* واشنطن رويترز:
تتلقى الولايات المتحدة الكثير من النصائح حول ماينبغي ان تفعله حيث تهتم حالياً مما ترى انه تدخل ايراني في شؤون الشيعة العراقيين وقد حذرت طهران من مغبة ذلك. وبشأن الشيعة ايضاً فقد باتت واشنطن مقتنعة بالتخلي عن احمد الجلبي الذي اقنع الامريكيين الذين جاؤوا به الى العراق بفكرة الشيعة العلمانيين وثبت ان هذا الافتراض غير موجود على ارض الواقع. واشتملت النصائح على واحدة لمسؤول امريكي سابق دعا فيها الى تبني السياسات الاستعمارية القديمة التي تقوم على قاعدة «فرق تسد».
وقال مارتن اندي مساعد وزير الخارجية الامريكي السابق الذي سبق له العمل سفيراً لبلاده في اسرائيل في حديث في معهد بروكينجز انه سيتعين على الولايات المتحدة ان تتصرف في العراق على النمط الاستعماري القديم.
وقال «يتعين علينا ان نتخلص من هذه الفكرة الساذجة التي ترى انه من خلال اعادة الكهرباء واصلاح المستشفيات سنتمكن من تشكيل حكومة معتدلة تمثل الشعب في العراق. يتعين علينا ان نلعب اللعبة الاستعمارية القديمة فرق تسد ولن تكون المخاطر أكبر».
وقالت الولايات المتحدة انها حذرت ايران من التدخل في شؤون الشيعة في العراق ومحاولة التمكين لمصالحها في البلاد بعد ان فوجئت بالعزيمة السياسية للطائفة الشيعية في العراق التي يرتبط الكثير من ابنائها بعلاقة صداقة بايران.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض اري فلايشر «أوضحنا لإيران اننا سنعارض أي تدخل خارجي في طريق العراق الى الديمقراطية».
واضاف «وتسلل عملاء لزعزعة الاستقرار بين السكان الشيعة سيدخل بوضوح في نطاق هذه الفئة».
وقال فلايشر ان الرسالة ارسلت من خلال «قنوات الاتصال المعروفة» مع ايران التي لا تجد علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وبينها.
وتعتقد الولايات المتحدة ان عملاء دربتهم ايران عبروا الحدود الى جنوب العراق بعد سقوط حكومة الرئيس صدام حسين ويعملون للتمكين لمصالحها في البلاد.
لكن ايران والعراق تربطهما علاقات ثقافية ترجع الى بدايات الحضارة. وكان التفاعل بين ايران والشيعة في جنوب العراق وثيقا على نحو خاص منذ ان اصبح المذهب الشيعي المذهب الرسمي لايران في القرن السادس عشر.
ويتنقل زعماء الشيعة العراقيون والايرانيون بين البلدين منذ عدة قرون كمدرسين وقادة للمذهب الشيعي.
وابلغ خبراء البيت الابيض ان الشيعة العراقيين سيحاولون تحويل ثقلهم السكاني الى قوة سياسية فاعلة بمجرد ان تطيح لولايات المتحدة بحكومة الزعيم البعثي صدام حسين.
وقال بعضهم ايضا ان رحيل صدام سيترك الباب مفتوحا للنفوذ الايراني الذي لا يمكن للولايات المتحدة ان تواجهه بسهولة دون ان تتخلى عن تعهدها المعلن بأن تترك العراقيين يختارون حكومتهم.
لكن مسؤولاً امريكياً قال ان الزعيم العراقي الذي يعيش في المنفى احمدالجلبي وهو شيعي اقنع وزارة الدفاع والبيت الابيض بأن شيعية علمانية يمكن ان تسود.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ساعد الجلبي في اقناعهم بفكرة الشيعية العلمانية واعطى لصناع السياسة احساسا بالامن».
وفشل المؤتمرالوطني العراقي الذي يتزعمه الجلبي في جمع انصار داخل البلاد في فترة الاسبوعين التي انقضت منذ سقوط صدام رغم الدعم المادي من القوات الامريكية.
وقال المسؤول « سمعت ان ثقتهم في الجلبي تتراجع. المؤتمر الوطني العراقي مثل الكوبيين المقيمين في ميامي الذين يعتقدون ان بامكانهم العودة من المنفى وادارة دفة الامور».
وأظهر الشيعة قوتهم هذا الاسبوع عندما قاموا بمسيرة شارك فيها مئات الالوف الى ضريح الامام الحسين في كربلاء جنوب غربي بغداد بعد ان كانت مثل هذه المسيرة السنوية تخضع لقيود مشددة في ظل صدام.
وكانت المسيرة احتفالاً بالحرية الدينية الجديدة ومظاهرة سياسية لمعارضة الوجود العسكري الامريكي في العراق.
وهون المسؤولون الامريكيون من شأن الجوانب السياسية للمسيرة الشيعية قائلين انها مجرد تعبير لا بأس به عن الحماس الديني بعد سنوات من القمع.
وقال فلايشر ان الولايات المتحدة تتوقع ان يكون للعراق زعيم اسلامي وتأمل أن يتولى مثل هذا الزعيم ادارة دفة الامور في اطار نظام على غرار الديمقراطية الاسلامية في تركيا.
ويمثل الشيعة ما بين 50 و60 في المئة من سكان العراق لكن خبراء يقولون ان الشيعة لا يجمعهم زعيم واحد أو سياسة واحدة.
لكن في البلدات الواقعة في شتى انحاء الجنوب ظهر الزعماء والميليشيات المحلية نتيجة لفراغ السلطة والامن الذي لا تتوفر الاعداد اللازمة للقوات الامريكية والبريطانية لسده.
ويتعين على الولايات المتحدة ان تقرر ما اذا كانت ستعترف بالزعماء المحليين الجدد وتدعوهم الى الاجتماعات السياسية التي تعقد لتنظيم سلطة عراقية مؤقتة. وقال مسؤول امريكي ان الاجتماع التالي الذي كان مقرراً عقده يوم السبت أجل الى يوم الاثنين بسبب الطقس السيئ المتوقع.
ويقاطع العملية الامريكية المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهو من الجماعات الشيعية الرئيسية اعتقاداً بأن الزعماء الذين ستختارهم الولايات المتحدة لن تكون لهم مصداقية.
وقال الفريق ديفيد مكيرنان قائد القوات البرية التي تقودها الولايات المتحدة في العراق ان القوات العسكرية تراقب عن كثب أي محاولات من جانب ايران او الشيعة المحافظين للتأثير على مسار الاحداث في العراق.
الا انه قال للصحفيين ايضا في مؤتمر بالفيديو عبر الهاتف من بغداد «لايمثل الشيعة وأي تحركات شيعية متأثرة بايران تهديداً صريحاً لقوات التحالف في الوقت الراهن الا اننا نراقب كل هذه المصالح المتنافسة».
|