* القاهرة مكتب الجزيرة محيي الدين سعيد:
دعا عدد من رجال الصحافة والقانون إلى صياغة اتفاقية دولية لحماية الصحفين في أوقات السلم والحرب ترتيبا على ما تعرض له الصحفيون اثناء العدوان الانجلوامريكي على العراق مما أدى إلى مقتل 14 صحفيا من جنسيات مختلفة، معتبرين ان قتل هؤلاء الصحفيين يعد جريمة حرب يجب ملاحقة مرتكبها بمختلف الوسائل القانونية والقضائية.
قال ابراهيم نافع رئيس اتحاد الصحفيين العرب ونقيب الصحفيين: إن القضايا والمهام التي تثيرها الحرب الظالمة التي شنتها الولايات المتحدة ضد العراق وضد الأمة العربية بوجه عام أوسع كثيرا من مجرد الاحتجاج على الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون والاعلاميون العرب والعالميون في سياق تلك الحرب.
واضاف نافع في ندوة نظمتها نقابة الصحفيين المصريين بالتعاون مع اتحاد الصحفيين العرب واتحاد المحامين العرب تحت عنوان «قتل الصحفيين في العراق جريمة حرب» ان الصحفيين والاعلاميين العرب إلى جانب انتمائهم لمهنة الصحافة التي اتفق المجتمع الدولي على وجوب حمايتها فإنهم ينتمون إلى الأمة العربية التي تتعرض لظلم فادح في الاوضاع الدولية الراهنة وتختصها السياسات الامريكية الراهنة بضغوط وحروب يسقط فيها آلاف الابرياء ويتعمق من خلالها الشعور بالعنف والاحباط.
واعتبر نافع ان استشهاد الصحفي العربي طارق ايوب ومعه عدد من الصحفيين العالمين خلال الحرب الظالمة التي شنت ضد العراق امر ينبه إلى وحدة المصير المهني والانساني ويدعو لمراعاته مع بحث التدابير اللازمة لمساءلة المسؤولين عن تلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان والصحفيين وفي مقدمتها حقهم في الحياة وفي الاضطلاع بسمؤوليات عملهم دون تدخل أو تهديد.
أكد نافع ان ما يواجه الصحافة العربية من تهديدات هو جزء لا يتجزأ من الازمة الشاملة التي تواجه الانسانية كلها في المرحلة الراهنة في المستقبل القريب، مشيرا إلى ان العدوان الانجلوامريكي على العراق انطلق من أفكار وتوجيهات سياسية وعقائدية وتنتهك كل مبادئ القانون الدولي وتجعل مصير الأمم المتحدة موضع تساؤل وشكوك حقيقية لأول مرة منذ نشأتها معتبرا ان المهمة الاولى للصحافة والمشتغلين بالقانون والرأي هي الدفاع عن السلام العالمي والحضارة المشتركة وليس فقط امن وسلامة الأمة العربية. وقال ان الحضارة العالمية لا يمكن إن تستمر أو تتواصل إذا ما اصبح القانون الدولي جثة هامدة بسبب غطرسة القوة والسياسات العدوانية التي تنتهجها الإدارة الأمريكية الراهنة.. ودعا إلى مخاطبة جميع الهيئات في العالم التي تعمل على وقف العدوان الأمريكي الجسيم ضد ركائز القانون والحضارة العالمية وإلى التواصل السريع والعميق بين المصرفية العربية والمجتمع المدني العربي مع الصحافة العالمية والمجتمع المدني العالمي وصولا إلى بناء اتحاد قوي يتحدى للانتهاكات الجسيمة لحقوق وامن وسلامة الصحفيين والاستقلال وحرية مهنة الصحافة بكل أشكالها ووسائطها.. وأكد على أهمية التوثيق الدقيق لهذه الانتهاكات على مختلف المستويات لوضعها امام جميع الهيئات ذات الصلة بالدفاع عن القانون الدولي الانساني.
وشدد نافع على اهمية تأمين حقوق الصحافة والصحفيين في البلاد العربية اولا كجزء من النضال المشترك من اجل الديمقراطية والحريات العامة وما تقتضيه من اصلاحات جوهرية للنظم السياسية العربية ليست مسألة رفاهية أو أمرا فرعيا في أي مرحلة من التاريخ العربي وانها أصبحت اليوم مسألة حياة أو موت بالنسبة للصحافة وللمجتمعات العربية من المحيط إلى الخليج، مشيرا إلى ان الاصلاحات الدستورية والتشريعية للازمة لتحقيق الديمقراطية في الوطن العربي كله.. ودعا نافع إلى وضع تصور شامل لمساءلة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم الامريكية والاسرائيلية ضد
الصحفيين العرب في العراق وفلسطين مشيرا إلى ان هذا التصور يجب ان يشمل المساءلة السياسية والاخلاقية والمساءلة القضائية والقانونية والمساءلة أمام المنظمات الدولية، موضحا انه يمكن التفكير في توظيف آليات القانون والقضاء الامريكي ذاته في المحاسبة القضائية إلى جانب توضيح الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون إلى جانب تحريك الآليات المتاحة في الاتفاقيات الدولية.
وقال انه من الضروري دعوة الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف إلى النظر في كيفية حماية الصحفيين والمدنيين وقت الحرب والعمل على طرح هذه القضية للمناقشة في اطار لجان الأمم المتحدة لحقوق الانسان وأمام المنظمات الاخرى كاليونسكو ومنظمة الصحة العالمية والاستفادة من كل منبر دولي مهم وما ينتجه من مداخل وآليات في هذا الشأن.
وختم نافع بالقول ان القضية لم تعد امان الصحفيين وحقوقهم المشروعة في اداء واجبهم المهني بغير التعرض للأخطار والانتهاكات فحسب وانما قضية الشعوب وحقها المشروع في الاطلاع على الحقائق واتخاذ المواقف السليمة القائمة على معلومات موثقة ودقيقة.
من جانبه لفت صلاح الدين حافظ امين عام اتحاد الصحفيين العرب إلى ما مارسته وسائل الاعلام والآلة العسكرية الامريكية من تضليل اعلامي وقال ان البنتاجون الامريكي كان له دوره الخطير في ذلك الامر باتخاذ اجراءات عسكرية صارمة تحول دون نشر الحقيقه وصولا إلى قتل الصحفيين مدللا على ذلك بقتل 14 صحفيا وفصل اشهر صحفي امريكي من عمله لكونه وصف الحرب الأمريكية بأنها حرب فاشلة وقال انه كانت هناك تعليمات أمريكية صارمة اثناء الحرب منها الالتزام الدقيق ببيانات وزراتي الخارجية والدفاع والرقابة العسكرية على اعمال المراسلين اثناء المعارك وممارسة ذلك بفظاظة شديدة. واضاف حافظ ان الهدف الامريكي الرئيسي من هذه الممارسات كان احاطة هذه الحرب بأكبر قدر من الغموض والتضليل مذكرا ان هذا الامر سبق وان مارسته الولايات المتحدة في فيتنام وحينما تكشفت الحقيقة للناس حدث تحول كبير في الرأي العام الامريكي أدى لوقف هذه الحرب.. وتوقع حافظ ان يتم الكشف عن الفظائع الامريكية في العراق خلال عامين من الآن وقال ان الحقائق سوف تظهر حجم الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها الشعب العراقي في هذه الحرب خاصة مع استخدام اسلحة لم يتم الاعلان عنها وما تردد عن استخدام قنابل نووية تكتيكية.
ولفت حافظ إلى قيام القوات الامريكية بقصف جميع مرافق ومؤسسات الإعلام العراقي وخاصة مبنى التلفزيون العراقي الذي كان مزدحما بالناس وقت قصفه ولم يتم الاعلان عن عدد الضحايا فيه موضحا ان قصف فندق فلسطين تم لارهاب الصحفيين واجبارهم على المغادرة للتعمية على مجزرة ارتكبتها القوات الامريكية على نهر دجلة وعلى الشاطئ المقابل للفندق بإبادة 400 مقاتل عراقي في وضح النهار. وذكر حافظ ان هناك قضية هامة لم يلتفت إليها احد وهى مصير نقابة الصحفيين العراقيين واعضائها الـ4 آلاف والتي كانت تعد من أكبر النقابات العربية للصحافة، واشار إلى ان هناك جريمة اخرى مسكوت عنها وهي العدوان الاسرائيلي على الصحفيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة وقتل تسعة صحفيين بشكل متعمد واوضح صلاح الدين حافظ ان اتحاد الصحفيين العرب كان له السبق في تبني وصف قتل الصحفيين في العراق بأنه جريمة حرب وهو الوصف الذي تبناه الاتحاد الدولي للصحفيين المعروف بانحيازه لاسرائيل والغرب، وقال ان هناك تعاونا مع الاتحاد الدولي إلى ان جانب التعاون مع اتحاد المحامين العرب والمنظمة العربية لحقوق الانسان لتحريك هذه القضية أمام مختلف المحافل الدولية المتردية ودراسة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ودراسة الاوضاع المتردية للصحفيين العراقيين واكد على أهمية توثيق الجرائم التي ارتكبها القوات الامريكية ضد الصحفيين للمساندة في الدعاوى القضائية بهذا الشأن،
|