Friday 25th april,2003 11166العدد الجمعة 23 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دعت الجيش الأمريكي إلى مغادرة الشطر الجنوبي دعت الجيش الأمريكي إلى مغادرة الشطر الجنوبي
كوريا الشمالية تطالب بضرورة تغيير سياسات واشنطن العدائية حيالها

* بكين الوكالات:
بدأت في بكين الجولة الثانية من المحادثات الثلاثية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة والصين حول الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية.. وتعد هذه المحادثات الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة النووية بين واشنطن وبيونج يانج في أكتوبر 2002.
ويرأس الجانب الأمريكي إلى تلك المحادثات جيمس كيلي مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا والباسيفيك بينما يرأس الجانب الكوري لي جون نائب مدير إدارة الشؤون الأمريكية بالخارجية الكورية فيما يرأس الجانب الصيني فو ينج مدير إدارة شؤون آسيا بوزارة الخارجية.
وفيما تفرض الأطراف المعنية تعتيما إعلاميا حول تلك المحادثات وترفض الوفود المشاركة الإدلاء بأية تفاصيل حول سير المحادثات أو نتائجها.. أصدرت السفارة الكورية الشمالية في بكين بيانا رسميا طالبت فيه بضرورة إجراء تغييرات جوهرية في السياسات العدائية الأمريكية حيال بيونج يانج وإثبات ذلك عمليا.. واصفة ذلك التغيير المنشود بأنه يمثل عاملا رئيسا لإنجاح المحادثات الثلاثية.
وقال البيان إنه يتعين على الولايات المتحدة إبداء العزيمة السياسية والنوايا الحسنة التي تلبي توقعات كوريا الشمالية وتبدد مخاوف وقلاقل المجتمع الدولي.. مشددا على أن القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية هي نتاج مباشر للسياسات الأمريكية العدوانية حيال كوريا الشمالية ومن ثم يصبح من الأهمية بمكان إنهاء تلك السياسات لتوفيرالظروف الملائمة لتسوية تلك القضية.
ونوه بيان سفارة كوريا الشمالية في بكين بأن التقدم الملموس الذي أحرزته العلاقات بين بيونج يانج وواشنطن في عهد الإدارة الأمريكية السابقة جاء نتيجة للتأكيدات الرسمية التي أعلنها الرئيس بيل كلينتون آنذاك بإنهاء حالة العداء بين الجانبين وهي التأكيدات التي أعقبتها إجراءات عملية ملموسة.
وذكر البيان أن العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة إنحدرت إلى أدنى مستوياتها منذ قدوم الإدارة الأمريكية الحالية وإعلان الرئيس جورج بوش كوريا الشمالية بأنها جزء من محور الشر الثلاثي الذي يعتبر هدفا لما أسماه «بالهجمات الاستباقية» الأمر الذي أسهم في تصعيد حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعد أن بات يخيم عليها شبح الحرب طوال الوقت.
وأكد أن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق على الرغم من المعارضة المطلقة غيرالمسبوقة لكافة أطراف المجتمع الدولي.. إنما تعطي درسا لجميع الدول ذات السيادة بضرورة امتلاك قوة ردع مادية لحماية سيادتها وأمنها واستقلالها.
وأضاف البيان ان عمليات التفتيش على الأسلحة تمهيدا لنزعها والتي تحركها الولايات المتحدة ضد دول ذات سيادة إنما تمثل انتهاكا لسيادة تلك الدول ولا تخرج عن كونها ستارا أو ذريعة تريدها واشنطن لتبرير عدوانها على تلك الدول لاحقا وإضفاء الشرعية عليه.
وقال بيان سفارة كوريا الشمالية في بكين إنه إذا كان امتلاك أية دولة لأي نوع من أسلحة الدمار الشامل أو الأسلحة التقليدية الأخرى والرغبة في تطوير تلك الأسلحة يعتبر تهديدا للسلام العالمي أو نوعا من الإرهاب الذي يشكل خطرا على العلاقات الدولية.. فإن ذلك المفهوم يتعين تطبيقه على الولايات المتحدة قبل غيرها التي تمضي قدما في تطوير وتعزيز قدراتها العسكرية كما يتعين إجبارها على فتح منشآتها العسكرية أمام فرق التفتيش الدولية. وطالبت كوريا الشمالية في ختام بيانها الولايات المتحدة الأمريكية باتخاذ كل ما سبق كركيزة تستند إليها محادثاتها مع بيونج يانج إذا رغبت في السير باتجاه تسوية الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية.
من جانبها.. أصدرت السفارة الأمريكية لدى بكين بيانا مماثلا وإن كان مقتضبا للغاية وصفت فيه المحادثات بأنها مفيدة وإن كانت لا تزال في مرحلتها التمهيدية.. فيما تجنب الحديث عن إحراز أي تقدم.
ونوه البيان بأن القضية النووية لكوريا الشمالية معقدة للغاية وتحتاج إلى المزيد من الوقت للتفاوض بشأنها ولإفساح المجال الكافي أمام كل طرف للتعبير عن وجهات نظره ومواقفه ومطالبه ومخاوفه بصراحة وبتفصيل.
وقد طلبت كوريا الشمالية من قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية أن يحزم حقائب قواته «التي تشبه السرطان» ويرحل عائدا إلى بلاده بعد أن قال الجنرال الأمريكي إن بيونج يانج تفرض العديد من المخاطر على الاستقرار العالمي.
وقال الجنرال ليون لابورت في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء إن من بين هذه المخاطر الاقتصاد المتداعي لكوريا الشمالية وخطة أسلحة نووية نشطة وانتشار تكنولوجيات الصواريخ وقوات تقليدية ضخمة وقوات خاصة تستهدف كوريا الجنوبية.
وقالت صحيفة رودونج سينمون الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية إن كلمة الجنرال لابورت الذي يتولى قيادة 37 ألف جندي أمريكي يتمركزون في كوريا الجنوبية تعكس «منطقا يشبه منطق العصابات غير معقول ويمثل تحديا واستفزازا لا يمكن التسامح معه».
وقالت الصحيفة اليومية في تعليق نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية «ننصحه بأن يعود إلى بلاده بقوات العدوان الموجودة في كوريا الجنوبية قبل أن يعاقب على قول مثل هذه الأكاذيب الفجة».
وقالت الصحيفة «إنها حقيقة راسخة أن القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية هي أكبر كيان يشبه السرطان يقف في طريق السلام وإعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية».
وقال لابورت إنها حقيقة أن كوريا الشمالية تمثل «شوكة في مسار السلام» في المنطقة.
ويقول محللون إن هذه العبارات الملتهبة من كوريا الشمالية موجهة للاستهلاك المحلي بصفة أساسية لكنها تعكس سياسات بيونج يانج.
ورحيل القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية بموجب معاهدة أمن عمرها 50 عاما يمثل هدفا قديما لكوريا الشمالية التي تدعو إلى فرض الحكم الشيوعي على الشطر الجنوبي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved