Friday 25th april,2003 11166العدد الجمعة 23 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد أن سيطرت القوات الغربية على العراق بعد أن سيطرت القوات الغربية على العراق
ما هو الدور المنتظر للجامعة العربية؟!
محللون سياسيون وخبراء يطالبون الجامعة العربية بدور فاعل في الفترة القادمة

* القاهرة مكتب الجزيرة - عثمان أنور إنصاف زكي - سناء عبدالعظيم:
بعد السيطرة على بغداد وتلاحق الأحداث فور الانهيار السريع والمفاجئ للمقاومة العراقية في بغداد أصبح الجميع في حالة ترقب لما ستسفر عنه الأحداث وتتطلع الأنظار للأدوار المنتظرة لكافة الأطراف الدولية والمنظمات والهيئات العربية وفي القلب منها جامعة الدول العربية.. فما هو الدور المنتظر للجامعة العربية في ظل ما حدث وفي فترة عراق ما بعد صدام؟!
يؤكد المراقبون على ضرورة ان يكون هناك دور كبير وفعال للجامعة العربية في الفترة القادمة للحفاظ على استقرار وأمن الشعب العراقي وعدم السماح بتقسيم الأراضي العراقية وان يقرر الشعب العراقي مصير بلاده ويختار من يحكمه وخاصة أن ميثاق الجامعة العربية يتضمن في بنوده رفض أي حكم أجنبي لبلد عربي وعلى الشعب تقرير مصيره ويختار حكامه وعلى هذا يجب ان تقوم الجامعة العربية بدور هام في الفترة القادمة غير ان مراقبين آخرين يرون أن الفترة القادمة وما يخطط للعراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ستشهد تقليصا لدور الجامعة العربية وقد يتم البحث عن منظومة عربية جديدة وذلك على خلفية ما حدث من جدال في الفترة الماضية حيث تعالت بعض الأصوات لاستبدال الجامعة العربية كما طالب الرئيس مبارك بضرورة تطوير ميثاق الجامعة ويعود هذا الجدل إلى ما قبل تسارع الأحداث الدراماتيكية في بغداد حيث أشار البعض إلى ان الأحداث الجارية تتطلب نظام امن عربي جديداً وان هذا النظام قد تشارك فيه إسرائيل وتركيا الأمر الذي دفع عمرو موسى للتأكيد في تصريحات له ان مسألة استبدال الجامعة العربية بنظام آخر ليست مسألة سهلة.
دور لا بد منه
بعد هذا الجدل والانقسامات التي
حدثت وبعد الانهيار المفاجئ لبغداد والحديث المتداول عن عراق ما بعد صدام يثار التساؤل ما هو الدور المنتظر للجامعة العربية؟
«الجزيرة» استطلعت آراء نخبة من المحللين السياسيين والخبراء لمحاولة استشراف واقع الجامعة العربية في الفترة القادمة ودورها المنتظر، ويؤكد الدكتور أحمد يوسف عميد معهد البحوث العربية التابع للجامعة العربية ان الفترة القادمة تتطلب ادوارا قوية وفاعلة من جانب الدول العربية والجامعة العربية على وجه خاص ويجب أن ننظر نظرة جادة ومخلصة لما يجب ان يكون عليه العمل العربي المشترك بعد أن وصل إلى حالة من الأزمة حيال ما حدث للعراق فيجب أن تتم الدعوة لعقد قمة عربية طارئة لبحث ما يجري للعراق وان تكون المساهمة العربية فيما سيحدث فعالة لأن البديل هو نظام امني إقليمي قد يفتح الباب لمشاركة اسرائيل الامر الذي يحمل تخوفا كبيرا فالانقسامات العربية التي شهدتها الفترة الماضية جاءت في وقت خطير ودقيق للغاية ولم يستطع النظام العربي ان يرتفع إلى مستوى المسؤولية والآن يجب ان يكون هناك دور فاعل وحقيقي للجامعة العربية لاثبات دورها ومكان للعرب في الفترة القادمة.
واضاف يوسف انه بعدما حدث للعراق لا بد من اعادة النظر في الشأن العربي وان يوضح الامر بكل صراحة بعد تلك الكبوة الكبرى لما حدث للعراق والنظرة باخلاص لما سيكون عليه العمل العربي المشترك وافساح دور كبير للجامعة العربية وخاصة ان ميثاقها يتضمن رفض أي حكم أجنبي لدولة عربية وعلى الشعوب تقرير مصيرها واختيار حكامها ورغم ان الغموض لا يزال سيد الموقف إلا انه يجب التأكيد على دور للجامعة العربية في الفترة القادمة.
إصلاح جذري
من جانبه أكد الدكتور حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان ما حدث للعراق قد كشف النظام العربي الرسمي وطالب بإصلاح جذري في مؤسسات النظام العربي وفي مقدمتها الجامعة العربية تتولاه منظمات وهيئات المجتمع المدني العربي. وقال ان هناك عدة احتمالات يمكن ان ينتهي إليها النظام الاقليمي العربي بعد انتهاء الحرب على العراق، وذكر من هذه الاحتمالات امكانية ان ينشأ اطار اقليمي جديد تحت عنوان الشرق الاوسط وشمال افريقيا يضم تركيا واسرائيل او ادماج هذا النظام في الاطار المتوسطي الذي يضم حاليا 15 دولة اوروبية إلى جانب ثماني دول عربية او ادراك اصلاح جذري حقيقي يحيي النظام الحالي والجامعة العربية مسترشدا في ذلك ببناء وهيكلة الاتحاد الاوربي.
وطالب الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري بتشكيل مجلس امن قومي عربي فورا يضم مصر وسوريا والسعودية والجزائر لمواجهة المخاطر على الامة، واكد ان على البلدان العربية المحيطة بالعراق واجباً قومياً يتمثل في تقديم كل اشكال الدعم للشعب العراقي ودعا إلى عقد قمة عربية في دمشق أو الرياض أو القاهرة أو الجزائر لاتخاذ قرارات هامة من بينها التعديل الفوري لميثاق الجامعة العربية بالغاء بند الاجماع في القرارات لصالح الاغلبية الملزمة واقرار مشروع نظام محكمة العدل العربية والسوق العربية المشتركة ووضع خطة تطبيقية لقرار القمم العربية الذي لم ينفذ وينص على أن الاعتداء على أي دولة عربية هو اعتداء على البلدان العربية جميعا وقال انه إذا رفض اعضاء الجامعة هذا المشروع فلابد من تخير حكام هذه الدول بين البقاء في الجامعة اوالخروج منها ثم الانطلاق بالجامعة العربية وفق قواعد الاصلاح المطروحة.. واكد الأشعل على ضرورة ايجاد نظام دولي متوازن يجهض التوجه الامريكي المنفرد في الساحة الدولية وادارة حوار عربي ودي مع تركيا وايران وماليزيا لتشكيل جبهة اسلامية عالمية ضد الاحتلال وللحفاظ على وحدة العراق والتعامل العربي الايجابي مع الشعب العراقي بكل فصائله.
لا وقت للخلافات
وعن الانتقادات التي وجهت للجامعة العربية وامينها العام في الفترة الماضية ودورها المنتظر في الفترة القادمة يؤكد هشام يوسف المتحدث الرسمي باسم الامين العام للجامعة العربية على ضرورة ان لا ننصرف إلى معارك جانبية وان تاريخ ومواقف الامين العام معروفة للجميع وان هذا ليس وقت تبادل الاتهامات وتعميق الانقسامات ولكنه وقت السمو فوق اية خلافات حتى نتخطى الازمة الحالية.
واوضح المتحدث الرسمي ان الجامعة العربية بل الدبلوماسية العربية فشلت في تحقيق هدفها بتفادي الحرب ضد العراق ولم تنجح في تحقيق المصلحة العربية في النزاع العربي الإسرائيلي وفي حماية الشعب الفلسطيني الاعزل وهناك ضرورة في اعقاب تخطي الازمة الحالية لطرح هذه الموضوعات من كافة جوانبها على الرأي العام العربي والتشاور حولها بين الدول العربية لبحث كيفية تطوير نظم العمل العربي المشترك وما إذا كان الامر يتطلب اصلاح وتطوير أو اعادة هيكلة وربما اعادة بناء النظام العربي، مؤكدا عدم صحة ما أثير في العديد من وسائل الإعلام على ان المطروح هو استبعاد بعض الدول العربية واوضح انه لا يمكن للجامعة العربية ان تعمل في اتجاه يستبعد أي دولة عربية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved