في خضم هذه الأحداث والمصائب على أمة الإسلام يحصل الهرج والمرج والقيل وكثرة السؤال ولا غرابة في هذه فالحروب تسبب كل هذه الأمور وأشد من ذلك، والقنوات الفضائية خير شاهد على ذلك، والشباب في حاجة ماسة إلى توجيهات وارشادات مع زوبعة هذه الأحداث فأقول لهم:
أولاً: أنتم سند الأمة وثروتها في الحاضر وذخرها في المستقبل وفيكم الأمل الكبير لامتكم العظيمة فلا ينبغي لكم أن تذلوا أنفسكم بالمعاصي والذنوب التي تضعف الإيمان في قلوبكم ، هبوا جميعاً - يا شباب الإسلام - إلى المساجد وألهجوا بالدعاء والذكر وقراءة القرآن.
قال تعالى{يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا إن تّنصٍرٍوا اللّهّ يّنصٍرًكٍمً وّيٍثّبٌَتً أّقًدّامّكٍمً (7)} [محمد: 7] .
ثانياً: احذروا من الإشاعات المغرضة والكاذبة التي تشوش على عقولكم وأفكاركم وقد تمس عقيدتكم ومقدساتكم ووطنكم، إذ اننا بحاجة في كل وقت إلى تماسك جبهتنا الداخلية خاصة في أيام الفتن فلا تتركوا للمرجفين والمغرضين مجالاً وفرصة للتشفي وغرس الحقد والشحناء بينكم تجاه مجتمعكم وولاة أمركم.
قال تعالى { فّاسًأّّلٍوا أّّهًلّ الذٌَكًرٌ إن كٍنتٍمً لا تّعًلّمٍونّ (43)} [النحل: 43] .
رابعاً: احذروا من العاطفة الزائدة والحماس المفرط - غير المنضبط - الذي يؤدي بصاحبه إلى الغلو والهلاك والدمار والعنف واتهام الآخرين وسوء الظن بهم، فالناس في هذا الوقت في حاجة ماسة إلى إدخال السرور في نفوسهم وبث الطمأنينة في قلوبهم.
خامساً: حققوا معنى الأخوة الإسلامية التي تدعو إلى التعاون على الخير والتواضع لكل مسلم ونبذ الضغينة والحقد من نفوسكم.
ولا تنسوا أن تدعوا لإخوانكم المسلمين في العراق فهم يواجهون حملة شرسة ظالمة.
سادساً: اعلموا أن بلادكم - بلاد الحرمين - هي مهبط الوحي ومنبع الرسالة وحاملة لواء هذا الدين الحنيف وهي التي تهتم بالمسلمين في أنحاء المعمورة فالتاريخ يشهد والدنيا تشهد والأجيال تشهد أن هذه البلاد - حفظها الله - ما زالت ولا تزال قائمة بشرع الله تحكمه في جميع أمورها ولا تخشى في ذلك لومة لائم، فحري بنا أن نعرف قدر هذه النعمة العظيمة وهي نعمة الإسلام والأمن والأمان ونحذر كل الحذر من التنازل والتشتت والتشرذم.
|