع هذه القارة 644 متراً وتبعد عن بلدة تمير حوالي 16 كيلو متر وتكمن أهميتها في وجود بقية مساكن ومزارع تعود لمئات السنين وهي الآن مطمورة تحت التراب والرمل في الجهة الشرقية من القارة.
تاريخ مدينة تمير في الماضي:
يكتنف تاريخ مدينة تمير بعض الغموض عدا اشارات بسيطة في كتب البلدان والأنساب ومن خلال البحث في المصادر القديمة حصلنا على بعض المعلومات عن تمير منها:
1- العصر الجاهلي:
كانت تمير مورد ماء ترد إليها القبائل للتزود من مائها وقد اختصت بها قبائل التيم من الرباب كما أشار إلى ذلك الأصفهاني في كتابه «بلاد العرب».
2- صدر الإسلام:
بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم دخلت كثير من القبائل الإسلام وشاركت في الفتوحات الإسلامية واستقرت قبائل كثيرة حول مواردها ومن تلك القبائل قبائل التيم حيث استقرت في تمير وعلى اثر ذلك تحولت تمير من مورد ماء إلى قرية.
وبعد انشاء مدينة الكوفة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ازدادت أهمية تمير فكان هناك طريق يصل ما بين مدينة حجر باليمامة ومدينة الكوفة وهذا الطريق يرتاده المسافرون وكانت تمير من ضمن القرى التي يمر عليها الطريق.
وهناك ذكر لمدينة تمير من مؤلفين أتوا بعد الحسن بن عبدالله الأصفهاني منهم الحسن بن أحمد الهمداني من أهل القرن الرابع الهجري توفي عام 1334هـ في كتابه «صفة جزيرة العرب» وياقوت الحموي من أهل القرن السابع توفي عام 622هـ في كتابه «معجم البلدان» والحسن بن محمد الصاغاني من أهل القرن السابع توفي عام 650هـ في كتابه «التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية» ومحمد بن يعقوب الفيروز أبادي من أهل القرن التاسع الهجري توفي عام 817هـ في كتابه «القاموس المحيط».
فهؤلاء بعض من ذكر تمير في مؤلفاتهم مما يدل على أنها كانت مشتهرة في ذلك الوقت.
3- النشأة الثانية لتمير:
كما ذكرنا سابقاً أن التيم قد استقروا في تمير بعد أن كانت مورد ماء لهم ولكن فيما يبدو أنهم هجروها لظروف غير معلومة.
وفي موقع آخر من منطقة سدير وبالتحديد في حوطة سدير حصلت خلافات بين بعض الأسر على امارة الحوطة فتفرقوا خشية النزاع وانتقل قسم منهم إلى تمير وهم آل عبهول أمراء حوطة سدير من آل أبو حسين من بني العنبر بن عمرو بن تميم عام 1107هـ فاشتروا الموضع المسمى الحايط ممن كان قاطناً عليه بجراب من التمر يزن ثلاث وزنات وهذا يدل على عدم وجود التمر في هذا الموضع إما لقحط أصابها أو موت نخيلها بعد هجر التيم لها، وبعد أن استقر آل عبهول فيها أعادوا عمارتها وغرسها بالنخيل وبنوا المساكن ثم توافدت عليهم بعد ذلك أسر أخرى من أماكن مختلفة وأصبحت تمير مجتمعاً متماسكاً مترابطاً تسوده المحبة والتعاون وزاد عدد سكانها.
تمير في عهد الدولة السعودية الأولى
لما قام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بدعوته الإصلاحية وبدأ نشر الدعوة في المناطق القريبة من الدرعية حتى وصل إلى منطقة سدير وكان ممن انضم إلى لواء الدعوة أهل تمير فقد ذكر المؤرخ الفرنسي مانجان أن تمير من البلدان المشهورة في الدولة السعودية ا لأولى استناداً إلى أقوال بعض كبار آل الشيخ الذين كانوا يعيشون في مصر.
تمير في عهد الدولة السعودية الثانية
بعد أن عرفنا دور أهل تمير في الدولة السعودية الأولى ومسيرتهم للجهاد والدعوة وبعد أن حصلت الكارثة العظيمة من الغزو الباشوي للبلاد الذي تسبب في دمار الدرعية ففي عام 1234هـ أمر الباشا بتدمير جميع أسوار بلدان نجد لتعم الفوضى ويكثر النهب والسلب، ولما قيض الله الإمام تركي بن عبدالله لإعادة الحكم مرة أخرى عام 1235هـ كان مما قام به توحيد البلاد ولم الشمل وكان أهل تمير دور في ذلك وقد خلفه على الإمامة ابنه فيصل أوائل عام 1250هـ ولقد سار ومعه بعض جيوشه وكان برفقته الشيخ إبراهيم بن سيف ونزل قرب تمير حيث اجتمع إليه باقي جيوشه ثم رحل بهم إلى بلدة الشعراء، وهذا يدل على أن مدينة تمير موقع متميز لتجمع الجيوش وذلك لأن أهلها من مناصري الدعوة التي ساعدت أئمة آل سعود على نشرها وكان هناك إمضاءات في بعض وثائق أهل تمير من الإمام فيصل بن تركي وتصديق على أحكام بعض المشايخ من الإمام عبدالله بن فيصل تدل على ارتباط أهل تمير بهم.
تمير في عهد الملك عبدالعزيز
في عام 1319هـ وعندما أتم الله للملك عبدالعزيز - رحمه الله - فتح الرياض سر أهالي البلدان بهذا الانتصار ولذلك فلا عجب أن يناصر أهالي تمير الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بعد ذلك في فتوحاته.
حيث شاركوه في الفتوحات التي قام بها في أنحاء المملكة وقد كان يخرج من تمير ست ركائب للجهاد في الأحوال العادية ويضاعف هذا العدد في حال اشتداد الغزو ويسمى جهاد مثنى حيث يصل إلى اثنتي عشرة مركوبة، وحسب رسالة من الملك عبدالعزيز إلى عبدالعزيز بن عسكر وكافة أهل سدير عام 1354هـ فإنه يخرج من منطقة سدير ذات البلدان العديدة في حالة الجهاد للأحوال العادية 76 مطية مما يعني أن لأهل تمير مشاركة واضحة في الجهاد وكان يصرف عن كل مطية حسب ما ورد في الرسالة مائة ريال.
وقد أحصى على سبيل المثال عدد من شارك مع الملك عبدالعزيز من احدى أسر تمير فبلغو أكثر من خمسة عشر رجلاً، فكيف بباقي الأسر الأخرى؟
ولقد كانت هناك قصص عن وقائع الغزوات يرويها كبار السن نقلاً عن من شارك فيها في أماكن مختلفة من المملكة مما يدل على مشاركتهم في معظم هذه الغزوات.
وفي عام 1337هـ أرسل الملك عبدالعزيز رسالة لأهل تمير بشأن جعل روضة الخشم وفيضة روضة القصر وجو الشعب القريبات من تمير لصالح الجهاد لكي تكون مراعي للإبل والخيل وطلب من أهل تمير عدم المعارضة في ذلك فقد كانت المنطقة موقعاً متميزاً لانطلاقة الجهاد ولذلك سميت احدي الطرق التي تمر بها خيول الجهاد باسم دريبات الخيل ولا زال هذا الاسم باقياً إلى الآن.
ولقد كانت المراسلات بين الملك عبدالعزيز وبين أهل تمير كثيرة من قبل عدد من كتاب تمير لذا أرسل الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري قاضي سدير رسالة لأهل تمير عام 1342هـ يدعو فيها أهل تمير بأن تكون المكاتبات سواء للملك عبدالعزيز أو للشيخ نفسه بخط إبراهيم بن ناصر بن هليل أحد أئمة جامع تمير وذلك خشية اختلاف الخطوط.
وفي عام 1347ه اجتمع أمير تمير عبدالله بن فايز مع الملك عبدالعزيز مع العلماء والأمراء والقادة والمجاهدين في الرياض وهو المسمى اجتماع الجمعية العمومية في نجد وذلك اثر الهجمات العراقية على المنطقة فقد كان اجتماعاً كبيراً جداً يدل على قوة التلاحم بين الشعب والملك عبدالعزيز رحمه الله -.
وفي عام 1361هـ أرسل الملك عبدالعزيز لأمير تمير ناصر بن حمد الزيد بشأن روضة الحقاقة والتي يزرعها أهل تمير عند نزول المطر بوجوب المحافظة على الزرع وعدم منع الناس من ورود رسوس الماء التي حولها.
الهيئات والمصالح الحكومية:
يوجد في مدينة تمير عدد كبير من الهيئات والمصالح الحكومية التي تباشر تقديم خدماتها للمواطنين والمقيمين وقد شملت المجالات التالية:
مركز تمير:
تأسس مركز تمير عام 1250هـ باسم إمارة تمير وظلت تحمل هذا الاسم حتى صدور نظام المناطق وتغير المسمى إلى مركز تمير.
4- أئمة الجامع:
في عام 1230هـ تم بناء المسجد الجامع ويقع في طرف الوادي ولقد ساهم أهل تمير في بنائه وتوسعته لكي يسع أكبر عدد من المصلين.
وكانت مادة البناء هي الطين والسقف من جريد النخل وبعد فترة من الزمن هدم الجامع وتم بناء جامع جديد في نفس الموقع ولكن بمساحة أكبر.
وكان البناء من الطين، وبعد توحيد المملكة وكثرة الخيرات تم بناء المسجد من جديد بالبناء الحديث المسلح.
ولقد اهتم بالجامع منذ انشائه وحتى الان وتعاقب عليه الكثير من الأئمة «المطاوعة» الذين كانوا بالاضافة إلى إمامتهم للصلاة كانوا يقومون بتدريس الأطفال وصغار السن قراءة القرآن الكريم وحفظه، وكذلك تعليمهم الكتابة.
والأئمة الذين تعاقبوا على الجامع هم:
1- عيسى بن محمد الخريف.
2- عثمان بن ماجد من أهل جنوبية سدير.
3- إبراهيم الهليل استمر إماماً لمدة 50 سنة وتوفي عام 1349هـ.
4- عثمان بن عبدالعزيز الركبان من أهل المجمعة استمر إلى 1356هـ.
5- علي بن عبدالعزيز العبداللطيف المفرج حتى عام 1366هـ.
6 - منصور العمران من أهل جلاجل استمر إلى سنة 1368هـ.
7 - عبدالرحمن بن علي الحمدان من سنة 1368 إلى 1378هـ.
8 - ناصر بن عبدالعزيز الخريف من سنة 1378 إلى 1422هـ.
9 - ظاهر بن عبدالله الخريف 1422هـ ولا يزال.
3 - قضاة تمير:
في الماضي كان أغلب أئمة المسجد «المطاوعة» يفصلون فيما يقع بين الناس من مشاكل وبعض القضايا تحول إلى قضاء المجمعة، ومن أشهر قضاة المجمعة في ذلك الوقت الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري.
وفي عام 1380هـ تم افتتاح محكمة تمير الشرعية التي تخدم مدينة تمير وبعض القرى والهجر التابعة.
أما القضاة الذين تولوا القضاء في تمير فهم:
1- الشيخ عبدالله بن سعد بن راشد من 1380/8/9 - 20/7/1388هـ..
2- الشيخ عبدالله بن محمد الشثري 1393/1/1 - 26/12/1401هـ.
3- الشيخ عبدالله بن عثمان البشر 19/10/1400هـ - 26/11/1400هـ.
4- الشيخ إبراهيم بن محمد الحميدان 1402/2/9 - 28/2/1404هـ.
5- الشيخ محمد بن ظافر الحقباني 10/5/1404هـ - 4/3/1405هـ.
6- الشيخ عبدالله بن مساعد السهلي 5/3/1405هـ 9/7/1407هـ.
7- الشيخ عبدالعزيز بن محمد المشعل 11/2/1408هـ - 23/2/1409هـ.
8 - الشيخ عبدالله بن سعيد البقية الدوسري 26/3/1409هـ - 1419هـ.
9- الشيخ عبدالله بن محمد السعدان 1419هـ.
10- الشيخ عاصم بن ناصر القاسم 1420هـ. ولا يزال.
التطور العمراني
الوافد إلى تميز يلحظ شيئاً جديداً من معالم التطور العمراني، مما يضفي عليها جمالاً يبهج قلوب أهلها، ويسر زائريها.
فخلال الفترة من عام 1395هـ حتى عام 1415هـ حققت العديد من المنجزات من أهمها أعمال إنشاء وتوسعة الطرق وأعمال التزفيت وأعمال التشجير وأعمال الأرصفة وأعمال المخططات للتوسع العمراني في المدينة وأعمال الإنارة وتمديد شبكات مياه، واقامة مظلات حديدية، بالاضافة إلى العديد من المشروعات التجميلية.
وتمتد خدمات بلدية تمير إلى 15 قرية وهجرة بالاضافة إلى مدينة تمير وضواحيها.
كما تأسست الكهرباء عام 1392هـ ومكتب للبريد عام 1380هـ ومركز الاتصالات عام 1402هـ وجمعية تحفيظ القرآن الكريم عام 1402هـ والمكتب التعاوني للدعوة عام 1414هـ ومكتب للأوقاف عام 1414هـ.
مندوبية تعليم البنات:
وتقوم بالاشراف على مدارس قطاع تمير للبنات.
مكتب الاشراف:
ويقوم بالاشراف التربوي على مدارس قطاع تمير للبنات.
الخدمات الصحية:
أنشأ عام 1382هـ وتم انشاء مستشفى تمير عام 1417هـ ومركز الهلال الأحمر عام 1419هـ.
بلدية تمير:
تأسست عام 1395هـ وبدأت تقدم خدماتها في نفس السنة وقدمت الكثير من الخدمات لمدينة تمير والقرى التابعة لها كالسفلتة والإنارة وانشاء الحدائق العامة وأعمال النظافة وسقيا المواطنين.
مركز الدفاع المدني:
أنشأ عام 1412هـ ويقدم خدمات جليلة لمدينة تمير وما جاورها، وكذلك تغطي خدماته الطريق السريع في حالة حدوث حوادث لا قدر الله.
الجمعية الخيرية بتمير
تأسست الجمعية الخيرية بتمير في 24/6/1419هـ التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وهي تهدف إلى تقديم الخدمات التي تحتاجها مدينة تمير.
نادي المجزل بتميز
تأسس نادي المجزل بتمير عام 1395هـ لمزاولة العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية وله العديد من المساهمات في خدمة البلد من أهمها تكريم الطلاب المتفوقين في مدينة تمير وما جاورها في جائزة المجزل للتفوق العلمي.
التعليم في تمير
ولقد كانت مدينة تمير مثلها مثل البلدان النجدية في التعليم فقد بدأ فيها التعليم على أيدي كتاب قد يكونون من أهل البلد أو من خارجه وكان التعليم يتم في المسجد الجامع أو قريباً منه، وفي بعض الأماكن التي تكون بعيدة عن الجامع يتم طلب معلمين من قبل أهل هذه الأماكن لتعليم أبنائهم ويعطون على ذلك أجراً مما يدل على حرص أهالي تمير على التعليم.
بداية تعليم الكتاتيب في تمير:
لا يمكن أن نؤكد متى بدأ تعليم الكتاتيب في تمير إلا أنه من خلال أئمة الجامع يمكن معرفة ذلك حيث كان يقوم على عاتق إمام الجامع في الغالب تعليم القرآن والقراءة والكتابة وحسب المصادر التي استقيناها فإن أقدم إمام جامع لتمير هو عيسى بن خريف حيث أنه هو أول من أم الجامع في تمير وكان يقوم بتعليم القرآن وأمور الدين، وبعد وفاته خلفه ابنه محمد بن عيسى على الإمامة والخطابة وتعليم الناس، وبعد وفاة محمد بن عيسى بن خريف تولى إمامة المسجد والتعليم عبداللطيف بن حمد المفرج وكان يقوم مع الخطاب بكتابة الوثائق كوثائق البيوع والوصايا وقسمة الأملاك وكان ذا خط حسن أطلعت على وثيقة له كتبها عام 1239هـ.
ثم خلف عبداللطيف بن حمد بن مفرج بعد ذلك على الخطابة والتعليم عثمان بن حمد بن ماجد وهو من أهل جنوبية سدير من الماجد النواصر ولقد كان ماهراً مبدعاً في القراءة والكتابة واستفاد منه عدد كبير من أهل تمير وكان لزوجته دور كبير في تعليم النساء أمور دينهن.
وكان يقوم بالاضافة الى الخطابة والتعليم بكتابة الوثائق وكان خطه جميل جداً وبعد ذلك في أواخر القرن الثالث عشر خلفه على الإمامة والخطابة إبراهيم بن ناصر بن هليل ويعتبر هو الكاتب الرسمي لأهل تمير في عصره وكان يقوم بالإمامة والخطابة وتعليم الناس ولقد قرأ على يديه الكثير من الناس الذين نشروا العلم في ضواحي تمير.
وفي فترة إمامة بن هليل للجامع في تمير برز عدد من الكتاب منهم على سبيل المثال عبدالله بن سلامة وحسن بن محمد الخطيب وعلى بن طامي وغيرهم ممن ظلوا ينشرون العلم ومبادئ القراءة والكتابة في تمير.
ثم خلف بن هليل بعد وفاته في إمامه الجامع الشيخ عثمان بن عبدالعزيز بن ركبان من أهل المجمعة وكان عالماً فاضلاً تعلم على يديه الكثير من أهل تمير وظل يقوم بالإضافة إلى عمل الخطابة بالتدريس وكتابة المواثيق وتعليم الناس أمور دينهم وفي عام 1356هـ عين قاضياً في النماص، وخلفه على إمامة الجامع وتعليم الناس علي بن عبدالعزيز بن عبداللطيف المفرج..
وهكذا انتشر العلم عن طريق المسجدالجامع وظل الناس يطلبون الأئمة لصلواتهم والمعلمين لأولادهم حتى إن كل ناحية من نواحي بلدة تمير قد أظهروا لهم معلمين يصلون بهم صلاة التراويح في رمضان ويعلمون أولادهم القراءة والكتابة.. فإذا كان إمام الجامع يعلم الناس المجاورين له من أهل البلدة فإن النواحي والمزارع المجاورة للبلدة قد أظهروا لهم معلمين فمثلاً أهل الشمالي قد أظهروا ناصر بن حبيش الخرجي يصلي بهم التراويح ويعلمهم القراءة والكتابة وكذلك أظهروا علي بن محمد بن علي الصبيح وكذلك أظهروا لهم إبراهيم بن محمد بن عبدالرحمن الفيصل وكذلك أهل المسهلة أظهروا ناصر بن سليمان أبو حيمد يصلي بهم صلاة التراويح ويعلم أولادهم الكتابة والقراءة وكذلك أهل الباطن أظهروا محمد عبدالله المناع وكذلك أهل الوسيعة أظهروا محمد بن عبدالله المناع.
وهكذا انتقل التعليم من مرحلة إمامة الجامعة إلى اظهار أئمة ومعلمين بالأجرة حيث أصبح الناس ينشدون العلم في كل ضواحي ومزارع تمير.
وفي عام 1371هـ انتقل التعليم في تمير من مرحلة الكتاتيب إلى التعليم الرسمي حيث افتتحت المدرسة السعودية.
وهكذا انتشر التعليم في تمير وتوسعت آفاقه حتى عم الهجر والبوادي المجاورة فتعددت المدارس من بنين وبنات حتي بلغت احدى عشرة مدرسة للبنين وتسع مدارس للبنات.
|